القاهرة: عبر جرحى فلسطينيون الأحد معبر رفح من قطاع غزة إلى مصر لتلقّي العلاج إثر إصابتهم في الغارات الإسرائيلية على القطاع، بحسب ما قال مسؤولون في المعبر ومصادر طبية، فيما دعا وزير الخارجية المصري إلى "تنازلات" من أجل وضع حدّ للنزاع الدائر.
ووصلت إلى مصر ثلاث قوافل تضم 263 فلسطينياً من بينهم جرحى أصيبوا في الغارات الإسرائيلية، وطلاب ومرضى، وفق المصادر نفسها.
وأعلن الهلال الأحمر المصري في سيناء على صفحته في موقع فيسبوك الأحد أنّ فرق طوارئ طبية أرسلت الى الجانب المصري من معبر رفح للمساعدة في نقل الجرحى إلى المستشفيات المصرية.
والأحد أمر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بفتح المستشفيات المصرية لاستقبال جرحى الغارات الإسرائيلية من قطاع غزة، وفق الإعلام الرسمي.
وتفرض إسرائيل حصاراً بحرياً وبرياً على غزّة منذ أن سيطرت حركة حماس الاسلامية على القطاع في العام 2007.
ومعبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة التي لا تسيطر عليها اسرائيل بين العالم الخارجي وقطاع غزة، وهو شريط ساحلي ضيق يقطنه نحو مليوني فلسطيني نصفهم يعيشون تحت خط الفقر.
وفتحت مصر معبر رفح في شباط/فبراير الماضي، ولكنه يظل خاضعا لرقابة أمنية مشددة ويغلق في الإجازات الرسمية بما فيها عيد الفطر الذي يستمر هذا العام في مصر حتى يوم الأحد.
وفي مداخلة خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي عقدت عبر الفيديو، شدّد وزير الخارجية المصري سامح شكري الأحد على أنّ "لا مفرّ من تقديم التنازلات ثمناً السلام".
كذلك كرّر شكري الدعوة من أجل "الوقف الفوري لإطلاق النار"، وحضّ المجلس على "أن يلتفت لهذا الوضع المتأزم، وأن يرتقي إلى حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقه لإنهاء جولة الصراع الحالية".
وكان رئيس بعثة جمهورية مصر العربية فى رام الله طارق طايل بحث الأحد مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتيه "جهود القاهرة الحثيثة مع الأطراف المختلفة والمجتمع الدولي للتهدئة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية في قطاع غزة، وكذلك الحيلولة دون تكرار المواجهات في القدس والضفة الغربية"، وفق بيان لوزارة الخارجية المصرية.
وأسفرت الغارات الاسرائيلية عن مقتل 42 فلسطينياً منذ فجر الأحد في غزة، في يوم هو الأكثر دموية في القطاع منذ بدء الغارات الاسرائيلية قبل نحو أسبوع.
وبدأت العملية الإسرائيلية ردّاً على صواريخ أطلقتها حركة حماس على إسرائيل "تضامناً" مع مئات الفلسطينيين الذين أصيبوا في صدامات مع الشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة وفي باحات المسجد الأقصى.
واندلعت الصدامات إثر تهديد إسرائيلي بطرد عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة لصالح جمعيات استيطانية تقول إنّ الأرض كان يملكها يهود قبل 1948.