: آخر تحديث
فتاة بابن جرير كانت في طريقها للإنتحار 

المغرب: ضحيتان للعبة الحوت الأزرق القاتلة في أسبوع

228
222
210

الرباط: في ظرف أسبوع واحد تقريباً، سجلت مدينة ابن جرير بضواحي مراكش (جنوب المغرب) حالتين اضافيتين لضحايا لعبة الحوت الأزرق التي أودت بحياة العديد من المراهقين عبر العالم. 

طفلان من مدينة ابن جرير ( 12 سنة بالنسبة للطفل،  14 سنة للفتاة)  وصلا لمراحل متقدمة من اللعبة القاتلة في غفلة من أولياء أمورهما والمحيطين بهما، وكانا في طريقهما للإنتحار، لولا تدخل الوالدين في حالة الطفل الأول ، و زملاء الفصل بالنسبة للفتاة الذين اكتشفوا رسم الحوت على يدها وقاموا بإبلاغ مدير المدرسة. 

لم يكن أحد يصدق أمر تسلل اللعبة لأطفال مغاربة، خاصة مع نفي السلطات ومصالح الأمن للعديد من الحالات التي انتحر أبطالها في عدد من المدن المغربية وارتباطها بلعبة الحوت الأزرق ، لكن مع ظهور طفلين في ظرف أسبوع واحد بنفس المدينة ضحيتين للعبة أصبح  أمر اللعبة التي اقتحمت بيوت المغاربة مهددة حياة فلذات أكبادهم جديا، ويستدعي تدخلاً عاجلاً.

إنقاذ الطفل ابراهيم

يحكي والد الطفل « ابراهيم » ذي 12 سنة من عمره لـ "إبلاف المغرب" أنه اكتشف بالصدفة رسم الحوت على ذراع الإبن. لم يكن الرسم بواسطة شفرة الحلاقة كما يطلب من الضحايا عادة من طرف المشرفين على اللعبة، بل رسم  بقلم حبر جاف فقط. 

يقول الأب « سألناه عن أمر الرسم فأجابنا أنه يخص لعبة الحوت الأزرق التي لم نكن نعرفها ولا سمعنا عنها من قبل» ، مشيرًا الى انه أخذ ابنه جانبا وبدأ يسأله عن سر هذه اللعبة ، وماذا يعني رسم الحوت؟ ، فكانت المفاجأة حين أخبره أنه قطع مجموعة من المراحل الخطيرة في اللعبة كما طلب منه المشرفون عليها، و كانت آخرها أنه قفز رفقة صديق له من أعلى حافلة بينما كانت تسير بسرعة وسط الطريق. 

صعق الأب لما سمع و بدأت الأسئلة تتناسل حتى حصل على الإعتراف الذي جعله ينتفض من مكانه، وهو أن المرحلة القادمة ستكون لف عنقه بحبل والقفز من مكان مرتفع. 

في الثامن من فبراير الجاري، توجه الأب فور سماع اعترافات الإبن صوب مصالح الامن، والسلطات المحلية (باشا مدينة ابن جرير) وبدأت إجراءات نقل الطفل ابراهيم الى مستشفى محمد السادس  بمراكش ثم مستشفى ابن نفيس للأمراض العصبية والنفسية، والذي لم يكن يتوفر على طبيب مختص في الأمراض العصبية الخاصة بالأطفال، لتكون الوجهة الجديدة  مستشفى ابن رشد بمدينة الدار البيضاء، حيث خضع الطفل لعلاج نفسي مكثف، وبدأ يتماثل للشفاء ليعود للمدرسة قبل أيام حيث يتابع دراسته بالصف السابع بإحدى الإعداديات بمدينة ابن جرير. 

وقال الأب إن ابنه لا يتوفر على هاتف جوال ولا على لوحة إلكترونية، وأنه كان يتواصل مع المشرفين على هذه اللعبة عن طريق ولوجه للتطبيق الخاص بها داخل مقهى الإنترنت الذي كان يتردد عليه بين الفينة والأخرى.   

