إيلاف من برلين: تقدر منظمة الصحة العالمية أن 50% من حالات الإصابة بفيروس ايبولا أدت إلى الموت أثناء تفشيه قبل سنة، لكن هذا المعدل كان يرتفع إلى 90% في السابق. العلماء الألمان يقولون الآن إنهم استخلصوا مادة طبيعية فعالة ضد فيروس ايبولا، من نبتة آسيوية، تعد بنزع سموم المرض.
ويعتقد علماء جامعة ماربورغ الألمانية ان العقار الجديد المستخلص من النبتة الآسيوية يعد بالقضاء على أمراض فيروسية أخرى تقلق صحة الإنسان. وذكر البروفيسور ارنولد غرونفيللر، من جامعة ماربورغ، ان عقار"سيلفسترول" المستخلص من النبتة الصينية سيصبح سلاحاً فعالاً ضد الأمراض الفيروسية المستعصية الأخرى.
وتم استخلاص العقار من نبتة مهاغونية تحمل اسم اغالايا اودوراتا (Aglaia odorata). وظهر من تجارب مختبرية، أجريت بالتعاون مع مختبرات جامعة غيسن الألمانية، ان سيلفسترول قلل عدد الفيروسات في الخلايا إلى أقل عدد ممكن، وهذا يعني بالتالي سهولة انقاذ حياة المريض، ومن ثم شفائه من المرض الخطير.
وركز غرونفيللر وفريق عمله على معرفة تأثير سيلفسترول، المستخدم عادة في التجارب على الأمراض السرطانية، على الخلايا البشرية المبتلية بفيروس ايبولا. وكتب الباحث في مجلة "الأبحاث المضادة للفيروسات" انهم اتخذوا احتياطات صحية أمنية بالغة أثناء إجراء التجارب.
وثبت أن المادة الطبيعية (سيلفسترول) المستخلصة من نبتة اغالايا اودوراتا توقف عمل انزيم معين في الخلية الفيروسية مسؤول عن تكوين مختلف أنواع البروتينات التي يحتاجها الفيروس في حياته وتطوره.
أوقف إنتاج بروتينات الفيروس
وكتب غرونفيللر ان العقار النباتي أوقف عمل انزيم eIF4A المسؤول في الفيروس عن إنتاج البروتينات، وكانت النتيجة أن أدى ذلك إلى اختفاء البروتينات من داخل الخلية تماماً تقريباً، وانحسار عدد الفيروسات في الخلية البشرية المختبرية المستمدة من أشخاص مصابين بوباء أيبولا. وكشف هذا للعلماء أهمية انزيم eIF4A بالنسبة لفيروس ايبولا.
ويقول العلماء الألمان من ماربورغ أن وقف إنتاج البروتينات الفيروسية يعني تجريد الفيروس من القدرة على مواجهة العقاقير الأخرى أيضاً، ويمهد لإنتاج عقاقير أخرى ضده، ويعد بإنتاج لقاح مضاد له. ويعول الباحثون على هذا الإكتشاف في إنتاج لقاح مضاد للفيروس، لأن الوقاية منه أفضل من العلاج. ويمكن لسيلفسترين أن يكون الاساس الذي يبنى عليه لقاح مضاد لأنزيم eIF4A.
فعالية ضد فيروسات أخرى
توصل العلماء في تجاربهم المختبرية أيضاً إلى أن سيلفسترين فعال ضد الفيروسات الأخرى التي تعتمد على انزيم eIF4A في إنتاج بروتيناتها. وتحدث غرونفيللر عن الحاجة إلى دراسات أخرى تخص كل فيروس لمعرفة مدى فعالية العقار النباتي ضدها.
والنبتة الصينية Aglaia odorata تنتشر في مناطق شرق آسيا بين جنوب الصين وشمال استراليا، وتسمى أيضاً زهرة الرز الصيني ونبتة العطر الصيني، ولها استخدامات طبية شعبية كثيرة. ويمكن للنبتة أن تنمو إلى ارتفاع 3 أمتار، وتتفتح فيها زهيرات صغيرة بحجم حبة الرز.
ومرض فيروس الإيبولا، المعروف سابقاً باسم حمى الإيبولا النزفية، هو مرض وخيم يصيب الإنسان وغالباً ما يكون قاتلاً. وينتقل الفيروس إلى الإنسان من الحيوانات البرية وينتشر بين صفوف التجمعات البشرية عن طريق سريانه من إنسان إلى آخر.
يسبب فيروس الإيبولا مرضاً حاداً وخطيراً يودي بحياة الفرد في أغلب الأحيان إن لم يُعالج. وقد ظهر مرض فيروس الإيبولا لأول مرة عام1976 في إطار موجتين اندلعتا في آن معاً، إحداهما في نزارا في السودان والأخرى في يامبوكو في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وتفشى المرض في الكونغو في قرية تقع على مقربة من نهر إيبولا الذي اكتسب المرض اسمه منه.
جدير بالذكر ان تفشي المرض بين2014-2015 في افريقيا، وخصوصاً في غينيا وسيراليون وليبيريا، أودى بحياة11 ألفاً، بحسب معطيات الأمم المتحدة. وارتفع عدد الاصابات بحمى النهر النزفية إلى28 ألفاً في نفس الفترة. وتم إعلان بعض بلدان أفريقيا كبلدان خالية من المرض في العام 2016، لكن احتمالات تفشيه تبقى قائمة مازالت ظروف تفشيه، مثل الحروب والمجاعات وضعف الوعي الصحي وقلة الرعاية الطبية، قائمة.