: آخر تحديث
أكد أهمية تشكيل إقليم نينوى لضمان وحدتها

النجيفي يدعو إلى قوات دولية بالموصل لمنع عمليات انتقام

104
94
89

دعا نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي إلى وجود للتحالف الدولي في مدينة الموصل لفترة انتقالية في مرحلة ما بعد داعش لتحقيق الأمن والاستقرار ومنع أي عمليات انتقام أو تصفية حسابات خارج القانون وسلطة الدولة، منوهًا بأهمية إعلان إقليم نينوى.

إيلاف من بغداد: جاء ذلك خلال اجتماعات للنجيفي، وهو رئيس تحالف "متحدون" للقوى السنية ومن ابناء الموصل، مع السفيرين الفرنسي مارك باريتي والاميركي دوغلاس سيليماني ونائب السفير السويسري تيرنس بليتر، اضافة الى يان كوبيتش ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، كل على انفراد، حيث تم خلالها بحث ومناقشة الوضع السياسي والأمني وعمليات تحرير محافظة نينوى وعاصمتها الموصل من سيطرة تنظيم داعش والوضع الإقليمي والدولي، وتأثير ذلك على مجريات المعركة ضد التنظيم، حيث طرح المسؤول العراقي تصوراته لتطورات المعركة ولمرحلة ما بعد داعش.

النصر على داعش حتمي  
وقد اكد النجيفي خلال هذه الاجتماعات "أن النصر على داعش أمر محتوم، والمهم أن يتحقق في ظل اهتمام ورعاية كاملة لمواطني نينوى بمكوناتها جميعًا، ذلك أننا نريد أن نكسب الحرب ونكسب السلام أيضًا"، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي الليلة الماضية، وإطلعت على نصه "إيلاف". 

النجيفي مجتمعًا مع كوبيش


 
وثمّن الدعم الدولي والمساندة التي يحظى بها العراق، ودعا إلى زيادة الدعم وتكثيف الجهود العسكرية والإنسانية بما يمكن العراق من تحقيق الانتصار الناجز على داعش، واعادة بناء ما دمرته داعش، والمعارك الدائرة لمواجهته. وأشاد "بالجهد البطولي للجيش والشرطة ومكافحة الإرهاب وحرس نينوى والحشد العشائري وقوات البيشمركة ودعم قوات التحالف الدولي".

مرحلة ما بعد داعش
قدم النجيفي رؤيته لمجريات المعركة، وركز على مرحلة ما بعد داعش، مشيرًا إلى "أنه يرى أن يكون للتحالف الدولي وجود على الأرض لفترة انتقالية، بهدف تحقيق الأمن والاستقرار والمساعدة على عدم فسح المجال لأية حالة، يمكن أن تدخل في باب الانتقام أو تصفية الحسابات خارج القانون وسلطة الدولة واعادة الروابط التي تؤهل المنطقة لإعادة البناء وإشادة نموذجها الإداري والسياسي بما يعبّر عن حقيقة ارادة مواطني نينوى".

إقليم نينوى
كما شرح النجيفي مفهومه لإقليم نينوى المتفق مع الدستور والقوانين النافذة، والذي يضمن معالجة الاختناقات التي سببها داعش ويعالج أيضًا الظروف التي أدت إلى احتلال داعش للمحافظة.. مؤكدًا أن الاقليم يهدف إلى المحافظة على وحدة نينوى ووحدة العراق، وهو أولًا وأخيرًا مرتبط بإرادة المواطنين، وليس قرارًا يفرض عليهم.

وأشار إلى ضرورة أن يكون هناك مشروع سياسي يستجيب للتطورات ويطمئن المواطنين إلى مستقبلهم.. موضحًا ان هناك تخوفات وقلقًا حقيقيًا من الاقليات وعموم مكونات المحافظة من المستقبل والافتقار إلى مشروع سياسي يفتح الباب واسعًا لاحتمالات ليست في مصلحة المواطن.