ضحية جديدة 

مع ظهور ضحية للحوت الأزرق ، نظمت السلطات المحلية بمدينة ابن جرير لقاءً تحسيسيًا للآباء والمسؤولين بالمدينة من أجل اليقظة ومراقبة الأطفال، قبل أن تنضاف قبل أربعة أيام ضحية جديدة، ودائمًا بسبب اللعبة القاتلة.

قبل أيام اكتشف تلاميذ بإحدى الثانويات بمدينة ابن جرير رسم « الحوت الأزرق » المشؤوم بذراع زميلتهم ذات الأربعة عشر عاماً، مما دفعهم للتوجه صوب مكتب المدير الذي أشعر بدوره والد الفتاة و مصالح الأمن، الذين حلوا على الفور بالمؤسسة. 

بنفس الطريقة كانت الفتاة قد قطعت مراحل متقدمة من اللعبة الخطيرة، حيث كانت على مشارف لف الحبل حول عنقها ووضع حد لحياتها لولا تدخل رفاقها بالفصل وإنقاذها من موت محقق. 

توجه الوالدان صوب مستشفى « سعادة » بضواحي مراكش للأمراض النفسية والعصبية. الطبيب المداوم ليلة الأربعاء الماضي أصر على أن تمكث الفتاة بالمستشفى، بعد أن كشف على حالتها ووقف على خطورة وضعها النفسي، بعد أن قطعت مراحل متقدمة من اللعبة القاتلة التي تدفع بالضحايا المراهقين لتعذيب أنفسهم عبر مراحل من التحديات التي يقوم بها الأطفال ليبرهنوا للمشرفين على اللعبة صدق نواياهم واستعدادهم لتنفيذ كل ما يطلب منهم. 

رفض والدا الفتاة تركها بمستشفى « سعادة » رغم إلحاح الطبيب، لكنهما في النهاية  وقعا التزاماً بذلك بطلب من الطبيب الذي أشرف على الحالة، حتى يخلي هذا الأخير مسؤوليته مما قد يقع بعد ذلك، ليتم إيداع الطفلة الضحية كذلك قسم الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء حيث ما زالت تتلقى العلاج هناك. 

جرائم إلكترونية

في غضون ذلك، حذر محمد لفكيكي رئيس قطب العلاجات التمريضية لما يزيد عن 30 سنة  بمستشفى « سعادة » بمراكش الآباء من خطورة هذه التطبيقات الموجودة على الهواتف الذكية والتي أصبحت تهدد حياة الأطفال المراهقين. 

وقال الفكيكي لـ «  إيلاف المغرب » إن الطفل المدمن على هذا النوع من الألعاب غالبا ما يدخل في حالة اكتئاب حاد مما يستوجب عرضه على طبيب مختص في الأمراض النفسية والعصبية الخاصة بالأطفال ، حيث يصبح مستعداً لتنفيذ كل ما يطلب منه من طرف المشرفين على  هذه اللعبة، وهو ما أرجعه لفكيكي لما يعرف بحالات الإدمان التي يكون ضحيتها المراهقون، سواء الإدمان على المخدرات أو الكحول أو الإنترنت. 

وشدد الفكيكي على ضرورة القيام بحملات توعية في أوساط الأباء والتلاميذ داخل المؤسسات التعليمية للكشف عن خطورة هذا النوع من الألعاب، معتبرًا أن الأشخاص المشرفين على اللعبة هم أشخاص ساديون يتلذذون بقتل أطفال أبرياء. 

وعن استهداف المراهقين، قال الفكيكي إن هذه الفئة العمرية غالبًا ما تكون رافضة للنظام المجتمعي وتدخل في خلاف مع العائلة، مما يجعلها أكثر عرضة للتمرد والرغبة في فرض الذات وتنفيذ أمور غريبة. 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار