طالما كان مهندس التغيير ولي العهد الأمير محمد بن سلمان محط أنظار الصحف والفضائيات العالمية والإقليمية، وإفراد صفحاتها وقنواتها لرجل المرحلة والمهمات المستحيلة بفكره ورؤيته المستقبلية للسعودية الجديدة بكل طموح وجرأة وإقدام.. ومن المتابعات التي تجعلنا نتوقف عندها طويلًا، ونالت حظًا وفيرًا من أنظار المهتمين حول العالم، ما ذُكر عنه بأنه أميرٌ مُحدث جلبة حول العالم، طموحٌ متحدٍ للصعاب، عَراب مرحلة التغيير ومُعيد تصوّر "المملكة" نحو "سعودية حديثة" سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.. والكثير الكثير.
وللمتابع يجد أن ما ميز ولي العهد، في حديثه الأخير لمجلة أتلانتيك الأميركية، أنه استمر بتفرده وثقته كما عهدناه دائمًا، استخدم لغة الرسائل الإيجابية العميقة والمباشرة معًا، وكبسولات من الحقائق الدامغة، تحدث بوضوح شامل بكل بساطة، قارن بذكاء، أردفها بقوة الحجة، متسلحًا بلغة الواثق بالحقائق والشواهد الماثلة، وبكل هدوء وحكمة وثبات كجبال السعودية الراسخة.
تناول الحوار محاور متعددة، ومجموعة من السمات التي يتحلى بها سمو ولي العهد، وفي مقدمتها الثقة في حكمته والطموح في رؤيته، وبإصرار شامخ يؤكد أنه لا يوجد شخص على هذا الكوكب يمتلك القوة لإفشال «رؤية 2030» التي تقدم مشروعات ذات طابع سعودي تكون إضافة جديدة للعالم، لا مشروعات مستنسخة مكرورة!
وللمتابع يجد عمق الاطلاع واضحاً في لقاء سموه، خصوصاً الإلمام بالتفاصيل المتعلقة بالجوانب التاريخية لنشأة المملكة، وطبيعة المجتمع السعودي، والجوانب الشرعية، والتطورات الاجتماعية التي تسير بالاتجاه الصحيح، وفق معايير الشعب ومعتقداته، كما برز أيضاً في حديثه - حفظه الله - الاعتزاز بالهوية الوطنية السعودية بأبعادها المتعددة الإسلامية والعربية والقبلية، والتي تخدم الدولة والشعب والمنطقة والعالم أجمع.
أما السمات الأبرز فكانت الواقعية السياسية، واللغة الحاسمة، والاعتماد على النفس، مملوءة برسائل عميقة شامخة، موجهة إلى الخارج من خلال رؤية واقعية وموضوعية، لما تمتلكه المملكة من إمكانات وأدوات تعد الأساس الرئيس الذي تقوم عليه السياسة الخارجية السعودية.
لم يستخدم ولي العهد في لقائه أي دبلوماسية عند الحديث عن نهج السعودية وخطوطها الحمراء سيادةً وسؤدداً، فقد قدم الحصافة والحكمة "درسًا" وبكل شفافيته المعهودة أجاب عن أن منح المرأة السعودية كثيرًا من الحقوق التي حُرمت منها طويلًا دون إملاء من أحد.
هذا اللقاء الباهر يعيدنا بكل أمانة بما أصاب به الكاتب الأميركي «فريدمان» بعد لقائه الصحافي الشهير السابق مع ولي العهد، والهدف تمامًا في «بعض» قراءاته السابقة للمشهد الراهن، وسِر شخصية ونفوذ وقرارات الشاب "القائد" المُسابق للزمن، عندما وصفه فريدمان: "لمست لديه رغبة حقيقية في الإصلاح، ووجدت أنه يحظى بدعم كبير ومؤثّر من شباب بلده، وأن سعيه هو لإحداث تغييرات جذرية في المملكة، فهو يتمتع بجاذبية شديدة وقدرة على الإقناع".
وهذا يستدعينا نحو وقفات يسيرة مختلفة للوقوف على سر شخصية "محمد بن سلمان" وتأثيرها الخلاّق عالميًا وإقليميًا ومحليًا، وفق آليات حوارات صحافية فضائية عالمية؛ حيث يستمر مشرقًا بلقطاته المتفردة بين سطور المستقبل؛ لنؤمن أكثر فقط برؤيته ومعالم "السعودية الحديثة" التي نحلم بها ونريدها بهمة جبل طويق، وبعزيمة وعلم وطموح تعانق عنان السماء.
وذلك كله يجعلنا في ثقة ويقين أمام جميع ردود الأفعال العالمية والمحلية حول التغيرات الجذرية المتلاحقة الطموحة في وطننا العظيم الممتلك لكل مقومات صناعة المستحيلات الممكنة في زمن فارقٍ متعطشٍ لمزيد من العباقرة والنبلاء، من يعيدون ترتيب العالم من جديد، كما أراده الله أن يكون، بهاءً وعظمة، أمنًا وسلامًا، سخاءً رخاءً، رونقًا ومحبة في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين أعزهما الله وحفظهما.