: آخر تحديث
لا تتخطى شعبيته نسبة 12 في المئة

أرمين لاشيت.. الناهض العنيد من كبواته والطامح لتولي عرش ميركل

90
83
100

برلين: بدا أرمين لاشيت على وشك الهزيمة في السباق لخلافة أنغيلا ميركل في منصب المستشارية، إذ تنخفض شعبيته لدى الرأي العام فيما تفسح إدارته غير المتسقة لأزمة كوفيد-19 المجال للسخرية.

لكن السياسي دمث الخلق الموالي لميركل نجح بشكل مذهل في النهوض ليتم تأكيده اختياره الثلاثاء مرشح المحافظين لمنصب المستشارة في انتخابات هذا العام، متغلبا على ماركوس زودر رغم شعبية الأخير الطاغية.

وستكون قيادة حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي، الحزب الشقيق البافاري الأصغر، أمام مهمة عسيرة في الانتخابات العامة في 26 أيلول/سبتمبر، حيث يواجه الحزبان تململا عاما في ظل غضب من إدارة متعثرة لأزمة فيروس كورونا في ألمانيا.

إذ لا تتخطى شعبية لاشيت نسبة 12 في المئة بين من يعتقدون من الألمان أنه سيكون مرشحا جيدا لمنصب المستشار في استطلاع حديث أجرته صحيفة "هاندلسبلات" اليومية.

لكن النهوض رغم الصعاب يبدو من اختصاص لاشيت، بحسب مجلة "دير شبيغل"، التي أشارت إلى تغلبه على عراقيل كثيرة من أجل انتخابه رئيسا للحزب مطلع العام.

وأشارت المجلة إلى أن السياسي المعتدل البالغ من العمر 60 عاما والمعروف بالبراغماتية يتمتع بقدرة خارقة على "الانتظار والتريث". وذكرت أنه "لا يصوّب باتجاه خصومه ضربة قاضية سريعة، بل ينهكهم ببطء، على خط مستمر، بما يتمتع به من قدرة كبيرة على التحمل".

فقد تجاوز استطلاعات الرأي ليحقق أداء قويا لحزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي في الانتخابات الإقليمية العام الماضي في ولاية شمال الراين-وستفاليا الأكثر اكتظاظا بالسكان، حيث يشغل منصب رئيس وزراء الولاية.

واشتهر لاشيت بدعمه ميركل إبان تداعيات أزمة اللاجئين عام 2015.

لكنه بدا وكأنه يرسم مسارا بعيدا عنها الشهر الماضي حينما تحدى نداءات المستشارة إلى زعماء ولايات ألمانيا الست عشرة لاتخاذ إجراءات إغلاق أكثر صرامة.

ودافع لاشيت عن المقاربة الفضفاضة لولايته للإجراءات على المستوى الوطني من أجل مكافحة الفيروس، داعيا إلى "مزيد من الحرية والمرونة".

كما تعرض لانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي لقوله إنه يحتاج إلى وقت "للتفكير" في كيفية التعامل مع الموجة الثالثة المستعرة في ألمانيا، واتهم بالتقلّب عندما دعا إلى "سد الفجوة" حتى يتم تطعيم المزيد من الناس.

وأشارت صحيفة "زودويتشه تسايتونغ" إلى أنه يُنظر إليه على أنه "متردد ويتصرف أحيانا باندفاع".

وُلد لاشيت في مدينة آخن، مدينة المنتجعات الصحية في غرب ألمانيا، بالقرب من الحدود مع بلجيكا وهولندا.

ويعتبر مدافعًا صلبًا عن التعددية الثقافية، ويتمتع بسمعة طيبة لكونه أكثر تأييدا للهجرة من ميركل.

وهو أب لثلاثة أبناء ومن أشد المعجبين بشارلمان، ملك الفرنجة الذي يُنسب إليه الفضل في توحيد أوروبا واتخذ آخن مقرا لإمبراطوريته، فيما تحدثت عائلته إنه من نسل شارلمان فعلا.

ويوصف بأنه كاثوليكي متدين، والتقى بزوجته -- وهي من منطقة والونيا الناطقة بالفرنسية -- وهي تغني في جوقة الكنيسة.

لكن يظهر لاشيت أيضا في صورة رجل الشارع البسيط، حيث أخبر أعضاء الحزب مطلع العام كيف أمّن والده نفقات الأُسرة من خلاله عمله في المناجم.

وقال "عندما تكون في المنجم، لا يهم من أين يأتي زميلك أو ما هي ديانته أو كيف يبدو. المهم هو: هل يمكنك الاعتماد عليه؟".

درس لاشيت القانون والعلوم السياسية في ميونيخ وبون قبل أن يعمل كصحافي في محطات الإذاعة والتلفزيون البافارية، وكمحرر لصحيفة كاثوليكية.

ويتحدث الفرنسية بطلاقة ويصف نفسه بأنه "أوروبي بشغف"، كما تم انتخابه لعضوية البوندستاغ في 1994 والبرلمان الأوروبي في 1999. وأصبح رئيسا لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ولاية شمال الراين-وستفاليا عام 2012، وكان رئيسا لوزراء الولاية منذ عام 2017 حينما فاز بالانتخابات آتيا من الصفوف الخلفية ومخالفا استطلاعات الرأي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار