: آخر تحديث
مباحثات لتعزيز التعاون ضد الإرهاب وإعادة الإعمار

محمد بن سلمان: لا خلافات حقيقية مع العراق بل مخاطر مشتركة

167
164
159

أكد ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز عدم وجود خلافات حقيقية مع العراق، وإنما تحديات ومخاطر مشتركة.  

إيلاف من لندن: بحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في مقر إقامته في مكة المكرمة مع ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، الليلة الماضية، التعاون ضد الإرهاب وتعزيز العلاقات الثنائية والمصالح المشتركة التي تخدم الشعبين العراقي والسعودي.. إضافة إلى فرص الاستثمار في مجالات الطاقة والزراعة والصناعة إلى جانب التعاون الأمني ومواجهة خطر الإرهاب.

وأشار العبادي إلى أن المنطقة تشهد مآسيَ كبيرة يمكن حلها بالتعاون والمساعدة، ويجب أن يكون للأمة العربية والإسلامية دور في البناء والإعمار والتنمية.. مؤكدًا توجّه العراق إلى ألا يكون طرفًا في النزاعات، إنما جزء من عوامل الاستقرار والالتقاء، كما نقل عنه مكتبه الإعلامي في بيان صحافي، تابعته "إيلاف".

من جهته، لفت ولي ولي العهد السعودي إلى أن لدى المملكة والعراق تحديات ومخاطر مشتركة، وأن التطرف مركّب من مجموعة من الأحداث المعقدة، منها عدم استقرار بعض الدول، لكن المملكة متفائلة بعمل العراق وتوجّهه، وستقطع شوطًا مهمًا من خلال المجلس التنسيقي بين البلدين.

وشدد على أن للعراق مقومات للنجاح أكثر من المملكة، ومن موقع متميز وعقول مميزة ونهرين، وأن المملكة جاهزة للوقوف معه، إذ لا توجد بينها وبين العراق أية خلافات حقيقية، عادًّا التعاون بين البلدين نقطة تحول مهمة في المنطقة.

الملك سلمان للعبادي: قلوبنا وأبوابنا مفتوحة للتعاون معكم

وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قد أكد خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في مكة الليلة الماضية، أن جميع القلوب والأبواب مشرّعة للتعاون المشترك بين السعودية والعراق.

وأعرب الملك سلمان عن بالغ ترحيبه بالعبادي، الذي وصل إلى جدة اليوم، مؤكدًا أن "قلوبنا مفتوحة، وكل الأبواب مشرعة للتعاون مع العراق، ومستعدون للمساعدة والتعاون المشترك في المجالات الاقتصادية، والتجارية والحدود والقطاع الخاص ورجال الأعمال وتبادل المصالح وزيادة التنسيق في مواجهة الإرهاب والتعاون للقضاء على داعش وحفظ الأمن المشترك"، كما نقل عنه المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي في بيان صحافي تابعته "إيلاف".

أضاف "إننا سعداء بزيارتكم، ونقدر جهودكم في محاربة الإرهاب، وما حققتموه في هذا المجال، ونحمد الله على استقرار العراق وتكاتف أبناء شعبه، متمنيًا للعلاقات الثنائية بين البلدين المزيد من التطور".

من جهته، شدد العبادي على أن العراق يسعى إلى تأسيس علاقة صحيحة ومتينة والسير بخطوات واثقة. وقال: "إننا لم ننتصر على داعش بالقوة العسكرية فقط، ولكننا كسبنا أبناء شعبنا وتعاونهم، عندما لم نميّز بين عراقي وآخر، ونحن نحترم التنوع الديني والقومي والمذهبي، ونسير على هذا النهج، وعلاقاتنا قائمة على مصالح شعبنا، ولا نريد أن نكون ضمن سياسة المحاور، ونحافظ في علاقاتنا المتنوعة مع دول العالم المختلفة والمجاورة على استقلال قرارنا، ونتحرّى مصالح شعبنا وأمننا، مؤكدًا أهمية التعاون ضد الإرهاب والقضاء على عصابات داعش الإرهابية".

ومساء الاثنين، أقام الملك سلمان في مكة المكرمة مأدبة إفطار على شرف الوفد العراقي برئاسة العبادي. وقبل ذلك أدى رئيس الوزراء العراقي مناسك العمرة في الحرم المكي، داعيًا الله أن يتم نصر بلاده على الإرهاب ويزيدها قوة ووحدة.

وقال العبادي في ختام أدائه مناسك العمرة في مكة المكرمة إن "العراقيين بصبرهم ووحدتهم وقواتهم البطلة بشجاعتها وتضحياتها وإتكالهم على الله تمكنوا من تحقيق الانتصار وتحرير المدن وتطهير أرضهم من عصابات داعش الإرهابية". وأضاف "نسأل الله الذي مكننا من تحقيق هذه الانتصارات أن يمنّ على جميع أبناء شعبنا وبلدنا بالأمن والاستقرار، ويتم نصره ويزيدنا قوة ووحدة". وثمّن "بسالة القوات العراقية من جيش وشرطة اتحادية ومحلية وحشد شعبي وبيشمركة وبقية الصنوف المقاتلة".

فيديو استقبال ولي العهد السعودي للعبادي لدى وصوله إلى جدة:

 


 

وكان العبادي وصل إلى مدينة جدة أمس الاثنين، حيث جرى له استقبال رسمي، وكان على رأس مستقبليه في مطار الملك عبد العزيز ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف، وقاما باستعراض حرس الشرف السعودي.

وقال المكتب الإعلامي إن "هذه الجولة تأتي في ظل الانتصارات الكبيرة التي يحققها العراق على عصابات داعش الإرهابية، وقرب إعلان هزيمتها المنكرة بوحدة وتلاحم أبناء شعبنا، وفي ضوء توجّه الحكومة العراقية وسياستها الخارجية القائمة على تغليب المصالح العليا للبلاد، والسعي إلى بناء أفضل العلاقات مع جميع دول الجوار في المجالات كافة، وتطلعه إلى التعاون الجاد ضد الإرهاب، الذي يهدد أمن واستقرار شعوب ودول المنطقة". 

وسيبحث العبادي خلال زيارته الرسمية إلى السعودية مع العاهل السعودي الملك سلمان تطوير علاقات البلدين والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، إضافة إلى مناقشة تشكيل مجلس تنسيق مشترك وتأمين الحدود المشتركة بين البلدين ومساهمة السعودية في إعادة إعمار العراق.

انفتاح سعودي على العراق

وأشار العبادي في تصريحات سابقة إلى أن السعودية وجّهت إليه قبل سنة ونصف سنة دعوة رسمية إلى زيارتها، وتم التمهيد لها من خلال زيارة المسؤولين السعوديين إلى العراق أخيرًا. وانتقد الأصوات التي ترتفع ضد تقارب العراق مع الدول المجاورة له قائلًا "عندما نحاول التقدم خطوة للتقارب مع دول الجوار، هناك أصوات داخلية وخارجية، تحاول عرقلة هذا التقارب". 

ولفت إلى وجود مشتركات بين العراق ودول الجوار يتعلق معظمها بضرورة محاربة الإرهاب، مؤكدًا أن معظم تلك الدول لديها مخاوف حقيقية من امتداد الإرهاب إليها، الأمر الذي يستدعي تعاونًا مشتركًا لمواجهته.

وكشف العبادي عن وجود رغبة قوية لدى القيادة السعودية في الانفتاح على العراق، ظهرت بوادرها منذ عام 2015، حيث كان مقررًا أن يقوم وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل بزيارة العراق، وأن يشرف على إعادة افتتاح السفارة السعودية في بغداد، إلا أن وفاته حالت دون ذلك.

وأشار إلى أن "الجانب السعودي أبدى استعداده لاستقبال رجال أعمال عراقيين للاستثمار في المملكة، كما يرغب هو في الاستثمار داخل العراق، وتحديدًا في مناطق بادية العراق". 

لا علاقة للزيارة بالأزمة الخليجية

وأوضح العبادي أن زيارته إلى السعودية ليست لها علاقة بالأزمة الخليجية، قائلًا إنه "يعارض العزلة التي تفرضها السعودية ودول عربية أخرى على قطر، لأنها تضر المواطنين العاديين". وأضاف: "إن الأنظمة لا تتضرر منها، وإنما المواطنون العاديون".. ونوّه بأنه سيسعى إلى الحصول على توضيحات من السعودية بشأن الاتهامات الموجّهة إلى قطر.  

وقطعت السعودية والإمارات ودول عربية أخرى العلاقات الدبلوماسية وخطوط التجارة مع قطر، التي نفت اتهامات تلك الدول لها بدعم متشددين إسلاميين وإيران.

وقال مصدر دبلوماسي سعودي إن "تداعيات الأزمة بين السعودية والإمارات والبحرين واليمن من جهة وقطر من جهة أخرى، إضافة إلى الوضع على الساحتين العراقية والسورية، وتعزيز العلاقات الثنائية من خلال إنشاء مجلس تنسيق مشترك وتأمين الحدود بين البلدين بعد انهيار تنظيم داعش في الموصل، سوف تتصدر محادثات العبادي مع المسؤولين السعوديين".

من جهته، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يوم الجمعة الماضي إن الرياض تتطلع إلى إعادة العلاقات مع بغداد إلى أفضل حال.. مضيفًا: "نرحّب بالزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم الاثنين"، لافتًا إلى أن "السعودية كانت من مموّلي التحالف ضد داعش في سوريا، ونؤمن أن الجهد الكبير والقوي ضد التنظيم يضمن دحره".

زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي لبغداد

أيضًا كشفت مصادر مطلعة عن زيارة قريبة لولي العهد السعودي إلى بغداد.. مشيرة إلى أن "ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف سيقوم عقب زيارة العبادي للرياض بزيارة إلى بغداد".

وقد شهدت العلاقات العراقية السعودية تقدمًا خلال العامين الأخيرين، ودخلت أجواء إيجابية منذ زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى بغداد في فبراير الماضي ولقائه العبادي وكبار المسؤولين العراقيين، وأعقبتها زيارة وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في أواخر الشهر الماضي، حيث بحث خلالها مع مسؤولي الحكومة العراقية الوضع في سوق النفط ومسألة تمديد اتفاق خفض الإنتاج.

وكان الملك سلمان والعبادي قد اجتمعا في عمان على هامش القمة العربية في أواخر مارس الماضي، فيما عبّرت السعودية عن رغبتها في المساهمة في إعمار المناطق العراقية، التي دمرتها الحرب ضد تنظيم داعش. 
   

 

 
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار