: آخر تحديث
الشيوعي العراقي: كفى تقتيلاً للناشطين والمحتجين

انتشار أمني في ذي قار العراقية ولا رفع لخيام المتظاهرين

50
58
55
مواضيع ذات صلة

إيلاف من لندن: بدأت القوات العراقية الاثنين انتشارا امنيا في محافظة ذي قار الجنوبية وحول ساحة الحبوبي في عاصمتها الناصرية مركز الاحتجاجات، التي رفض المتظاهرون رفع خيامهم منها،  فيما حذر الحزب الشيوعي العراقي من انزلاق الأوضاع في البلاد لما هو أسوأ واخطر منها حالياً.

وأعلنت خلية الإعلام الأمني للقوات العراقية اليوم الاثنين بدء عمليات قوات سومر بعملية انتشار في الناصرية بعد وصول تعزيزات أمنية اليها من بغداد. وقالت الخلية في بيان تابعته "ايلاف" إن هذه التعزيزات الامنية التي وصلت الى الناصرية تضم اللواء 37 من الجيش ولواء المهمات الخاصة من الشرطة الاتحادية  لفرض القانون وتعزير الأمن وحماية المواطنين والمصالح العامة والخاصة.

وقامت القوات الامنية بفرض ثلاثة اطواق عسكرية حول ساحة الحبوبي مركز اعتصام المتظاهرين وخيامهم لحمايتهم من اي اعتداءات تستهدفهم.

مباحثات بين فريق ازمة الطوارئ والمتظاهرين
وشهدت مدينة الناصرية الليلة الماضية اجتماعاً لفريق أزمة الطوارئ برئاسة مستشار الامن الوطني قاسم الاعرجي مع 15 متظاهرا يمثلون ناشطي المحافظة، حيث تم بحث تداعيات هجوم انصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على المتظاهرين في المدينة بالرصاص الحي والاسلحة البيضاء والهراوات، ما ادى الى مقتل 8 منهم واصابة 80 آخرين.

وقال مصدر شارك في الاجتماع ان المتظاهرين طالبوا بمحاسبة قتلة المتظاهرين وحماية ساحة التظاهر واضاف في تصريح نقلته "شبكة أخبار الناصرية" وتابعته "ايلاف" وهو ما ايده الفريق لكنه اشار الى ان هذا الامر يخضع لاجراءات القضاء واكد ان القوة الامنية الامنية الموجودة حول ساحة الحبوبي وسط الناصرية مركز احتجاجات وتظاهرات ناشطي ذي قارهي لحمايتهم.

واوضح ان المتظاهرين رفضوا رفع خيامهم من الساحة واصروا على بقائها واكدوا على ضرورة اكمال معالجة جرحى التظاهرات الذي اصيبوا في اوقات سابقة من الذين تكفل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بمعالجتهم خارج العراق والذين لم يتم اعادتهم لاستكمال دورتهم العلاجية.

وبين المصدر ان المتظاهرين طالبوا ايضا بتغيير بعض المسؤولين المحليين، فضلا عن القيادات الامنية لعدم تدخلها في حماية المتظاهرين من هجوم انصار الصدر.

كما التقى الأعرجي عائلة المتظاهر المختطف منذ سبتمبر الماضي سجاد العراقي، وقد طمأنها بأن الاجهزة الامنية والرسمية تبذل جميع الجهود من اجل اطلاق سراحه في أسرع وقت.

وكان الكاظمي قد شكل امس فريق ازمة طوارئ وخلية  لادارة الازمة في محافظة ذي قار التي شهدت الجمعة مهاجمة انصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للمتظاهرين في وسط مدينة الناصرية عاصمة المحافظة موقعين 8 قتلى وحوالي 80 جريحا .

وشهدت الناصرية السبت تشييعا رمزيا لضحايا هجوم انصار الصدر حيث رفعوا صورهم ونعوشا رمزية لهم وهم يهتفون "لا اله الا الله .. الصدر عدو الله".
 
الحزب الشيوعي : كفى تقتيلا للناشطين والمحتجين
من جانبه، فقد حذر الحزب الشيوعي العراقي من انزلاق الأوضاع في البلاد الى ما هو اسوأ واخطر منها الان وبما يلحق الخسارة بالجميع.

وقال المكتب السياسي للحزب في بيان تسلمت "ايلاف" الاثنين نصه ان الأيام الاخيرة شهدت احداثا مؤلمة، أُهدرت فيها دماء زكية وأُزهقت ارواح بريئة وطرحت من جديد مسألة قدرة الدولة والحكومة ومؤسساتهما العسكرية والأمنية على صيانة أمن المواطن وسلامته وتأمين مستلزمات ممارسته للحقوق التي كفلها له الدستور وفِي مقدمتها حقه في الحياة وفي التعبير عن الرأي بشكل سلمي وبضمنه الاحتجاج والتظاهر السلميان.

واشار الى ان تلك الايام شهدت ملاحقات واعتداءات واغتيالات ضد الناشطين وإحراق لخيم المعتصمين في ساحات الاحتجاج وإقدام مجاميع معينة مسلحة في الغالب على مصادرة القانون وفرض نفسها بديلا للدولة بصلاحياتها الحصرية وهو ما حدث في الناصرية والكوت وبغداد.

واضاف الحزب ان هذه الأفعال جميعا بغض النظر عن مرتكبيها وألوانهم ومسمياتهم، مرفوضة كليا ومدانة ومستنكرة، ولا يمكن تبريرها او الدفاع عنها بأي حال من الأحوال.

واكد مسؤولية الحكومة عن حماية المتظاهرين ومنع مثل هذه الاعتداءات.. وشدد على ان لا حق لأية قوة سياسية او مسلحة، ان تمنح نفسها صلاحية فض التظاهرات والاعتصامات واستخدام العنف والسلاح في ذلك.   

 وحذر الحزب من ان العراق يئن اليوم تحت وطأة احوال بالغة الصعوبة والتعقيدلاولم يعد يتحمل تعريضه الى أزمات ونكبات جديدة، والى مزيد من سفك الدماء ومن الضحايا وهذا يفرض تضافر الجهود للحيلولة دون انزلاق الأوضاع الى ما هو اسوأ واخطر وما يؤدي الى ضياع كل شيء ويلحق الخسارة بالجميع .

يشار الى ان الحزب الشيوعي كان قد خاض الانتخابات الاخيرة التي جرت عام 2018 تحت مظلة تحالف سائرون بزعامة مقتدى الصدر لكنه يبدو ان رفض الحزب هذا لمهاجمة عناصر التيار الصدري للمتظاهرين وقتل واصابة العشرات منهم مؤشر على تخلي الحزب عن تحالفه مع الصدر.

 وكانت بغداد و9 محافظات عراقية قد شهدت في الاول من  اكتوبر عام 2019  انطلاق تظاهرات شعبية احتجاجية غير مسبوقة ضد فساد الطبقة الحاكمة والهيمنة الايرانية على مقدرات البلاد وللمطالبة بتوفير الخدمات وتحسين الواقع المعيشي وتوفير فرص عمل للعاطلين.

واعلنت الحكومة العراقية في تموز يوليو الماضي مقتل واصابة حوالي 560 شخصا من المتظاهرين والقوات الامنية في الاحتجاجات التي ارغمت رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي على الاستقالة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار