إيلاف: نجوم السعودية في الفن والثقافة والإعلام والرياضة والمشاهير والمؤثرون فيها، يعرضون تجاربهم ويتحدثون عن مفاصل بارزة من حياتهم الشخصية والمهنية، ضمن بودكاست "إحكي مالك" مع الإعلامي اللبناني مالك مكتبي.
كان مثيرا ً أن يحدث هذا التحول للإعلامي اللبناني خاصة وأنه سيتناول قضايا سعودية بحتة ، إيلاف التقت به في الرياض وكان لها معه هذا الحوار:
ما لا يعرفه كثر أن مالك نشأ في السعودية وبدأ حلمه بها، خبرنا أكثر عن ذلك؟
أنا نشأت في السعودية وكبرت فيها من عام 1980 إلى 1996, وقضيت طفولتي ومراهقتي بها وهم مرحلتين أساسيتين في حياة كل إنسان ودائماً ما يحن لهما، أنا ذكرياتي هنا وطفولتي هنا.
وهناك شعور غريب بالأمان أشعر به هنا لا أجده في مكان آخر.
السعودية والرياض يعنيان لي الكثير حيث بدأ حلمي في دخول عالم الإعلام هنا في الرياض تحديداً.
هل مالك مكتبي جديد على المحتوى السعودي؟
عندما دخلت عالم الاعلام في أحمر بالخط العريض من بدايات 2007 كان كثير من ضيوفي من جميع أنحاء السعودية في أول المواسم ونصور الحلقات في بيروت وأيضاً صورنا تقارير ميدانية كثيرة في جدة.
أيضاً على منصتي في السناب ديسكوفر مع مالك أقدم فقرة أسبوعية سعودية كل سبت منذ أكثر من سنتين تخص المجتمع السعودي وأخباره، الجديد الآن هو أني أقدّم وأنتج بودكاست كامل مكتمل وأتواجد قلباً وقالباً على أرض السعودية تقديماً وإنتاجاً.
هل هناك تحدي بين مالك مكتبي وأي اعلامي سعودي آخر يعلم أكثر بدهاليز ومداخل المجتمع السعودي؟
بالتأكيد هناك اعلاميين سعوديين افتخر بزمالتهم وهم أصدقاء لديهم تجارب هامة جداً، ولكن اليوم من ينافس "مالك مكتبي" هو مالك فقط.
مما لا شك فيه أن الإعلامي السعودي لديه مفاتيح وتفاصيل ليست لديّ ولكن أنا الآن لا أراهن على مفاتيح معيّنة بقدر ما أراهن على تقديم وسرد القصة بـ"نكهة مالك مكتبي السعودية" وشخصيته التي كبر جزء منها في هذا البلد ولديه خلفية لا بأس بها بالثقافة السعودية.
هل هناك منافسين لمالك على الساحة؟
سألتيني هل أقدر على أن أنافس أي إعلامي سعودي، نعم أنا قادر على أن أنافس أي إعلاميٍّ عربي، في تقديم محتوى إعلامي جيّد. ولكن أنا همّي فقط بأن أنافس مالك لا غير.
أشاهد حلقة اليوم من برنامج مالك وأسأل نفسي كيف بإمكاني جعل الحلقة القادمة أفضل، كيف بإمكاني إخبار القصة بطريقة أخرى، كيف سأحرّك كل حواس المشاهد عند سماعه القصة، كيف سأبدأ وكيف سأختم وهكذا.
لماذا اتجه مالك مكتبي للبودكاست الآن؟
البودكاست هو تكملة طبيعية لمسيرتي المهنية، التجديد والتغيير هو سنة الحياة، واليوم البودكاست أساسي في عالم الإعلام الرقمي.
وأنا أحرص على أن أواكب كل جديد وأن أتواجد على جميع المنصات الرقمية كالانستغرام والسناب تشات والتيك توك، وبالمناسبة أنا كنت من أوائل من دخلو لعالم التيك توك وذلك حرصاً مني لرؤية مايستهوي الشباب، وأتواجد به وأضيف له ما يفيدهم.
هل إسم "مالك مكتبي" هو علامة مميزة بحد ذاتها؟ فقط تواجد إسم مالك مكتبي في العمل يجعله ينجح؟
أبداً، في اليوم الذي سأعتمد فيه على إسمي فقط أنا أضمن لك بأني سأجلس في البيت، في رأيي لا يمكن لأي شخص أن يعيش على أطلال إنجازاته الماضية.
إسمي يساعد ولكن أنا أشتغل يومياً بطريقة قاسية جداً على نفسي ولا أقبل بأنصاف الحلول، لا زلت أكتب حلقتي كل يوم وأكتب الاسئلة بالتفصيل ولا استهتر بأي شيء كان.
وصدقيني لو لم يكن لدي محتوى سيشاهد الناس حلقة أو اثنتين وينصرفو بعدها، طابور النجاح المزدحم وذوق الناس العالي لا يرحمان.
*ماهو المحتوى الذي يحرص مالك أن يضيء عليه أكثر الآن في بودكاست "إحكي مالك"؟ وماهي الأدوات التي يستند عليها وستميزه عن غيره؟
أنا حريص جداً على تنوع المحتوى والتركيز على المحتوى الإنساني أكثر وأركز على القصص الملهمة وحريص على أن أدع المشاهد أو المستمع يصل لخلاصة وفائدة معيّنة من هذا البودكاست.
أما بالنسبة للأدوات التي تميزني فأنا أستند بكل موضوعية على "سرد القصة والبحث في ما ورائيات النفس التي نراها أمامنا" وهي أحد عناصر القوة لديّ وهذا ما أعمل على ترسيخه، أنا اؤمن بأن سرد القصة الحقيقية هي من تغير المجتمعات وتصل بها إلى أماكن أفضل.
