: آخر تحديث

السعودية وأمتنا العربية

4
4
4

في هذا الوقت الذي تنتشر فيه الصراعات والحروب والدمار، والتي يدفع ثمنها الإنسان بكل تفاصيل هذه المآسي، لم نعد نستطيع أن نتوقف عن التفكير. نحاول بطريقة أو بأخرى تغيير ما يمكن تغييره حفاظاً منا على الإنسان والإنسانية والحياة. كل الحلول الموضوعة لم تعد قادرة على إنقاذ البشرية، ليست لحظة يأس بقدر ما يشعر الإنسان بالحزن. لم يعد هناك مكان اليوم لمبهجات الحياة، ولم نعد نستسيغ تلك المكونات التي تقودنا للسعادة. من لا يشعر بالآخرين، ويلتمس أحزانهم ومشاكلهم وحريتهم المسلوبة، لا يمكن أن يفهم معنى الحياة والحب والتضحيات.

العالم العربي سئم من كل ما يحدث، ولم يعد لديه القدرة أن يحتمل. لماذا كل الحلول تسير نحو طريق الحرب والدمار والضياع؟ ألا توجد حلول سلمية؟ ألا يوجد عقل يعي معنى الحياة وحق كل إنسان بالعيش والاستقرار والتنمية؟ لماذا دائماً نؤمن بفرضية أن الحياة للأقوى؟ لماذا لا تصبح الحياة للجميع، ونقدس هذا الأمر، ونسعى جاهدين لتنفيذه؟

يعجبني القائد العربي الذي يفكر كيف تصبح الحياة أفضل وأجمل في ظل سلام عادل يخدم الجميع. الدول التي تشتغل على التنمية وتطوير مقدراتها واستثماراتها، وتهتم بتنمية المجتمع والدولة، هي في حقيقة الأمر دول ناجحة لا تفكر في الاتجاه الذي يفسد عليها تلك الأهداف. بينما الدولة التي تخضع لفكر المؤامرة، وتتبع تفاصيل تخريبية، هي في وضع يصعب وصفه، وبعضها ما زالت تعاني حتى اليوم.

حديث العقل دائماً ما ينتصر. ومن يملك الفكر السليم ولديه القدرة على القرار وتوقيته لتحقيق أهدافه بعيداً عن العنف، وتصيد زلات الآخرين أو الوقوع في شرك التآمر والفتن، سيحقق لنفسه ولمجتمعه ودولته إنجازات عظيمة. في السعودية ومع رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - يحدث هذا، وكذلك في مصر وفي الكويت وفي الأردن. كثير من الدول العربية التي تتجنب الصراعات وتكتفي بشؤونها الخاصة مع تقديم الدعم المستطاع لكل قضية عربية تحتاج إلى الدعم السياسي أو المالي. هذه الأهداف نبيلة ورائعة حين تصبح في إطار واضح لتنفيذها. ولو أن كل دولة تسعى لمثل هذه الأهداف، وتفعل ما يجب أن يُفعل من أجل أن تصل لرؤية واضحة بعد أن تحل كل مشاكلها السياسية دون تعنت، ستجد الوقت والمقومات الصالحة لتقديم عمل رائع يخدم الدولة والمجتمع، كما تفعل السعودية ومعها دول كثيرة تعيش ذات الحالة.

إقرأ أيضاً: غباء وعبث إسرائيلي!

إنَّ الصدى الكبير الذي تركته السعودية في العالم كله لما تقوم به في سبيل التنمية والتطور والانتقال من حياة بسيطة ليس لها تأثير على أحد إلى حياة مختلفة كلياً، جعل الجميع ينظر إلى المستقبل بطريقة مختلفة. هذا الحراك التنموي الذي تشهده منطقة الخليج والشرق الأوسط جاء بفضل الله، ثم بفضل النموذج الحي الذي تقدمه السعودية للمجتمعات العربية. التنافس في حد ذاته في مثل هذه الأمور إيجابي وتكون نتائجه مبهرة. في السعودية وخارجها، حين تلتقي الناس، تلمس روحاً جميلة وردة فعل كلها إعجاب بما يحدث في السعودية. لذا القاعدة واضحة؛ بالعمل يتحقق كل شيء، المهم أن يكون هذا العمل في مصلحة الإنسان والإنسانية.

لذا كل ما نتمناه في كل دول العالم العربي والإسلامي أن يعم الخير على الجميع، وأن يسعى الكل للمساهمة في عملية التسوية في كل مواطن الحروب والنزاعات بالطرق السلمية. مَن يدفع عالمنا العربي لمزيد من الاقتتال والدمار لن يرفع يده عنا طالما نحن نسير خلف سيناريوهات هو يصنعها ويرتبها بطريقته، ويقدمها لنا على أنها كل الحل، وهي في تفاصيلها لا تقدم إلا مزيداً من الدمار. حين نصل للاستقلالية الخاصة لدولنا العربية، وتصبح قراراتها وبرامجها وأفكارها نابعة من مصلحة خاصة وفعلية دون تدخل من الغرب، ستتغير حياة كثير من الدول العربية. لكن كيف يحدث ذلك؟ ومتى؟ لا أحد يعرف. كل ما نعرفه سيظل هذا السؤال مفتوحاً إلى حين أن نجد الجواب، ونقدمه على أرض الواقع لأمتنا العربية.

إقرأ أيضاً: إسرائيل وسقوط الأسد!

ما زالت أصوات الاستغاثة العربية تأتي من أماكن متفرقة من هذا العالم، وما زلنا نعيش على الأمل. لا نريد أن نخسر فرصة هذا الأمل. فلا حياة بلا حلم وأمل واستقرار. الوطن غالٍ وإن جار على أهله الزمان. ذات يوم ستعود إليه الحياة، ويتغير كل شيء. ستنهض سوريا الجديدة، وتستقر لبنان، وتعود فلسطين، ويتفق السودانيون، وتصبح ليبيا في أبهى صورة، وتعيش العراق آمنة مطمئنة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف