إيلاف من الرياض: أكد الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي أن المملكة حليف رئيس في حملة مكافحة الإرهاب العالمية، مشيرًا إلى أنه تم تخصيص موارد مالية وعسكرية كبيرة لدعم الحملة.
وقال ولي ولي العهد، في حوار أجرته معه مجلة "فورين آفيرز" الأميركية إن لديه ثقة في قدرة المسؤولين والمشرعين الأميركيين على التوصل إلى حل عقلاني بشأن قانون "جاستا".
وأشار إلى أن وصول رجل أعمال إلى رئاسة أميركا سيركز على عرض الاستفادة من الفرص الاقتصادية في مبادرة 2030؛ لإشراك الولايات المتحدة في خطة التحول السعودية، كما إنه يرغب في استئناف الحوار الاستراتيجي بين البلدين، كما عبّر عن دهشته من الربط بين الوهابية والإرهاب، ووجود سوء فهم عميق لدى الأميركيين تجاه الأمر.
حول العلاقات السعودية الإيرانية، قال الأمير محمد بن سلمان لا توجد أية نقطة في التفاوض مع السُلطة التي تصدّر أيديولوجيتها الإقصائية وتنتهك سيادة الدول الأخرى، مؤكدًا أن إيران تمثل العلل الرئيسة الثلاث، وهي الأيديولوجيات بلا حدود وحالة عدم الاستقرار والإرهاب.
وقال ولي ولي العهد إنه يمكن هزيمة التطرف؛ لوجود دول قوية، مثل السعودية ومصر والأردن وتركيا، كما إن "داعش" لديها فرصة للازدهار في أفريقيا، ولهذا السبب الْتزمت الرياض محاربة التطرف في القارة الأفريقية، من خلال الشراكة مع منظمات دولية.
حول التطرف المحلي، قال إنه يتذكر بوضوح عندما قام "ابن لادن" وأتباعه بشنّ تمرد قاتل في السعودية؛ بعد غزو الولايات المتحدة للعراق، ويتذكر جيدًا تلك الحقبة التي وصفها بالمظلمة، مؤكدًا أن تمرد تنظيم القاعدة سُحق على يد رجال الأمير محمد بن نايف بمساعدة الاستخبارات الأميركية.
الوهابية والإرهاب
وعبّر ولي ولي العهد عن دهشته بالربط بين الوهابية والإرهاب، ووجود سوء فهم عميق لدى الأميركيين تجاه ذلك، مشيرًا إلى أن التشدد لا علاقة له بالوهابية، التي نشأت في القرن الثامن، متسائلًا أنه: "إذا كانت الوهابية نشأت منذ ثلاثة قرون، فلماذا لم يظهر الإرهاب إلا الآن؟"!.
وأكد أن "نسبة المحافظين المتشددين قليلة، وأن جهود الإصلاح سوف تنجح في جذب العديد من صفوف المحافظين، مشيرًا إلى أن الشيخ سعد الشتري رجل دين أقيل من منصبه في هيئة كبار العلماء؛ بسبب تحديه لإصلاحات في فترة الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله - وهو الآن يعمل مستشارًا للديوان الملكي؛ وذلك بسبب الصبر والتواصل معه، وهو حاليًا أحد المؤيدين للإصلاحات في البلاد".
وقالت المجلة الأميركية، في تقرير لها، إن لغة جسد الأمير محمد بن سلمان تشير إلى أنه يملك قدرًا كبيرًا من الثقة، والأهم أنه يتبنى قضية بلاده بشكل قوي، وهو أمر لم يفعله أي مسؤول سعودي من قبل، ويدير صندوق الاستثمار الوطني، والشؤون الاقتصادية، ويتقلد منصب ولي ولي العهد وزير الدفاع، ومستعد لمواجهة أصعب المشاكل في مرحلة مبكرة من حياته السياسية.
المحمدين
وحول العلاقة بين الأميرين المحمدين، قال المجلة إن الحقائق تكشف أن الأميرين محمد بن نايف، ومحمد بن سلمان يعملان سويًا بشكل وثيق، ويلتقيان بشكل يومي، والواقع يؤكد أن دور كل منهما يكمل الآخر، ولا يوجد مجال للتداخل أو المنافسة، فالأول يعمل على ملفات الأمن الداخلي ومطاردة الإرهابيين والحفاظ على القانون والنظام في المملكة، في حين أن الآخر هو المسؤول عن إصلاح الاقتصاد وتعزيز الدفاع الوطني.
وذكرت المجلة الأميركية أن الأمير محمد بن سلمان يضغط من أجل تطبيق ثقافة الكفاءة والمساءلة، وإنهاء البيروقراطية السعودية غير المنتجة، وفتح المجال بشكل أكبر للقطاع الخاص للقيام بأدوار أكبر في الاقتصاد، ومن السابق لأوانه تقييم عمليات الإصلاح الاقتصادي التي بدأها الأمير، إلا أنه كان محقًا في الأفكار التي وضعها حول إنشاء قوة عسكرية أكثر فعالية وبناء قدرة صناعية للدفاع عن أرض الحرمين، كما إنه يعمل على استراتيجية للإنتاج الدفاعي، وهي بداية ممتازة.
وذكرت أن الأمير محمد بن سلمان يتمتع بقدرة هائلة على التواصل مع الشباب السعودي الطموح وفهم احتياجاته وتطلعاته، ويتحدث معهم بكل شفافية، خاصة وأن السعوديين أكثر من نصفهم تحت سن الـ 25 عامًا، ويحاول أن تستفيد البلاد من طاقات شبابها؛ من أجل تعزيز الإصلاحات.
اختتمت مجلة الشؤون الخارجية الأميركية تقريرها وحديثها، بالقول إن "الأمير محمد بن سلمان وفقًا للعديد من المعايير ذات المصداقية حقق بداية قوية، ولكن التعقيدات والإصلاحات ستتطلب الصبر، والأمير محمد "مايسترو التغيير والإصلاح".