: آخر تحديث
قال إن انتخابات 2026 محطة مهمة لإنجاح تحدي 2030

أمين "التقدم والاشتراكية" المغربي يجدد انتقاداته للحكومة

11
11
10

إيلاف من الرباط: جدد محمد نبيل بنعبدالله ، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المغربي ( معارضة برلمانية)، انتقاداته للحكومة المغربية الحالية، مركزا على توجهاتها السياسية، وفشلها في تدبير عدد من الملفات، قبل أن يخلص إلى أنها غير قادرة على ركوب تحدي 2030.

وبسط بنعبد الله، خلال مشاركته في برنامج (l’info en face) الذي ينشطه الصحافي رشيد حلاوي، بالقناة المرئية (Matin TV)، وجهة نظر حزبه بخصوص عدد من قضايا الساعة، على مستوى الوضعية السياسية، والسياق الاقتصادي، والرهانات الاجتماعية، وغيرها.

مغرب آخر
في سياق حديثه عن الفيضانات التي يشهدها، هذه الأيام، عدد من المناطق بالجنوب الشرقي للمملكة، قال بنعبد الله إن هذه "الظاهرة الاستثنائية" أظهرت وجود عدم توازن على مستوى التنمية الجهوية، وعلى مستوى البنيات التحتية، مشيرا إلى أن الأمر ذاته حصل، قبل سنة، مع زلزال الحوز، الذي أظهر الواقع الذي يعيشه عدد من الأقاليم الجبلية.

وشدد بنعبد الله على أن حزبه لا يسعى إلى الاستثمار في مآسي الناس لأغراض سياسية وتحميل المسؤولية للحكومة، مشيرا إلى أن ما يحدث اليوم، والذي تبقى له إيجابيات على مستوى كمية التساقطات المسجلة، يتطلب جهدا جماعيا لتأهيل المناطق المتضررة، كما يشكل مناسبة للحديث عن عدم التوازن الجهوي الذي يهم عددا من مناطق المغرب، والذي أكدته تقارير ودراسات عديدة.

وتحدث بنعبد الله، في هذا السياق، عن الحاجة إلى صندوق للتنمية الجهوية، يساعد على تحقيق نوع من التوازن الجهوي على مستوى السياسات العمومية، وأن تكون لجهات معينة أولوية على مستوى التجهيزات، وتطوير بنايتها التحتية، وحمايتها من ظواهر استثنائية، كالزلازل والفيضانات، ومنحها نفس شروط، أو الاقتراب من نفس شروط التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تخلق القيمة وفرص الشغل وتنمي الدخل.

ونبه بنعبد الله إلى أن الجهات المتضررة، التي تعاني من تدني مستوى التنمية مقارنة بجهات أخرى، بما فيها منطقة الحوز، مازالت تعاني من سلبيات كثيرة رغم البرامج المسطرة، بشكل يشهد على وجود مغرب آخر.

جهد تنموي، ولكن ..
تحدث بنعبد الله عن جهد تنموي كبير شهده المغرب على مدى ربع قرن من حكم الملك محمد السادس، قبل أن يشير إلى أن الملك شدد في عدد من خطبه على أنه رغم كل الجهود التي تم بذلها، فإن هناك نقائص اجتماعية ومجالية، الشيء الذي يتطلب جهودا إضافية.واستدرك بنعبد الله قائلا "إننا لا نريد مغربا بسرعتين، كما جاء في خطاب للملك،مغرب"التي جي في " و مغرب يصعب الولوج إليه، بتجهيزات متهالكة ومتخلفة، مقارنة بجهات أخرى. وأضاف أن زلزال الحوز قبل سنة، والفيضانات الأخيرة التي شهدها الجنوب الشرقي للمغرب أظهروا ذلك؛ الشيء الذي يتطلب "إرادة سياسية"، للقيام باستثمارات توفر للمناطق المعنية شروط ركوب قطار المغرب الدينامي.

نقائص
انتقد بنعبد الله، بشكل ضمني، في الذكرى الأولى لزلزال الحوز، الطريقة التي تم بها التعاطي مع تداعيات هذه الكارثة الطبيعية، طارحا عددا من الأسئلة حول أوضاع الساكنة المتضررة، مع تقديمه ملاحظات حول طريقة إعادة الإعمار وتقديم الدعم، لأجل لفت انتباه الحكومة، من خلال دور حزبه في المعارضة، بما يبرز النقائص والقيام بالتصحيح اللازم وتجاوز التفاوتات والحرص على القيام بالمتعين.

