قال الكرملين إن هناك "إشارات إيجابية" لحل الأزمة الأوكرانية عقب اجتماع الزعيمين الفرنسي والأوكراني في كييف.
وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قد التقى بنظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء وسط موجة من الدبلوماسية الأوروبية الهادفة إلى تبديد المخاوف من احتمال غزو روسي لأوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، للصحفيين، في إشارة إلى الاتفاقات الموقعة في عام 2015 بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا: "كانت هناك مؤشرات إيجابية على أن الحل لأوكرانيا يمكن أن يعتمد فقط على الوفاء باتفاقات مينسك".
لكنه أضاف أنه لا يوجد من زيلينسكي ما يشير إلى أن السلطات الأوكرانية مستعدة "بسرعة" للقيام بما "كان ينبغي أن تفعله منذ فترة طويلة".
وقال بيسكوف "لذلك هناك إشارات إيجابية، وهناك أيضا إشارات أقل إيجابية".
وقال ماكرون في مؤتمر صحفي مشترك مع زيلينسكي في كييف الثلاثاء إن هناك مسارا نحو تخفيف التوتر.
وأضاف الزعيم الفرنسي أن زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اللذين التقى بهما ماكرون، قالا إنهما ما زالا ملتزمين باتفاقات مينسك للسلام.
وكان ماكرون أول زعيم غربي كبير يلتقي مع بوتين منذ بدء الأزمة في ديسمبر كانون الأول، مع احتشاد عشرات الآلاف من القوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية.
ماذا تقول بريطانيا؟
توجهت الأربعاء وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس، إلى موسكو لإيصال رسالة مفادها أنه يتعين على روسيا اختيار طريق سلمي في أوكرانيا، وإلا فإنها ستواجه "عواقب وخيمة" متمثلة في عقوبات غربية.
وهذه أول زيارة من نوعها لوزيرة خارجية بريطانية منذ أكثر من أربع سنوات.
وتلتقي تروس بنظيرها الروسي، سيرغي لافروف، لحث موسكو على الامتثال لالتزامات الدولية واحترام سيادة أوكرانيا.
وقالت تروس في بيان خلال توجهها إلى موسكو: "بريطانيا عازمة على الدفاع عن الحرية والديمقراطية في أوكرانيا".
وأضافت "إنني أزور موسكو لأحث روسيا على متابعة حل دبلوماسي ولتوضيح أن أي غزو روسي آخر لدولة ذات سيادة سيكون له عواقب وخيمة على جميع المعنيين".
وقالت: "إن لدى روسيا خيارا هنا. ونحن نشجعها بقوة على الانخراط، ووقف التصعيد واختيار طريق الدبلوماسية".
وتنفي روسيا أي خطط للغزو، لكنها تطالب بعدم السماح لأوكرانيا أبدا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، الناتو، وبسلسلة من الضمانات الأمنية الأخرى ضد توسع التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في دول الكتلة السوفيتية السابقة.
وكان لافروف قد قال الثلاثاء بعد محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، إن واشنطن مستعدة لمناقشة مخاوف موسكو الأمنية.
وقالت بريطانيا الشهر الماضي إنها شددت تشريعاتها لفرض عقوبات أشد على نظام الرئيس فلاديمير بوتين. وكانت بريطانيا قد اتُهمت منذ فترة طويلة بغض الطرف عن تدفق الأموال غير المشروعة من روسيا وأماكن أخرى عبر لندن.
وقالت تروس في ذلك الوقت إن العقوبات تعني أن "الموجودين في الكرملين وما حوله لن يكون لديهم مكان للاختباء" إذا غزت روسيا أوكرانيا، محذرة من أن الحزمة ستشكل جزءا من رد منسق بقيادة الولايات المتحدة".