الحشد الشعبي
وفي مناقشته لموضوع الحشد الشعبي، أكد النجيفي عدم الحاجة إلى هذه المشاركة، لأنها ستثير من الأزمات أكثر كثيرًا من حل ما هو قائم منها.. ودعا إلى أن يكون موضوع تحرير قضاء تلعفر مقتصرًا على الجيش والشرطة، كي لا تتوافر الفرصة لاستغلال هذا الأمر لتدخلات اقليمية نحن في غنى عنها الآن، في اشارة الى التهديدات التركية بالتدخل في حال تعرّض سكان المدينة التي تسكنها غالبية تركمانية لأي أذى.

وشدد النجيفي في اجتماعاته على ضرورة توفير الاسناد الحقيقي للنازحين والعمل على حشد الدعم الدولي لاغاثتهم وتوفير المستلزمات الإنسانية لهم. واكد على أهمية البحث عن حلول بدلاً من الغوص في المشاكل "ذلك أن العراق يستحق سلامًا دائمًا مبنيًا على احترام حقوق المواطنين وارادتهم في كل ما يتعلق بحياتهم". 

الخروج من الازمات
كما اشار النجيفي خلال هذه الاجتماعات الى حرصه على أداء متقدم للدولة وأهمية التعاون والتآزر للخروج من الأزمات وضرورة الابتعاد عن المصالح الضيقة والفئوية ورفضه لأي نهج طائفي.. وقال "إن الدولة العصرية لا تستقيم إلا مع الدفاع المبدئي المخلص عن أبناء الوطن جميعًا من دون تفرقة بسبب الدين أو الطائفة أو القومية".

من جانبهم، ثمّن المسؤولون الاجانب الذين اجتمع بهم النجيفي "رؤيته الوطنية وحرصه على تفكيك المشاكل وحلها وقدموا تهانيهم لمناسبة عودته إلى ممارسة دوره الدستوري كنائب لرئيس الجمهورية"، كما نقل البيان الصحافي.

وكان رئيس الوزراء العراقي اكد امس أن قواته اصبحت قاب قوسين أو ادنى من دخول الموصل وقطع رأس تنظيم داعش. وقال خلال تفقده للقطعات العسكرية في جبهة الموصل العسكرية، متهمًا السلطات التركية بمحاولة اثارة المخاوف من مشاركة الحشد الشعبي في معركة تحرير المدينة من اجل خدمة مصالح الاتراك الخاصة: "جئنا للموصل لتحرير اهلها، ونحاول أن نغلق الطريق على الدواعش في كل مكان، وسنقطع رأس هذا التنظيم الارهابي، وليس لعناصره مخرج أو مفر، اما أن يموتوا أو يستسلموا، ولن تصمد الجيوب في المناطق الاخرى بعد تحرير الموصل، وسنقضي عليها جميعاً". 

وكانت القوات العراقية المشتركة بدأت هجومًا واسعًا فجر 17 من الشهر الماضي لتحرير محافظة نينوى الشمالية وعاصمتها الموصل من قبضة تنظيم داعش الذي سيطر عليها في يونيو عام 2014.

يذكر أن القوات العراقية المشتركة وبمساندة طيران الجيش والتحالف الدولي تواصل يومها السادس عشر على التوالي عملية استعادة الموصل من قبضة تنظيم داعش، وذلك بعد إعلان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي فجر السابع عشر من الشهر الحالي انطلاق عملية تحرير نينوى وعاصمتها الموصل التي يحتلها التنظيم منذ يونيو عام 2014.

وتعتبر نينوى ثاني اكبر محافظة في العراق مساحة بعد الأنبار، حيث تبلغ (37323) كيلومترًا مربعاً، وتشكل تسعة بالمئة من مساحة العراق وتتكون من (32) بلدة.. عشر منها كبيرة و(22) صغيرة مترامية الأطراف، فيما يبلغ عدد سكانها قبل هجوم سيطرة داعش على المدينة حوالى ثلاثة ملايين ونصف مليون مواطن.   

والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق بعد العاصمة بغداد، وأكبر مدينة تقع حاليًا في قبضة تنظيم داعش في العراق، وكانت أولى المدن التي سيطر عليها التنظيم في صيف عام 2014 قبل أن يجتاح شمال البلاد وغربها. وبدأت الحكومة العراقية في مايو الماضي في الدفع بحشود عسكرية قرب الموصل ضمن خطط لاستعادة السيطرة عليها من التنظيم، مؤكدة إنها ستستعيد المدينة من التنظيم قبل حلول نهاية العام الحالي.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار