كراكاس: أعلن محامو ثلاثة ناشطين في منظمة "فونداريديس" الفنزويلية غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان والمعروفة بانتقادها للسلطة والمتخصصة في المنطقة الحدودية مع كولومبيا حيث تدور معارك منذ آذار/مارس، أن النيابة وجهت تهمة "الإرهاب" إلى موكليهم.
وقالت المحامية ستيفانيا ميليوريني إنّ مدير المنظمة خافيير تارازونا الذي أصبح شخصية إعلامية في الأشهر الأخيرة في فنزويلا، وزميليه رافائيل تارازونا وعمر غارسيا اتُهِموا بـ"خيانة الوطن والإرهاب والتحريض على الكراهية".
وجاءت تصريحات المحامية في تسجيل فيديو نشرته المنظمة غير الحكومية "فورو بينال" المتخصصة في قضايا "السجناء السياسيين" على مواقع التواصل الاجتماعي،
وذكرت منظمة "فونداريديس" أن الرجال الثلاثة أوقفوا الجمعة عندما ذهبوا إلى مكتب المدعي العام في كورو (شمال غرب) لتقديم شكوى ضد "مضايقات واضطهاد" قالوا أنهم يتعرضون له من قبل "موظفين" في شرطة المنطقة وجهاز الاستخبارات (سيبين).
وأوضحت أنهم نُقلوا إلى كراكاس ويخضعون حاليا للحبس الاحتياطي.
وقال غونزالو هيميوب أحد مسؤولي "فورو بينال" إن الناشطين الثلاثة "مُنِعوا من توكيل محامين موثوق بهم للدفاع عنهم"، مشيرا الى ان هناك "300 سجين سياسي" في البلاد.
وكانت منظمة "فونداريديس" التي تعرف بشكل جيد المنطقة الحدودية، تحدثت عن الاشتباكات بين مجموعات غير نظامية من المسلحين الكولومبيين والجيش الفنزويلي قبل أن تعلنعنها سلطة الرئيس نيكولاس مادورو.
واتهمت المنظمة السلطات بإيواء قادة لحركات التمرد الكولومبية وأعلنت قبل سلطات كراكاس في العاشر من أيار/مايو "خطف" ثمانية جنود فنزويليين في اشتباكات، ثم إطلاق سراحهم في 31 أيار/مايو.
وتخوض القوات المسلحة الفنزويلية مواجهات مع مجموعات كولومبية مسلّحة عند الحدود منذ 21 آذار/مارس، ما أدى إلى نزوح آلاف المدنيين الذين هربوا إلى كولومبيا.
وأسفرت الاشتباكات بين الجيش وهذه المجموعات الكولومبية المسلحة التي ينتمي جزء منها إلى منشقين عن حركة التمرد السابقة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) ، عن مقتل 16 من أفراد الجيش الفنزويلي، حسب تقرير رسمي لم يأت على ذكر خسائر العدو.
وفر آلاف الأشخاص من المنطقة نتيجة القتال.
وتقول فنزويلا التي تعزز بانتظام قواتها على الحدود الكولومبية إنها شنت عمليات في آذار/مارس لحماية أراضيها من أي توغل لمجموعات كولومبية مسلحة.
وتتهم كراكاس هذه المجموعات بزرع ألغام مضادة للأفراد والارتباط بتهريب المخدرات. كما تتهم الرئيس الكولومبي إيفان دوكي بالتورط في دعمها.
ومع أن معظم أعضاء حركة التمرد الماركسية السابقة البالغ عددهم 13 ألفا سلموا أسلحتهم، لم تقبل فصائل "منشقة" اتفاقية السلام الموقعة في 2016 في كولومبيا.
وهذه المجموعات التي لا تخضع لقيادة موحدة ويتم تمويلها من تهريب المخدرات ولاستغلال السري لمناجم، عززت مواقعها في مناطق معزولة، كما تؤكد الاستخبارات العسكرية الكولومبية.
على الرغم من الحدود التي تمتد 2200 كيلومتر بينهما، قطعت العلاقات الدبلوماسية بين فنزويلا وكولومبيا منذ أن اعترفت بوغوتا بالمعارض خوان غوايدو رئيسا موقتا لفنزويلا في 2019.
والعلاقات بين هذين البلدين الجارين والمتعارضين عقائديا متوترة جدا.
وتسعى كولومبيا والولايات المتّحدة لإطاحة بنيكولاس مادورو، إذ إنّ كلا البلدين يعتبره "ديكتاتوراً" ويعترفان بزعيم المعارضة رئيسا مؤقتا.
وأكّد الرئيس الأميركي جو بايدن الإثنين دعمه لنظيره الكولومبي "في مواجهة الأعمال الإرهابية"، بعد أيام من تعرّض مروحية كانت تقل دوكي لإطلاق نار أثناء تحليقها بالقرب من الحدود مع فنزويلا، في هجوم اقتصرت أضراره على الماديات.
وقالت الرئاسة الكولومبية في بيان إنّ بايدن أعرب عن هذا الدعم خلال اتّصال هاتفي مع دوكي، مشيرة إلى أنّ هذه أول مكالمة بينهما منذ تسلّم الرئيس الديموقراطي السلطة.
وذكرت وزارة الدفاع الكولومبية أن الرصاص الذي استهدف المروحية الرئاسية أطلقه مسلّحون من جيش التحرير الوطني، آخر حركة تمرّد في البلاد، وآخرون منشقّون عن "فارك".