إيلاف من دبي: مرتديةً السواد لا كرمز شكلي، بل كامتداد لظلٍ لم يغادر قلبها، أطلت لبّس في الفيديو تُقلّب صناديق الذاكرة مع الفنان اللبناني الراحل زياد الرحباني، شريكها السابق في الحبّ والحياة والإبداع.
مرتديةً سواد الحزن، وبصوتٍ تخنقه الدموع، فتحت الفنانة كارمن لبّس صندوق ذكرياتها الذي أغلقته لسنوات، لتتحدث إلى حبها الأول.
صور قديمة، أوراق بخطّ اليد، وأماكن تنبض بالزمن، ترافقها كلمات كتبها سليم الديك وأخرجها عبادة شعراني، بينما بدا الصوت مبحوحًا بصدق لا يُمثّل.
اعترفت لبّس بأنها عاشت "وهم طيّ صفحة قصة حبّها الأول"، لتكتشف بعد كل هذه السنوات أن "الصفحة لا تزال مفتوحة".
ما بدأ كعرض بصري عاطفي، سرعان ما تحوّل إلى مرثية شخصية، تشبه صلاة حبّ لم تُستكمل طقوسها.
وتوجهت له مباشرة قائلة: "أقول منذ سنوات أنني تخطيّت، وفي الوقت ذاته أسأل لماذا؟ وكان آخر سؤال لماذا لا تريد رؤيتي؟ وأدركت بعد فوات الأوان، أنّك لا تريد أن أراك بتلك الحال، أو لا تريد رؤيتي وأنا أراك بتلك الحال".
الرسالة، وإن كانت موجّهة لزياد، بدت وكأنها تُناديه من فجوة صمتٍ طويلة، لم تسدّها السنوات ولا الإجابات الغائبة. قالت له: "اشتقت لك، وعرفت أنّك اشتقت لي، ولم تقل لي.. قالوا لي إنّك بقيت تسأل عنّي، لكنّي كنت أريد أن أسمعها منك".
وأضافت واصفةً عمق الفراغ الذي تركه غيابه: "قلت لك أن البلد أصبح فارغاً بعد غيابك، ولكن حينما رحلت شعرت أنا بالفراغ، وكل شيء بقي معلقًا.. أسئلة لم يجب عنها أحد، وذكريات لا يستطيع أحد محوها".
علاقة كارمن بزياد كانت مادة فضول دائم للإعلام والجمهور. زواج غير موثّق، دام 15 عامًا، تعثّر في العودة رغم محاولات متفرّقة، وانتهى إلى قطيعة صامتة في العقد الأخير. لكنها اليوم، تُعيد سرد القصة بشروطها، لا كخضوع للفضول العام، بل كإعلان عن أثرٍ باقٍ.
وهذه العلاقة لم تكن شخصية فقط، بل كانت فنية بامتياز. فقد عملت كارمن إلى جانب زياد في مجالات متعددة، من هندسة الصوت إلى الغناء ككورال في ألبوماته، والمشاركة في برنامجه الإذاعي الشهير "العقل زينة"، ومسرحية "فيلم أميركي طويل". لكن الأثر الأعمق يبقى في أغنية "عندي ثقة فيك"، إحدى أشهر أغاني السيدة فيروز، والتي صرّح زياد في إحدى إطلالاته أنه كتبها خصيصاً لكارمن.
وهو ما عادت إليه كارمن في ختام رسالتها، لتلخص حكايتها معه في جملة تختزل كل شيء: "أحببتك، ولا أزال، ولا تزال كل الجمل عم تنتهي فيك"... جملة تنتمي لعالم زياد، وتغنيها فيروز، لكنها هنا، تُستعاد كخاتمة لعلاقة لم تسعَ إلى النسيان بقدر ما تعايشت مع الغياب.
رسالة كارمن لبّس المصوّرة إلى زياد الرحباني:
كل الجمل عم تنتهي فيك ...
— Carmen Lebbos - كارمن لبس (@C_lebbos) September 24, 2025
كتابة @saleem_deek
إخراج @OubadaShaarani#كارمن_لبس #زياد_الرحباني pic.twitter.com/blbfYmZMfm