إيلاف من لندن: وصل إلى مدينة النجف العراقية وفد يمثل قوى الإطار الشيعي للبحث مع الصدر شكل الحكومة المقبل فيما رهن معتصمو الخضراء إنهاءه بعد إحياء ذكرى اغتيال سليماني والمهندس.
وعلمت "إيلاف" أنّ وفداً من الإطار التنسيقي الشيعي العراقي الذي يضم القوى الشيعية عدا التيار الصدري قد وصل إلى مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) اليوم للبحث مع زعيم التيار الصدري الفائز في الانتخابات المبكرة الأخيرة مقتدى الصدر للبحث في شكل الحكومة الجديدة وفيما إذا ستكون توافقية كما تطالب قوى الإطار أم أغلبية كما يصر الصدر.
ويترأّس الوفد زعيم تحالف الفتح هادي العامري ويضم في عضويته قيس الخزعلي رئيس حركة عصائب أهل الحق وفالح الفياض رئيس حركة العطاء فيما تغيب عنه رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي غريم الصدر.
الصدر مجتمعاً في بغداد مع قادة الإطار الشيعي في الثاني من الشهر الحالي (تويتر)
وسيبحث الوفد مع الصدر أيضاً متطلبات مرحلة ما بعد تصديق المحكمة الاتحادية العليا على نتائج الانتخابات الإثنين الماضي والتحالفات السياسية التي ستسبق ذلك وانعقاد البرلمان الجديد وإعلان الكتلة الشيعية الأكبر التي سترشح الشخصية الشيعية التي ستشكل الحكومة المنتظرة. وهذا هو الاجتماع الثاني بين قوى الإطار الشيعي مع الصدر بعد الاجتماع الأول الذي عقد في بغداد في الثاني من الشهر الحالي والذي لم يفضِ إلى اتفاق بين الطرفين حول تحالف مستقبلي.
ويضم الإطار التنسيقي الشيعي كلا من نوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون، وهادي العامري رئيس تحالف الفتح، وحيدر العبادي رئيس ائتلاف النصر، وعمار الحكيم رئيس تحالف قوى الدولة، وفالح الفياض رئيس حركة عطاء، وهمام حمودي رئيس المجلس الأعلى الإسلامي، فضلاً عن شخصيات شيعية أخرى.
إنهاء الإعتصامات
وبالترافق مع ذلك فقد أعلنت اللجنة المنظمة للمظاهرات والاعتصامات الرافضة لنتائج الانتخابات والتي تجري منذ أكثر من شهرين أمام بوابات المنطقة الخضراء وسط بغداد الاستجابة لدعوة الإطار التنسيقي وإنهاء الاعتصامات ولكن بعد إحياء ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية أبو مهدي المهندس بطائرة أميركية مسيرة قرب مطار بغداد الدولي في الثالث من كانون الثاني/ يناير عام 2020 والذي سيتم السبت المقبل.
نصب جدارية لأبو مهدي المهندس قرب أسوار المنطقة الخضراء وسط بغداد الأربعاء 29 كانون الأول/ ديسمبر 2021 (تويتر)
وقالت اللجنة في بيان صحافي اليوم تابعته "إيلاف" أنه "تابعنا قرار المحكمةِ الاتحاديةِ القاضي بالمصادقةِ على نتائج الانتخابات، وبغضّ النظرِ عن الضغوطِ التي تعرّض لها القضاء من اجلِ تمرير مهزلةِ النتائج، فإننا نمتلك من الشجاعةِ ما يكفينا لنُحيط القضاء العراقي علماً بقلقنا كل القلق من أن يتلوث ثوبهُ الأبيض بلوثةِ شرعنة التزوير فإنّ التاريخَ لا يرحمْ والأجيال ستبقى شاهدةً على ما حصل ونحن حريصون على بقاء القضاء العراقي ناصعاً مستقلاً قوياً ونزيهاً".
وأضافت أنّ المعتصمين حقّقوا نصراً من خلال تغيير 7 مقاعد نيابية لمرشحينْ سُرقت أصواتهم فاستردوها بفضل المظاهرات والإجماع الرسمي وشبه الرسمي بعدم جدوى قانون الانتخابات الحالي "وضرورة تغييره وحتمية استبدال مفوضية التزوير الحالية وطرد أعضائها المزورين، وإقرار إلغاء العد والفرز الإلكتروني واعتماد العد والفرز اليدوي في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة".
وقالت اللجنة مخاطبة المعتصمين "أنكم أعدتم ضخ الدماء والروح في جسد هذه الأمة وأحييتم روح الرفض والمواجهة لديها في وقت كان الأعداء يراهنون على إقصاء مشروع الحشد والمقاومة من المشهد السياسي والشعبي للإجهاز على دعامة الوطن الأقوى المتمثّلة بالمذهب الشيعي".
ويأتي إعلان فض اعتصام الخضراء استجابة إلى طلب من الإطار التنسيقي الشيعي الذي ثمن في بيان حفاظ المعتصمين على سلمية احتجاجهم و "عدم تجاوز التلاعب الذي حصل في الانتخابات ودفاعهم عن حقوقهم"
وخاطب الإطار المعتصمين قائلاً "إنّ صبركم مايزيد على 70 يوماً هو الذي دفع المحكمة مع كل الضغوط التي مورست عليها إلى عدم تجاوز ماحصل من تلاعب وما قرار المحكمة الاتحادية حول ضرورة إجراء تداخل تشريعي لتعديل القانون وإلغاء العد والفرز الإلكتروني ألّا دليل على صدق دعواكم حول التلاعب الإلكتروني بالانتخابات كذلك ما أعلنته المحكمة من مخالفة المفوضية للقانون في إعلان النتائج جزئياً وغيرها الكثير ممّا ورد في نص القرار وبعد قرار المحكمة بمصادقة النتائج رغم ما شابها من خلل واضح" بحسب قوله.
وطال المعتصمين بالقول "نطلب منكم العودة إلى بيوتكم ومصالحكم وندعو الأخوة في اللجنة المشرفة على التظاهرات إلى التعامل بإيجابية مع دعوة الإطار التنسيقي وإتخاذ قرار بسحب المتظاهرين وشكرهم على جهودهم وسنبقى وإياكم نعمل بكل جهدنا من أجل خدمة العراق والدفاع عنه".