أعلن رئيس ائتلاف "متحدون" العراقي أسامة النجيفي عن وجود 19 ألف عنصر لتنظيم داعش في مدينة الموصل الشمالية وضواحيها، مؤكدًا وجود مقاومة في داخلها، ورافضًا الاتهامات الموجّهة إلى السفير السعودي في بغداد بالتدخل في الشؤون الداخلية للعراق.
إيلاف من بغداد: توقع النجيفي هروبًا جماعيًا لعناصر داعش من الموصل، وتفجّر انتفاضة شعبية ضدهم.. وأوضح أن عدد عناصر داعش داخل الموصل يتجاوز سبعة آلاف عنصر، وفي ضواحيها هناك عدد آخر منهم، يبلغ مجموعهم 12 ألف "إرهابي"، معظمهم من الأجانب.
وأضاف النجيفي، وهو من أبناء الموصل، في مقابلة مع قناة "السومرية نيوز"، تابعتها "إيلاف"، اليوم، أن "هناك حركة مقاومة تعمل داخل الموصل وتستعد ليوم التحرير".. مشددًا بالقول: "نرحّب بأي جهد دولي للمساعدة على تحرير الموصل من تركيا وأميركا وكندا".. مستدركًا "لكن لدينا ملاحظات مع إيران، لأن الإيرانيين إذا وصلوا إلى الموصل فإنهم سيستوطنون فيها". وكان داعش سيطر على مدينة الموصل في العاشر من يونيو عام 2014.
وكانت خلية الإعلام الحربي أعلنت في 24 مارس الماضي عن انطلاق الصفحة الأولى من عملية تحرير محافظة نينوى وعاصمتها الموصل، مؤكدة تحرير مجموعة من القرى ورفع العلم العراقي فوقها.
وعن تحرير مدينة الفلوجة، قال النجيفي إن "انتصار الفلوجة كان مهمًا، لولا ما شابه من اعتداءات وتجاوزات على الناس، في ممارسات غير مقبولة ومدانة".. معتبرًا أن الانتصار أعطى زخمًا لمعركة العراق ضد داعش.. متوقعًا أن تشهد الأيام المقبلة تقدمًا مهمًا في جبهة بيجي الشرقاط والقيارة وجبهة مخمور القيارة وجبهة سهل نينوى من جهة البيشمركة.
وأكد النجيفي اختفاء حوالى 700 شخص من الفلوجة، وإعدام بعضهم أمام ذويهم. مشددًا بالقول: "إن هذه مسألة ليست فردية، وليست بسيطة، وهذه جريمة إبادة جماعية، وحصلت في أطراف الفلوجة وفي عشيرة المحامدة".. وقال إن مجموعة من الحشد كانت في تلك المنطقة، وهناك لجنة تحقيقية حكومية تحقق مع هذه الجهة من دون الإفصاح عن اسمها. وطالب النجيفي هيئة الحشد الشعبي بأن تتعاون في التحقيق لإظهار أبعاد هذه الجريمة، وتتم محاسبة مرتكبيها حسابًا صحيحًا.
يذكر أن مئات الأسر نزحت أخيرًا من مدينة الفلوجة، التي تشهد عمليات عسكرية لتحريرها من سيطرة تنظيم داعش، إلى المناطق المحررة الخاضعة لسيطرة القوات الأمنية، حيث تحتجز القوات الأمنية حاليًا حوالى آلاف من الذكور النازحين للتحقيق معهم، وفي ما إذا كانت لهم علاقة بتنظيم داعش، فيما أعلن مجلس محافظة الأنبار اختفاء 643 آخرين اختطفتهم ميليشيات الحشد الشعبي الذين قتلوا 49 منهم.
اتهامات إلى العبادي بالتفرد في القرارات
ووجّه النجيفي انتقادات إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي، متهمًا إياه بالتفرد في القرار، مشيرًا إلى أن هناك ضوابط دستورية وقانونية تلزمه بحكومة شراكة، موضحًا أن العبادي قد أقرّ بأن قراره بإقالة نواب رئيس الجمهورية كان خطأ دستوريًا.
وأشار إلى أن دخول البرلمان وضرب النواب وانتهاك السلطة التشريعية قامت به مجموعة منفلتة، لا تحترم الدولة، ولا تحترم الشعب والبرلمان.. معتبرًا أن الدولة والديمقراطية فيها تتراجع مع وجود خلاف سياسي عميق.
وقال إن العبادي ينتهج نهج سلفه (نوري المالكي) نفسه، ومازال يعيّن بالوكالة، ويتفرد بالقرار، ولا يزال يحاول أن يصيغ الأمور على رأيه الخاص، ومكتبه الضيق لا يخرج من هذا الإطار.. مشيرًا إلى أن "هناك ضوابط دستورية قانونية تلزم رئيس الوزراء في حكومة شراكة ويستشير الشركاء، ويعود إلى الدستور".
وعن الطعن الذي قدمه للمحكمة الاتحادية في اقالته من منصب نائب رئيس الجمهورية، قال النجيفي: "طعنت امام المحكمة الاتحادية والحق معنا بشكل 100% وإذا اصدرت المحكمة قرارًا بإعادتنا كنائب رئيس الجمهورية يجوز ألا أستمر لأني لا اريد أن استمر".
وكشف النجيفي أن "العبادي قال لي وللآخرين إن قراره تجاه نواب رئيس الجمهورية كان خطأ دستوريًا وقانونيًا".. موضحًا أن "المحكمة سألت رئيس الجمهورية حول القرار، وكان رأيه إيجابيًا بأنه لم يستشر بهذا الموضوع".
وحول الاتهامات إلى السفير السعودي في العراق ثامر السبهان بالتدخل في الشأن العراقي، قال رئيس ائتلاف "متحدون" إنه "لا بد من التعامل الإيجابي مع السفير السعودي، ودفعه نحو الإيجابية في علاقته مع الحكومة العراقية".. معتبرًا أن "هناك سفراء ينظمون اجتماعات للقوى السياسية ومرحّب بهم، ولذلك فإن هناك معايير مزدوجة حول هذا الأمر". وقال إن "الرجل لم يتصرف بأي منطق خارج النطاق الدستوري والدبلوماسي، ويجوز أنه قد انتقد حالة انتقدها العالم".. مؤكدًا أن "السفير لم يتجاوز على سيادة العراق".
وكانت وزارة الخارجية العراقية قالت في 17 من الشهر الحالي إنها سبق وأن قامت باستدعاء السفير السعودي لدى بغداد، وأبلغته بأهمية أن يكون خاضعًا للأعراف الدولية، مبينة أنها ستقوم باتخاذ الإجراءات المناسبة لذلك، فيما شددت على أنها لن تسمح لأي سفير بتوظيف مهامه لتأجيج ما أسمته "خطاب الطائفية"، على حد قولها.