موسكو: أعلنت روسيا أنها تريد علاقات قائمة على "المساواة" مع الولايات المتحدة متهمة الغربيين بالتسبب بالتوتر بشأن أوكرانيا، فيما دعت لندن بدورها إلى تعزيز حلف شمال الأطلسي واستهداف الكرملين بعقوبات.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للتلفزيون الروسي "نرغب في علاقات جيّدة قائمة على المساواة والاحترام المتبادل مع الولايات المتحدة، كما هي الحال مع كل بلد آخر في العالم".
وتصاعد التوتر بين روسيا والولايات المتحدة بعدما اتّهمت حكومات غربية موسكو بحشد مئة ألف جندي عند الحدود مع أوكرانيا.
وأثار حشد القوات الروسية مخاوف من أن تكون روسيا تخطط لغزو جارتها، ما أقلق حلف شمال الأطلسي (ناتو) والدول الأعضاء فيه، ودفعه إلى البحث في تعزيز وجوده في المنطقة.
أضاف لافروف أن موسكو لا تريد أن تكون في وضع "يتعرّض فيه أمننا للتهديد يومياً" كما سيكون الوضع في حال ضم أوكرانيا إلى حلف الأطلسي.
وأضاف أن موسكو ستواصل بالتالي السعي إلى "ضمانات قانونية ملزمة" تأخذ في الاعتبار "المصالح المشروعة" لروسيا، وسترسل إلى دول حلف الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا "طلباً رسمياً يحضها على توضيح كيفية تطبيق التزامها بعدم تعزيز أمنها على حساب أمن الآخرين".
المخطط الروسي
روسيا متهمة منذ نهاية 2021 بأنها حشدت ما يصل إلى مئة ألف جندي على الحدود الأوكرانية بهدف شن هجوم. لكن موسكو تنفي أي مخطط من هذا النوع مطالبة في الوقت نفسه بضمانات خطية لأمنها بينها رفض انضمام أوكرانيا إلى حلف الأطلسي ووقف توسعه شرقاً.
ورفضت الولايات المتحدة هذا الأسبوع الطلب في رد خطي إلى موسكو. وقال الكرملين إنه يفكر في رده.
من جهته، اتهم أحد المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رئيس مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف الغربيين بتأجيج التوتر بأنفسهم.
وقال كما نقلت عنه وكالة الأنباء الروسية "لا نريد الحرب. ولسنا بحاجة إليها إطلاقاً. وهؤلاء الذين يفرضونها لا سيما الغربيين إنما يتبعون مخططاتهم الأنانية".
وأضاف "حتى الأوكرانيون، بمن فيهم المسؤولون، قالوا إنه ليس هناك أي تهديد".
أعلنت دول غربية عدة في الأيام الماضية إرسال وحدات جديدة إلى أوروبا الغربية بينها الولايات المتحدة التي وضعت 8500 عسكري في حال تأهب لتعزيز حلف شمال الأطلسي وفرنسا التي تريد نشر "مئات" الجنود في رومانيا.
من جهته، سيقترح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأسبوع المقبل على حلف الأطلسي نشر قوات للرد على تصاعد "العدائية الروسية" تجاه أوكرانيا.
ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زلينسكي حلفاء بلاده الغربيين إلى تجنّب إثارة "الذعر" في ظل حشد روسيا قواتها، فيما شدد وزير خارجيته دميترو كوليبا على ضرورة التزام "الحزم" خلال المحادثات مع موسكو.
يرتقب أن يزور وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك وكذلك رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافسكي هذا الأسبوع كييف. وقد وصلت وزيرة الدفاع الكندية آنيتا أنان التي تقدّم بلادها مساعدة عسكرية لأوكرانيا، إلى كييف الأحد في زيارة تستغرق يومين.
عقوبات غير مسبوقة
تعهد الأوروبيون والأميركيون فرض عقوبات غير مسبوقة في حال شنت روسيا هجومًا على أوكرانيا.
ولندن التي كثفت إصدار مواقفها لمحاولة زيادة الضغط على موسكو أعلنت الأحد أنها تريد استهداف المصالح الروسية "التي تهم مباشرة الكرملين".
وتم التطرّق إلى أنبوب الغاز الاستراتيجي نورد ستريم 2 بين روسيا وألمانيا أو حتى مدى تمكن الروس من القيام بتحويلات بالدولار.
من جانب آخر، طلبت الولايات المتحدة الخميس من مجلس الأمن الدولي الانعقاد الاثنين بسبب "التهديد الواضح" الذي تشكله روسيا بحسب رأيها "للسلام والأمن العالميين".
وازداد التوجه الغربي لدى أوكرانيا منذ ضمت موسكو شبه جزيرة القرم في 2014 وبدأت تأجيج نزاع انفصالي في شرق البلاد أسفر عن مقتل أكثر من 13 ألف شخص.
وفي مواجهة حشد روسيا قواتها مؤخراً، كثّفت بعض الدول الغربية، في مقدّمها الولايات المتحدة، عمليات إيصال الأسلحة إلى كييف لتمكينها من صد أي هجوم محتمل.