باريس: تشكل الطلبية التي وقعتها الإمارات العربية المتحدة لشراء 80 طائرة رافال أضخم عقد حتى الآن لبيع هذه المقاتلات الفرنسية إلى دولة أجنبية، وهو رابع نجاح منذ مطلع العام على صعيد تصدير هذا النموذج من الطائرات الحربية التي باتت تصدّر إلى الخارج أكثر مما تزود الجيش الفرنسي.
وقعت أبو ظبي صباح الجمعة العقد "التاريخي" بحسب شركة "داسو للطيران" لشراء 80 طائرة مقاتلة من طراز رافال، فخر صناعة الدفاع الجوي الفرنسية، في صفقة تبلغ قيمتها الإجمالية 16 مليار يورو، من ضمنها ملياران للأسلحة.
وستسلم الطائرات بين 2027 و2031 وستكون من طراز "إف4" الذي يجري تطويره حاليا وفق برنامج بقيمة تقارب ملياري يورو وقدم على انه "قفزة تكنولوجية وصناعية وإستراتيجية"، على أن يتم إنجاز هذا الطراز المتطور من طائرات رافال بحلول 2024.
وتأتي الطلبية الرامية إلى استبدال 60 طائرة من طراز "ميراج 2000-9" حصلت عليها الإمارات عام 1998، بعد عشر سنوات من مفاوضات انطلقت بدفع من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي كان يبحث عن سوق لطائرات رافال، غير أنها لم تفض إلى نتيجة.
وتعتبر الإمارات، الدولة الخليجية الغنية، من كبار زبائن صناعات الأسلحة الفرنسية.
وأوضح مصدر مطلع على الملف أن "الإمارات تشتري على الدوام طائرات ميراج، إنه بلد مزدوج المصدر" يستمد طائراته الحربية من الولايات المتحدة كما من فرنسا حتى لا يجد نفسه في موقع التبعية الحصرية لأي من الدولتين.
ومقابل تطبيع علاقاتها مع إسرائيل في أيلول/سبتمبر 2020، حصلت أبوظبي على اتفاق مع إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لشراء 50 طائرة إف-35 لاستبدال أسطولها من طائرات إف-16 الأميركية. غير أن المفاوضات مع واشنطن حول هذا العقد الضخم بقيمة 23 مليار دولار الذي يشمل أيضا طائرات مسيّرة من طراز "ريبر"، لم تفض إلى عقد بعد، ما يثير استياء أبوظبي.
ولطالما واجهت طائرات رافال الفرنسية التي وضعت في الخدمة عام 2004، مشكلات في التصدير.
غير أنها أثبتت فاعليتها من خلال استخدامها في المعارك اعتبارا من 2007 في أفغانستان ثم في ليبيا ومنطقة الساحل والشرق الأوسط، أحيانا بعد رحلات طويلة جرت انطلاقا من فرنسا، حتى لو أنه توجب الانتظار حتى العام 2015 لتحقق أولى نجاحاتها على صعيد التصدير مع بيع 24 طائرة لمصر و36 طائرة لقطر، ثم في السنة التالية 36 طائرة للهند.
حققت طائرات رافال نجاحا استثنائيا عام 2021 مع بيع 18 طائرة لليونان (12 منها مستعملة) و30 لمصر و12 طائرة مستعملة لكرواتيا، فضلا عن فوز الشركة بأكبر عقد تصدير مع طلبية أبوظبي على 80 طائرة.
وبيعت طائرات رافال المصممة للحفاظ على الاستقلالية الإستراتيجية للطيران الحربي الفرنسي، إلى دول شريكة أكثر مما بيعت للجيش الفرنسي، إذ أوضحت شركة "داسو للطيران" المصنّعة أن 212 من أصل 404 طائرات جديدة تلقت طلبية عليها حتى الآن، موجهة إلى زبائن أجانب.
وبالرغم من النكسة التي تلقتها الشركة في حزيران/يونيو حين فضلت سويسرا عليها طائرات إف-35 الأميركية، تتوقع داسو للطيران أن تتحقق قريبا عدة صفقات قيد التفاوض.
فأعلنت أثينا في أيلول/سبتمبر أنها تنوي شراء ست طائرات إضافية، فيما تقرر فنلندا بحلول نهاية السنة نموذج الطائرات التي ستبدلها في أسطولها من المطاردات الذي يضم 64 طائرة إف-18. وتتنافس طائرات رافال في هذا المجال مع "يوروفايتر" من شركة إيرباص، و"غريبن" السويدية وإف-35 وإف-18 الأميركيتين، فيما أفادت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس باريس أن مشروعا لبيع 36 طائرة رافال لإندونيسيا وصل إلى "مرحلة متقدمة جدا".
وأخيرا، تأمل شركة داسو للطيران في الفوز في استدراجات عروض هندية لشراء 110 طائرة رافال للقوات الجوية الهندية و57 للبحرية، مع احتمال أن تبدل نيودلهي رأيها بالنسبة لـ36 طائرة إضافية وتقرر شراءها من طراز رافال أيضا.
تُنتج طائرات رافال بالتعاون بين داسو للطيران التي تشرف على 60% من قيمة الطائرة، وشركة تاليس للإلكترونيات (22%) وشركة سافران للمحركات (18%) التي تؤمن المحرك إم-88، على أن تصبح طائرات رافال مقاتلات القوات الفرنسية اعتبارا من العام 2040.