مالتحدي الذي تقدمه بالبودكاست الجديد؟
الناس تعرف مالك جيداً كمحاور ومقدّم لكن لا تعرف مالك بحوارات مطوّلة لساعة أو ساعة ونصف والبودكاست تحدّي وتكملة طبيعية بالنسبة لي في مسيرتي المهنية.
اليوم أنا بحاجة لكسر المحتوى الذي اعتدت على تقديمه وتقديم محتوى أردت تقديمه منذ زمن وهو الحوار المطوّل مع الضيف الذي لا يسمح التلفزيون به نظراً لفورمات البرامج التلفزيونية.
لأن جمهور البودكاست يحب أن يسمع وليس مقيّد بمشاهدة البرامج من خلال الشاشة التلفزيونية, وأنا أريد أن أحكي, وسأحكي على طريقة مالك.
*هل تستعين بفريق سعودي لمعرفة دواخل المجتمع أكثر؟
بالتأكيد لدي فريق إعداد كبير به سعوديين كُثُر نتعاون سوياً ويفيدوني بآرائهم ويساعدوني بفهم المواضيع أكثر، وأنا أرى هذا ميزة وواجب عليّ كإعلامي عربي.
ولا يخجلني أن أتحدث مع أصدقائي الإعلاميين السعوديين وأستشيرهم عن ضيوفي وعن الاسئلة التي سيميلون لها أكثر وماذا يريدون أن يعرفو من هذا الشخص كسعوديون هم أيضاً، آخذ اراءهم وهذا مايقوم عليه الإعداد الصحيح للحلقات من حيث الحرص على الإلمام بحيثيات الضيف والموضوع وقصة الضيف.
*مالك مكتبي وإثارة الجدل، هل سيسلك مالك طريق آخر الآن غير طريق الجدل الذي عُرِفَ به؟
دعيني أقول لك، إلتفات الناس أكثر لحلقات مالك "المثيرة للجدل"، لا يعني أبداً أن مالك لم يقدّم غيرها. أنا مستعد أن أضع جميع حلقات برامجي بالميزان ومتأكد تماماً أن عدد حلقاتي التي تطرح مواضيع إنسانية تفوق بكثير الحلقات المثيرة للجدل، بناءاً على الأرشيف وهذا مؤكد بالأرقام، هناك حلقات طبية وإنسانية وإجتماعية، ولكن ربما إثارة الجدل هي ما يعلق بأذهان الناس أكثر وهذا طبيعي.
هل يستهدف مالك مكتبي نوعاً معيّناً من الضيوف في إحكي مع مالك؟
أبداً، أي شخص لديه قصة ملهمة أو ناجح بمجاله ويستخلص الجمهور عِبَرة من قصّته هو هدف لي، إن كان شخص عادي أو مشهور، أي شخص لديه قصة ملهمة أنا يهمني أن يكون ضيفي.
تظن أنه من السهل على مالك أن يقلع عباءة أحمر بالخط العريض ويرتدي غيرها بعد ارتدائها لأكثر من 15 عام؟
اليوم أحمر بالخط العريض هو ليس برنامج محدود ولكن هو منصة لطرح كل المواضيع داخل وخارج الاستديو، ومسابقات وضيوف من جميع الأعمار، ليس برنامجاً مُعلَّباً بل منصة تمكن مالك من التواجد على الهواء وطرح المحتوى الذي يراه مناسباً.
لم اختار مالك مكتبي السعودية تحديداً؟
مما لا شك فيه أن السعودية اليوم هي محط أنظار العالم، الإعلام العربي أجمع متجه الآن للرياض والرياض هي "قصة نجاح القرن" كما قال ولي العهد محمد بن سلمان.
ردّاً للجميل، اليوم مالك يرد الجميل للبلد الذي عاش طفولته ومراهقته به واختلط فيه والتقط منه قصص كثيرة بحكم معيشته فيه.
ولا يمنع بأن يتنقل بودكاست "إحكي مالك" في انحاء الوطن العربي، البداية من الرياض وسوف أكمل بالرياض بالتأكيد ولكن سيكون هناك محطات في مدن عربية أخرى ردّاً لجميل الجمهور العربي أجمع.
*هل تفكر بالاستقرار بالسعودية الآن بعد أن أصبحت مقر شركة إنتاجك الجديدة والبودكاست الجديد؟
من الصعب بحكم إلتزامات العائلة والحياة، ولكن موضوع الاستقرار أكثر في الرياض يراودني ويدغدغ مشاعري كثيراً، اليوم افتتحت في الرياض شركة إنتاج أسميتها "مابعد الخيال" وهي المنتجة لبودكاست "إحكي مالك". وتأسيسي لهذه الشركة في الرياض سيجعلني منتظم أكثر بتواجدي في هذا البلد العزيز.
*وأخيراً ماهو الاختلاف الذي لمسته بين السعودية سابقاً والآن؟
لازال الشعب السعودي محافظ على جمالياته وهو الشعب المضياف اللطيف الذي تشعر معه أنك بين أهلك.
اليوم في أوساط الشباب السعوديين بإمكانك أن تلمس الحلم وتشعر به يتحقق فعلاً، اليوم الناس مؤمنة بالحلم أكثر لأنها بدأت ترى بأنه يتحقق فعلاً.
هناك حالة غليان جميلة بين الشباب السعودية وطاقة إيجابية وأحلام كثيرة تحوم في الاجواء منتظرة تحقيقها.