نيقوسيا: أعلنت إدارة الغابات القبرصية الاثنين أنه تمّت "السيطرة بشكلٍ تام" على أسوأ حريق تشهده الجزيرة منذ عقود والذي أودى بأربعة مصريين.
واندلع الحريق الذي أججته الرياح القوية بعد ظهر السبت واجتاح سفوح سلسلة جبال ترودوس (جنوب)، ما أدى إلى مقتل أربعة عمال مصريين قبل أن تتم السيطرة عليه بمساعدة طائرات إسرائيلية ويونانية.
وأفادت الإدارة في بيان "تمّت السيطرة بشكلٍ كامل اليوم الاثنين 5 تموز/يوليو عند الساعة 08,00 (05,00 ت غ).. على الحريق الذي اندلع السبت".
وأضافت أن عناصر الإطفاء لا يزالون منتشرين بكثافة في محيط قرية أراكاباس للتعامل مع أي حرائق إضافية محتملة.
ودمّر الحريق الذي اعتبر الأسوأ منذ تأسيس جمهورية قبرص عام 1960 نحو 50 منزلا وخطوط الطاقة وأدى إلى إخلاء عشر قرى.
أشجارٌ تتفحم
والتهمت النيران منطقة تبلغ مساحتها حوالى 55 كلم مربّعا تغطيها عادة النباتات والمحاصيل.
ولقي أربعة مصريين مصرعهم أثناء محاولتهم الفرار من قرية أودوس.
وشاهد مراسلو فرانس برس أشجار زيتون قديمة تتحول إلى جذوع متفحمة بينما ملأ الرماد المكان. كما شاهدوا منازل محترقة في قرية أورا.
وتم توقيف مزارع يبلغ من العمر 67 عاما للاشتباه بتسببه بالحريق، وهو أمر ينفيه.
وقالت الشرطة إن شهود عيان أفادوا بأنهم رأوه يغادر أراكاباس في سيارته تزامنا مع اندلاع الحريق هناك. وقد يواجه اتهامات بالتسبب بسقوط أربع وفيات.
وشارك أكثر من 600 عنصر من جهاز الطوارئ والجيش في إخماد الحريق إضافة إلى نحو عشر طائرات و70 عربة إطفاء وطائرة استطلاع بدون طيار، وفق إدارة الغابات.
وشاركت طائرات إسرائيلية ويونانية في العملية التي استخدمت فيها القواعد البريطانية في قبرص.
جثث العمال المصريين
وأكد وزير الداخلية نيكوس نوريس العثور على جثث العمال المصريين قرب قرية أودوس في منطقة لارنكا (جنوب).
وعُثر على سيارتهم المحترقة في قعر واد والجثث على بعد نحو 600 متر عن السيارة.
وأكدت الخارجية المصرية في بيان الأحد أن الجهات القبرصية المعنية أعلمت السفارة المصرية في نيقوسيا "بوفاة 4 مواطنين مصريين، كانوا يعملون في قبرص"، فيما تعهدت نيقوسيا "الوقوف إلى جانب عائلات الضحايا ... وتقديم كل دعم".
وكتب الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس على تويتر الأحد "إنها مأساة".
ووصف الحريق بأنه أسوأ حدث منذ 1974 عندما انقسمت الجزيرة في أعقاب اجتياح الجيش التركي لثلثها الشمالي.
وتمتد عادة فترة الجفاف الصيفي في الجزيرة الواقعة في جنوب شرق حوض البحر الأبيض المتوسط، من حزيران/يونيو إلى تشرين الأول/أكتوبر في ظل درجات حرارة مرتفعة. أما بالنسبة للأمطار، فتكاد تنعدم اعتبارا من منتصف نيسان/أبريل.