إيلاف من لندن: كشف مصدر عراقي مقرب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تفاصيل حديثه خلال اجتماعه الخميس مع قادة قوى الاطار الشيعي وموقفه من رئيس الحكومة الجديدة.. فيما أكد المالكي تمسكه بتشكيل حكومة توافقية.
وقال المصدر، وهو نائب سابق مقرب من الصدر وقيادة تياره، في اتصال هاتفي من بغداد مع "ايلاف"، مفضلا عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع، إن الصدر تجاهل رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وقيس الخزعلي قائد مليشيا عصائب اهل الحق لدى دخوله الى قاعة الاجتماع بمنزل زعيم تحالف الفتح هادي العامري ولم يصافحهما ولم يلتفت اليهما او ينظر في وجهيهما، فعلاقته مقطوعة مع الاول منذ 8 سنوات ومتوترة مع الثاني منذ انشقاقه عن التيار الصدري بعد صولة الفرسان التي قادها المالكي ضد جيش المهدي التابع للصدر والذي انشق عنه الخزعلي في عام 2008 ليشكل العصائب.
أضاف المصدر ان الصدر تحدث موجها كلامه الى جميع المشاركين في الاجتماع من قادة القوى الشيعية قائلا "قبل الانتخابات استقتلتوا على حكومة الاغلبية ورفض الحكومة التوافقية..وعندما خسرتم تريدون الان حكومة توافقية وترفضون حكومة الاغلبية".. مسترسلا "كما طعنتم في الانتخابات الأخيرة رغم ان نسبة التزوير فيها لم تتعد نسبة 3 في المئة او اقل لانكم خسرتوا ولكنكم لم تطعنوا في نتائج انتخابات عام 2018 رغم ان نسبة التزوير فيها كانت بنسبة 70% لانكم فزتوا فيها".
الصدر خلال اجتماعه الخميس في بغداد مع قادة الإطار الشيعي
أشار الصدر قائلا ان "هناك من حصل على 20 مقعد في انتخابات 2018 واحرز35 مقعد في الانتخابات الحالية وبرغم ذلك يدعي التزويرالان .. وهناك من نال 20 مقعدا في انتخابات 2018 وحصل على مقعدين في الانتخابات الاخيرة وأيضا يدعي التزوير".
وشدد الصدر موجها كلامه الى الحاضرين قائلا "سندعم بقاء الكاظمي لولاية اخرى وان اضطررنا لترشيح شخصية اخرى فلن نقبل برفضكم له وشرطنا ان توافقوا عليه بغض الطرف عمن هو".. مستدركا بالقول"اذا وصلت الامور الى طريق مسدود سيكون هناك حل اخير.. نرشح شخصية وترشحون شخصية ويكون الفيصل لمن ينال اعلى الاصوات في البرلمان وستقبلون بمرشحنا اياً كان وسنقبل بمرشحكم اياً كان والتصويت سيكون سرياً والكترونياً".
وبين المصدر ان مداخلات القادة الاخرين تناولت ضرورة تشكيل حكومة توافقية كما هو معمول به منذ سقوط النظام السابق عام 2003 والعمل على الحفاظ على الموقف الشيعي ووحدته من الاوضاع العراقية .. منوها الى ان أجواء الاجتماع كانت متوترة وغير ودية.
يشار الى ان الصدر قد اجتمع مع الكاظمي فور انتهاء اجتماعه مع قادة الاطار الشيعي حيث بحثا اخر التطورات السياسية على الساحة العراقية بعد الانتخابات المبكرة واعلان نتائجها النهائية الثلاثاء الماضي.
وتؤكد مصادر عراقية ان الصدر المنتصر في الانتخابات يتجه الى التحالف مع السنة والاكراد وقوى اخرى ليشكل الكتلة الاكبر في البرلمان التي يمكن ان يصل نوابها الى 180 عضوا على الاقل لترشح رئيس الحكومة المقبلة فيما تمتلك قوى الاطار التنسيقي حاليا بين 60 و65 مقعدا برلمانيا وبالكاد يمكن لها اذا تحالفت معها قوى اخرى جمع كتلة تضم 100 نائب .
المالكي مصر
عقب الاجتماع مع الصدر ترأس نوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون اجتماعا موسعا للكتلة النيابية للائتلاف تم خلاله بحث ومناقشة مستجدات الاوضاع السياسية والامنية و تداعيات التشكيك بنتائج الانتخابات .
واكد المالكي اهمية توحيد الجهود والتواصل مع بقية القوى السياسية داخل البرلمان من اجل تجاوز الازمات الراهنة .. مشددا على ضرورة معالجة تداعيات ازمة نتائج الانتخابات وفق الاطر القانونية وانصاف المعترضين والاسراع في تشكيل حكومة توافقية قادرة على تلبية متطلبات الشعب العراقي بالخدمات وفرص العمل كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان تابعته "ايلاف".المالكي مترئسًا الخميس اجتماعًا لنواب كتلته في البرلمان الجديد
ودعا المالكي نواب ائىلافه الى العمل الجاد والتمسك بالثوابت الوطنية والتواصل مع الجماهير وتقديم مقترحات القوانين التي تدعم حاجات العراقيين للخدمات .. منوها الى ان العراق وشعبه يستحقان العمل والتضحية من اجل التقدم والازدهار.
يشار الى ان النتائج النهائية للانتخابات التي اعلنت الثلاثاء الماضي وارسلت مع اسماء الفائزين بعضوية مجلس النواب الجديد امس الى المحكمة الاتحادية للتصديق عليها قد أظهرت تصدر التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لها بنيله 73 مقعدا في البرلمان الجديد الذي يضم 329 عضوا .. يليه المستقلون الذين حصلوا على 43 مقعدا ثم تحالف تقدم برئاسة محمد الحلبوسي (سني) وحصل على 38 مقعدا ثم ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي (شيعي) رابعا بنيله 35 مقعدا فيما حل الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني (كردي) خامسا بحصوله على 31 مقعدا ثم تحالف الفتح المظلة السياسية للمليشيات العراقية الموالية لايران بزعامة هادي العامري وحصل على 17 مقعدا الذي كان اكبر الخاسرين بعد ان كان له 48 مقعدا في البرلمان السابق.