سارع عدد من الدول بإرسال طائرات إطفاء إلى قبرص للمساعدة في إخماد حرائق غابات هائلة لم تشهدها البلاد منذ عقود.
وتعهدت اليونان، وإيطاليا، وإسرائيل بالمساعدة في الوقت الذي انخرطت فيه بالفعل القوات البريطانية المتمركزة على الجزيرة في أعمال الإطفاء.
وانتشر الحريق، الذي تؤججه قوة الرياح، في منطقة ليماسول جنوبي قبرص، مما أدى إلى إخلاء عدد من القرى في المنطقة.
وأكدت تقارير وفاة أربعة أشخاص جراء الحريق الأحد. ويرجح أن يكون الضحايا مزارعين مصريين كانوا في عداد المفقودين بعد أن دمر الحريق سيارة كانوا يستقلونها.
وقالت وسائل إعلام محلية إن السلطات عثرت على جثامين ضحايا الحريق على بعد 400 متر من تحطم سيارتهم بالقرب من قرية أودوس.
وقال نيكوس نوريس، وزير داخلية قبرص، لوسائل إعلام إن "جميع المؤشرات ترجح أن هؤلاء الأربعة الذين يجري البحث عنهم منذ أمس".
ووصف الرئيس القبرصي نيكوس أنستاسياديس الحريق الذي شب في سفح جبال ترودوس، بأنه "مأساة".
وقال أنستاسياديس، في تغريدة نشرها على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إنها المأساة "الأكبر منذ عام 1974"، في إشارة إلى تقسيم قبرص في ذلك العام عقب الغزو التركي للجزيرة، والذي تسبب في مقتل الكثيرين.
وتعهد الرئيس بأن "توفر الحكومة مساعدات فورية للضحايا" وأسرهم.
كما زار أنستاسياديس مركزا للإغاثة في قرية فافاتسينيا صباح الأحد قبل السفر إلى المناطق المنكوبة.
وألقت السلطات القبض على رجل يبلغ من العمر 67 سنة للتحقيق في اتهامات بإضرام النار المتعمد. وقال شاهد عيان إنه رأى رجلا يقود سياراته مسرعا وهو يغادر قرية أراكاباس، شمال شرق ليماسول تزامنا مع اندلاع الحرائق السبت الماضي، وفقا لما أعلنته الشرطة.
وتعرضت قبرص لموجة حارة استمرت لأسبوع، إذ بلغت درجة الحرارة 40 درجة. وقال خبراء إن التغير المناخي يتوقع أن يزيد من تكرار الظواهر المناخية المتطرفة مثل الموجات الحارة. رغم ذلك، ينطوي الربط بين أي حدث فردي وظاهرة الاحتباس الحراري على قدر كبير من التعقيد.
وقال فاسوس فاسيليو، أحد القيادات المجتمعية في قرية أراكاباس، إن "الحريق هب مثل الزوبعة ودمر كل شيء".
وتسابق فرق مكافحة الحريق الزمن من أجل السيطرة على النيران للحيلولة دون وصولها إلى حديقة ماتشايراس الوطنية المفتوحة.
وقال مدير إدارة الغابات في قبرص خرالامبوس ألكسندرو للتلفزيون الرسمي إنه "أسوأ حريق غابات في تاريخ قبرص".
وقال يانيز ليناركيتش، مدير إدارة الأزمات في المفوضية الأوروبية، إن هناك جهودا منسقة للمساعدة. وقالت المفوضية إن القمر الصناعي كوبرنيكوس الخاص باستخدامات الطوارئ يرصد تحركات الحريق.
وقالت إدارة مكافحة الحريق الإسرائيلية إن طائراتها على وشك الهبوط في لارناكا، وأنها سوف تنضم إلى الطواقم الدولية في السيطرة على الحريق.
وتحاول طائرات عدة السيطرة على ألسنة اللهب المتصاعدة من الغابات بمساعدة القوات البريطانية المتمركزة في الجزيرة.
ونشرت القاعدة الجوية الملكية البريطانية الموجودة في أكروتيري بالقرب من ليماسول تغريدات على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر تظهر صورا لمروحيات تشارك في جهود الإطفاء.
وقال الجنرال روب طومسون، قائد القوات البريطانية المتمركزة في قبرص: "نقف كتفا بكتف مع جمهورية قبرص لنعمل معا من أجل تجاوز هذه المأساة".