تعديل حكومي؟
قال بنعبد الله إن التعديل الحكومي لا أحد يعرف شيئا بشأنه، وأنه من الأشياء التي نعرفها في آخر لحظة. أما على مستوى المضمون، يضيف بنعبد الله، فنحن لا ننتظر أي شيء استثنائي من التعديل الحكومي، لأنه لا يمكن أن يغير شيئا من السياسات العامة ، إذ يتم الحديث عنه لشغل الناس على مدى زمني معين.

وأوضح بنعبد الله أن الحكومة الحالية لها توجهات وأهداف، مشيرا إلى أن هذه الأهداف لم تتحقق، كما أن الوعود لم تنفذ بعد مرور ما يقارب 3 سنوات من عمرها. وأضاف أن الإشكال يبقى في التوجهات السياسية للحكومة التي لم تجعل من النموذج التنموي الجديد أولوية، كما أن شعار "الدولة الاجتماعية" الذي رفعته لم تتعامل معه بالشكل المطلوب.

ورأى بنعبد الله أن الحكومة فشلت في عدد من الملفات بفضل توجهات سياسية، ولذلك "ندعو إلى تعديل في التوجهات"، قبل أي شيء آخر.

وشدد بنعبد الله على أننا لا نستطيع بناء مجتمع متقدم إلا بديمقراطية متطورة، ومجتمع سياسي محترم يلعب دوره بأحزاب مستقبلة لها القدرة على تأطير وتحريك الرأي العام واستقطاب طاقات جديدة وشابة؛ مع نظام حريات تتم تقويته باستمرار، وأن تلعب المؤسسات،من حكومة وبرلمان وجهات ومنتخبين ومجتمع مدني، دورها الكامل.

ونبه بنعبد الله إلى أنه يبقى من الخطأ والخطير القول إن هناك أولويات اقتصادية بالنسبة للمغرب،مشددا على أن الديمقراطية يتعين أن تكون مكونا أساسيا لكل فعل عمومي وحكومي.

وشدد بنعبد الله على أنه،بالنسبة للحكومة الحالية، ليس هناك عمق سياسي أو رؤية ديمقراطية أو رغبة لإعطاء معنى لكل هذا.

ارتفاع الأسعار
تطرق بنعبد الله إلى ارتفاع الأسعار وتدني القدرة الشرائية، منتقدا، في هذا الصدد، افتقاد الحكومة للقدرة على التواصل مع المغاربة، للشرح والتوضيح والإقناع بما تقوم به. وأضاف أن أغلبية الحكومة تتهرب من النقاش والتواصل.

واستعرض بنعبد الله عددا من الخطوات التي كان يتعين على الحكومة القيام بها لضبط الأسعار، بهدف تخفيف العبء على المغاربة، مركزا على المحروقات.

كما توقف عند الاستثمارات الأجنبية التي تراجعت، وتأثير ذلك على عدد من مجالات التنمية، خصوصا ما يتعلق بتوفير فرض الشغل.

2026 و2030
تحدث بنعبد الله عن تطلع حزبه إلى انتخابات 2026 لطرح البديل. وشدد على أن 2030، التي تعرف تنظيم المغرب لنهائيات كأس العالم بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال، يتعين أن تكون هدفا، يستدعي تحرير الطاقات للتقدم اقتصاديا واجتماعيا،وتنمية مختلف جهات المملكة.

وارتباطا بـ2030، وعلاقة بالنقاش الدائر حول قانون الأسرة، تحدث بنعبد الله عن قيم كونية، تتمثل في الحريات والعدالة والشفافية، داعيا، في هذا السياق، إلى ضرورة إعطاء صورة جيدة عن مغرب يستلهم تطوره مما هو إنساني وليس مما هو غربي، بعيدا عن كل رغبة في الانغلاق، مع احترام العادات والتقاليد في ظل الانفتاح على ما هو إنساني لإعطاء صورة عن مغرب موحد ومتحد، الشيء الذي من شأنه أن يؤثر بشكل إيجابي على الاستثمار الخاص الخارجي، ويطور السياحة،ويمنح دينامية للمقاولات ويساهم في خلق فرض الشغل والثروة.

وعن أيهما أهم: 2026 أم 2030، بالنسبة لحزبه، قال بنعبد الله إن هناك حاجة لإنجاح 2030 لمواجهة ما بعد ذلك من تحديات، مشددا على أن 2026 تشكل محطة أساسية، من شأنها أن تمنح المغرب أغلبية حكومية قادرة على إنجاح تحدي 2030، الذي سيكون مناسبة لتأهيل كل المجالات. وضرب، في هذا الصدد،المثل بإسبانيا، التي تمكنت بفضل تنظيمها لكأس العالم والألعاب الأولمبية من تحقيق تنمية قوية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار