أصبح الجين المقاوم للمضادات الحيوية يشكل خطرا فادحا على العالم أجمع بعد عامين على انتشاره.
انتشرت بكتيريا تحتوي على الجين المقاوم للمضاد الحيوي الكوليستين، في جميع أنحاء العالم بمعدل ينذر بالخطر خلال عامين . واكتُشف جين "mcr-1" لأول مرة في الصين عام 2015، ومنذ ذلك الحين عُثر عليه في أكثر من 30 دولة أخرى.
ويُعرف الكوليستين بأنه المضاد الحيوي المخلص أو "الملاذ الأخير"، لأنه يُستخدم عندما تتوقف أجسام المرضى عن الاستجابة للمضادات الحيوية الأخرى. ويوجد لدى هذا المضاد الحيوي آثار جانبية سامة، ولكن الأطباء يستخدمونه بشكل متزايد، نتيجة اتساع نطاق مقاومة مسببات الأمراض.
ونتيجة لمقاومة المضادات الحيوية، قد نضطر للعودة إلى مرحلة يمكن أن تصبح فيها العمليات الروتينية والالتهابات الشائعة، محفوفة بالمخاطر. لذا، يسعى الخبراء إلى الحد من انتشار الميكروبات المقاومة، من خلال تطوير أنواع جديدة من المضادات الحيوية.
وأظهرت دراسة صينية حديثة مدى انتشار الجين mcr-1، في حيوانات البلاد والبشر وكذلك إمدادات المياه. ونظرت الدراسة في عينات غذائية من الأسواق في شنتشن وهونغ كونغ، إلى جانب عينات المياه والبراز البشري، المأخوذة من المستشفيات.
ووجد الباحثون أن 36% من العينات المأخوذة من الأغذية، تحتوي على هذا الجين، في حين أن 26% من عينات المرضى في المستشفيات و31% من الأشخاص الأصحاء الذين شملتهم الدراسة، تحوي جين mcr-1.
وبهذا الصدد، قال ستيوارت إلبورن، أستاذ الطب التنفسي في كلية Imperial: "إن هذه المقاومة تعني أننا سنفقد أحد المضادات الحيوية الأكثر فعالية للوقاية والعلاج، عند مرضى التليف الكيسي".
وفي حال انتشرت مقاومة المضادات الحيوية، فإن معايير الطب الحديث ستتغير. وعلى سبيل المثال، عند إجراء جراحة زرع الأجهزة، يُعطى المرضى الأدوية المثبطة لجهاز المناعة، من أجل منعه من رفض العضو الجديد. وعند انتشار الجين المقاوم للأدوية، يمكن أن لا تعمل بشكل فعال.
وينطبق الأمر نفسه على العمليات الأخرى وعلاجات السرطان، حيث يتم إعطاء المرضى المضادات الحيوية لمنع العدوى، ويترتب على العمليات الجراحية الروتينية من دونها، مخاطر هائلة. ويشير الباحثون إلى أن هذا التهديد الجديد جاء بسبب فشل الشركات في تطوير أدوية جديدة.