من المتوقع أن يعقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف جلسة خاصة الجمعة حول الحرب الأهلية الدائرة في إثيوبيا، وذلك بطلب عاجل من الاتحاد الأوروبي.
وقال بيان صادر عن الأمم المتحدة إن الطلب الأوروبي حصل على دعم الثُلث المطلوب من الدول الأعضاء في المجلس إضافة إلى الدول المشاركة بصفة مراقب ومن بينها الولايات المتحدة.
ودعا الاتحاد الأوروبي، في رسالة أرسلت إلى رئيسة المجلس، الهيئة الحقوقية العليا في الأمم المتحدة إلى المعالجة السريعة للوضع المتدهور في إثيوبيا، حيث خلف الصراع على مدى 13 شهراً آلاف القتلى وتسبب بأزمة إنسانية خطيرة.
وقالت لوت نودسين، سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدة في جنيف في بيان لها: "نعتقد، في ضوء الوضع المتفاقم، أن على المجتمع الدولي التزاماً أخلاقياً في محاولة منع ارتكاب المزيد من الفظائع وضمان المساءلة والعدالة من أجل الضحايا والناجين".
وتدين مسودة القرار التي قدمها الاتحاد الأوروبي الانتهاكات المرتكبة من كافة أطراف الصراع في إقليم تيغراي شمالي إثيوبيا، والتي قالت ميشيل باشليت، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الشهر الماضي إنها قد ترقى إلى مستوى جرائم الحرب. وإذا تم تبني القرار، فسيتم تشكيل لجنة دولية من الخبراء في مجال حقوق الإنسان حول إثيوبيا للتحقيق بشكل أوسع وإعداد تقرير تقدمه للمجلس بعد عام.
كانت الحرب في إثيوبيا قد اندلعت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، عندما أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قوات حكومية إلى إقليم تيغراي شمالي البلاد بهدف الإطاحة بجبهة تحرير شعب تيغراي، بعد شهور من تغذية التوترات مع الجماعة التي هيمنت على مقاليد السياسة في البلاد طوال ثلاثة عقود قبل أن يتولى آبي أحمد مهام منصبه.
وقال في حينه إن خطوته جاءت رداً على هجمات شنتها جبهة تحرير شعب تيغراي على معسكرات للجيش، وتعهد بتحقيق انتصار سريع.
إثيوبيا "تستخدم الاغتصاب كاستراتيجية حرب" في تيغراي
من هو العقل المدبر لتقدم متمردي تيغراي ضد القوات الإثيوبية؟
لكن المتمردين عادوا بشكل مفاجئ واستعادوا السيطرة على معظم مناطق تيغراي بحلول شهر يونيو/حزيران قبل أن يتقدموا إلى داخل منطقتي أمهرة وعفار المجاورتين.
ودفعت المخاوف من زحف المتمردين على العاصمة أديس أبابا دولاً مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى الطلب من مواطنيها مغادرة إثيوبيا في أسرع وقت ممكن، على الرغم من أن حكومة آبي أحمد قالت إن المدينة آمنة.
يُذكر أن القتال أسفر حتى الآن عن تشريد أكثر من مليوني شخص ودفع بمئات الآلاف إلى العيش في ظروف أشبه ما تكون بالمجاعة، وفق تقديرات الأمم المتحدة، مع ورود تقارير تتحدث عن ارتكاب مجازر وعمليات اغتصاب جماعية من كلا الطرفين.
وكانت الأمم المتحدة قد قالت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي إن حياة ملايين الإثيوبيين في شمالي البلاد مهددة بسبب عدم وصول إمدادات المساعدات إلى المنطقة المتضررة من الصراع.
وأضافت المنظمة، في تحذير صريح، أنه يوجد حصار بالفعل على المساعدات في منطقة تيغراي.
لكن متحدثاً باسم الحكومة نفى في حينه قطع الإمدادات.
ودفع القتال المستمر منذ أكثر من سنة بين الجيش الحكومي وحلفائه من جهة، وقوات المتمردين في تيغراي من جهة أخرى، كثيرين إلى الاعتماد على المساعدات.
وقال غرانت ليتي، القائم بأعمال منسق الشؤون الإنسانية في إثيوبيا: "حياة الملايين من المدنيين ... تعتمد على قدرتنا على الوصول إليهم بالغذاء وإمدادات التغذية والأدوية وغيرها من المساعدات الحيوية".
وتقول الأمم المتحدة إن هناك 5.2 مليون شخص في حاجة لمساعدات عاجلة لتفادي "أسوأ مجاعة في العالم منذ عقود".