إيلاف من لندن: بدأت اليوم الاربعاء في طهران المفاوضات الافغانية بحضور مندوبي الحكومة الافغانية وحركة طالبان، بكلمة لوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف.
وتأتي المفاوضات بعد أيام من انسحاب القوات الأميركية من قاعدة باغرام الاستراتيجية الأفغانية وعلى خلفية تقارير على لسان خبراء بأن إيران التي عملت على تطوير علاقاتها بشكل أوثق مع حركة طالبان في السنوات الأخيرة، تحاول زيادة نفوذها في المفاوضات مع إدارة بايدن والحفاظ على النفوذ في السياسة الأفغانية.
وكانت إيران لاعبا رئيسيا في الصراع المستمر منذ عقود في أفغانستان، باعتبارها تشترك في حدود طويلة مع البلاد الممزقة، إضافة إلى وجود حوالى 3 ملايين أفغاني يعيشون في إيران.
وإذ ذاك، حضر الاجتماع الذي عقد اليوم في مبنى وزارة الخارجية الإيرانية، مندوبو الحكومة الافغانية ووفد سياسي رفيع المستوى من حركة طالبان.
وكان المدير العام لدائرة جنوب آسيا في وزارة الخارجية الايرانية رسول موسوي أعلن في وقت سابق من اليوم أن طهران تستضيف في وقت واحد أربعة وفود من أفغانستان، بما في ذلك وفد طالبان السياسي ووفد الحكومة الافغانية.
4 وفود
وقال موسوي، في تغريدة نشرها اليوم الاربعاء: تستضيف طهران أربعة وفود أفغانية في نفس الوقت، وهي اللجنة الثقافية في البرلمان الأفغاني، والوفد السياسي رفيع المستوى لحركة طالبان، والوفد السياسي رفيع المستوى للجمهورية، والهيئة العليا لتحديد هوية الرعايا.
وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام أفغانية عن زيارة بعض القادة السياسيين الأفغان وقادة طالبان السياسيين إلى طهران فقد وصل الى طهران قادما من كابول وفد سياسي مكون من يونس قانوني، كريم خرم، إرشاد أحمدي، محمد الله بتاش، ظاهر وحدت وسلام رحيمي مما يدل على أن هذه المجموعة تقريبًا تمثل جميع القوميات والتوجهات، ويمكن أن تكون وسيلة تسهل جيداً لـ استمرار هذه الحوارات في المستقبل.
من ناحية أخرى، وصل قادة سياسيون كبار في حركة طالبان إلى طهران، مما يظهر عزم الحركة الجاد على حضور المحادثات الأفغانية.
استضافة برادار
يذكر إن إيران استضافت مطلع العام الحالي وفدا من طالبان بقيادة نائب زعيمها الملا عبدالغني برادر لمدة أسبوع، قائلة إن ذلك "جزء من سياسة طهران للتواصل مع الأطراف الأفغانية في عملية السلام الأفغانية".
وكان مدير التطوير التحليلي في مركز السياسة العالمية، كامران بخاري، قال في تحليل لـ(صوت أميركا) إن "إيران لديها حافز كبير" في تنمية العلاقات مع طالبان، مضيفا أن طهران تتطلع إلى زيادة نفوذها في المفاوضات مع الإدارة الأميركية الجديدة.
ضغوط هائلة
وأردف: "4 سنوات من إدارة ترامب وضعتهم حقا تحت ضغوط هائلة. إنهم في موقف ضعيف نسبيا قبل الوصول لطاولة المفاوضات مع الإدارة الجديدة، وهذا يعني أنهم بحاجة إلى كسب مزيد من النفوذ".
وأضاف أنه لزيادة نفوذها، تحاول إيران استغلال الوضع في أفغانستان، حيث تبحث الولايات المتحدة عن مخرج في البلاد الذي يعيش حالة حرب في آخر عقدين.
كان الرئيس الأميركي جو بايدن قال إنه مستعد لرفع العقوبات عن إيران إذا خفضت طهران تخصيب اليورانيوم إلى المستوى المتفق عليه في الاتفاق الدولي (5+1) لعام 2015، والمعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.
أنشطة إقليمية
وأفادت العديد من وسائل الإعلام الأميركية أن الإدارة الجديدة لا تعمل فقط على معالجة برامج إيران النووية والصاروخية، ولكن أيضا أنشطتها الإقليمية.
في المقابل، تقول إيران إنها ستمتثل لخطة العمل الشاملة المشتركة بمجرد أن ترفع الولايات المتحدة العقوبات، ورفضت إجراء محادثات بشأن قضايا أمنية أوسع.
وانسحب ترامب من الاتفاق النووي في 2018 متهما إيران بالفشل في وقف برنامجها الصاروخي ونفوذها في المنطقة.
واتهم المسؤولون الأميركيون والأفغان، إيران بتزويد طالبان بالمال والأسلحة والمتفجرات، وهو ما تنفيه إيران.
وقال مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، أليكس فاتانكا، إن النظام الإيراني يلتقي مع طالبان منذ عدة سنوات، لكنهم أصبحوا أكثر علنية.
وأضاف: "ما فعلوه هذه المرة هو القيام بذلك علنا. هذا يعني حقيقة أن طالبان معترف بها الآن دوليا كلاعب سياسي في أفغانستان".
بينما قال المسؤولون الإيرانيون "هذه جماعة طالبان مختلفة تماما عن التسعينيات"، قال فاتانكا إن طهران لم تقنع الشعب الإيراني بعد بأنها تتعامل مع مجموعة "أكثر تطورا" مما كانت عليه قبل 20 عاما.