قال نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المغربي (الشيوعي سابقًا)، إن المغرب بحاجة إلى مد إصلاحي من أجل تثبيت الديمقراطية، وتطبيق دستور 2011 بكل مضامينه على جميع المستويات، بهدف توسيع فضاء الحريات الفردية والجماعية، وبناء اقتصادي متين على أسس دولة الحق والقانون وإنشاء نسيج اقتصادي قادر على توزيع الثروات بشكل عادل.
إيلاف من الرباط: أوضح بنعبد الله، في رسالة وجّهها بمناسبة انعقاد الدورة السادسة للمجلس المركزي للشبيبة الاتحادية التي تختتم غدًا بمدينة سلا، أن البلاد بحاجة إلى نفس إصلاحي يتحمل فيه الجميع مسؤولياته من أجل المزيد من العدالة الاجتماعية والمجالية، كما حدث في تنغير وزاكورة والصويرة والحسيمة أو غيرها من المناطق، معتبرًا أن المواطنين ما زالوا يعيشون وضعية اجتماعية هشة، منهم الشباب والأسر والمرأة المغربية، خاصة التي تتضرر من هذه الوضعية بشكل خاص.
زاد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية قائلًا "المغاربة والمغربيات في أمس الحاجة إلى أن يتحمل الجميع مسؤوليته من أجل خدمة بلادنا وتعبئة طاقاتنا، من أجل ذلك نحن في أمسّ الحاجة إلى جو من المصداقية والثقة، في حاجة ماسة إلى أن يعيش المسار الديمقراطي حيوية جديدة، بنفس إصلاحي جديد يستنبط روحه من 20 أغسطس من أجل ذلك التلاحم الموجود بين العرش والشعب والذي كان الهدف منه هو استرجاع استقلال البلاد وبناء الدولة الحديثة".
طالب بنعبد الله بضرورة البحث عن طاقات جديدة تتحمل هذه المسؤولية على مستوى الجماعات (البلديات) والأقاليم والجهات والمستوى الوطني في مختلف دواليب الدولة، سواء كانت منتخبة، إدارة، مؤسسات عمومية أو غيرها.
وأكد أن الوقت قد حان ليتحمل الجميع مسؤولياته المقرونة بالمحاسبة في إطار المؤسسات الديمقراطية ودستور ديمقراطي، يتعيّن من خلاله أن تسند المسؤولية إلى من يستحق على أسس واضحة في إطار الشفافية والارتباط بالقوانين المعمول بها، وأن يتعرّض للمحاسبة في حال الإخلال بها، بإسناد هذا الأمر إلى الهيئات المخولة لها بذلك من أجل القيام به.
في غضون ذلك، اعتبر بن عبد الله أن الشبيبة الاشتراكية أكثر من غيرها من المنظمات الشبابية مطالبة اليوم بالبحث عن الطاقات التي أصبحت يائسة مبتعدة عن العمل السياسي الذي لا تثق فيه مطلقًا.
وأضاف بنبعد الله "نعلم أن الأوضاع غير مساعدة، وأن الجو الذي نعيشه في البلاد لا يساعد، لكن حذار من اليأس، فالمغرب عاش لحظات حالكة أسوأ مما نحن بصدده اليوم. لذا، واصلوا واجتهدوا ووسعوا عملكم مجاليًا وقطاعيًا، فنحن في أمس الحاجة إلى أفكار جديدة، من الضروري أن يفتح المجال ونثبت الديمقراطية أكثر ونترك الأحزاب السياسية تقوم بعملها بحرية، ونمكنها من أن تكون لديها صورة إيجابية في المجتمع، بحيث لا يمكن تبخيس العمل السياسي ومطالبتها لاحقًا بالقيام بنشاط أعمق وأكبر، يستلزم إعطاء حيوية جديدة للعمل السياسي".
وعبّر بنعبد الله عن اعتزازه بالشبيبة الاشتراكية التي أظهرت حيوية كبيرة في الأسابيع الأخيرة، من خلال نشاطها المتنوع الواجهات الذي شمل أقاليم مختلفة، وكان بارزًا على المستوى الدولي بحضور تظاهرات كبيرة مثل المؤتمر الدولي للشباب والطلبة أو المؤتمر الأخير في جنوب أفريقيا، وهو ما عدّه بنبعد الله دليلًا على الحيوية المسترجعة للشبيبة الاشتراكية.