: آخر تحديث
بحضور مارسيل خليفة وشهادة من محمد حفظي

مهرجان هولندا السينمائي يكرّم انتشال التميمي في ليلة الافتتاح

3
3
3

إيلاف من لاهاي: في ليلة وُصفت بأنها "ليلة في حب انتشال التميمي"، انطلقت الدورة السادسة من "مهرجان هولندا لأفلام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" بتكريم استثنائي للرئيس الشرفي للمهرجان، خبير المهرجانات العراقي، تقديراً لمسيرته الحافلة وإسهاماته في دعم السينما العربية.

وسط عاصفة من التصفيق ووقوف الحاضرين تقديراً له، صعد التميمي إلى المنصة ليتسلم "جائزة لاهاي للسينما"، بحضور زوجته فادية سامي وابنه هادي، وأصدقاء بارزين منهم الفنان العالمي مارسيل خليفة والناقد الكبير إبراهيم العريس.

بدوره، أعرب انتشال التميمي عن سعادته بمنحه جائزة لاهاي للسينما، موجها الشكر لأصدقائه ممن حضروا لحظة تكريمه في المهرجان، ومنهم الفنان العالمي مارسيل خليفة، والناقد الكبير إبراهيم العريس والناقد المصري أندرو محسن، وغيرهم من الأصدقاء والمقربين.

كما وجه الشكر لكل المشاركين في الفيلم التسجيلي الذي عرضه المهرجان قبل تكريمه، وشكر الرسام علي المنزلاوي والنحات قاسم السعيدي لتقديمهما أعمالا فنية خصيصا له بمناسبة التكريم.

وقدم المنتج محمد حفظي شهادة مؤثرة في حق المحتفى به، قائلاً: "تعلمت منه الكثير، وهو ما ساعدني في إدارة مهرجان القاهرة" قبل سنوات. وأشاد حفظي بكرم التميمي المهني، مؤكداً أنه "ليس لديه أنانية الاستحواذ على الأفلام لصالح المهرجان الذي يعمل به، بل يسعى لمساعدة صانعي الأفلام في عرض أعمالهم في مهرجانات أخرى، فهو داعم ومحب للجميع".

من جانبه، لخص رئيس المهرجان، الدكتور مصطفى بربوش، هوية المهرجان ورسالته، موضحاً أن ما بدأ "كمبادرة لتعزيز الحوار والتلاقي"، أصبح اليوم "منصة دولية تلتقي فيها السينما مع الثقافة والمجتمع"، مستفيداً من رمزية مدينة لاهاي، "مدينة السلام والعدل" التي تحتضن أكثر من 140 جنسية.

وأكد بربوش أن المهرجان ينطلق من إيمان عميق بأن السينما "أكبر من كونها فناً فقط، فهي مرآة للواقع، وجسر يربط الناس، وصوت يحفظ القصص التي ربما لم تكن لتُروى". وأضاف أن هذا الإيمان يترجم عبر برنامج غني ومتنوع، مع تركيز خاص على "منح الشباب فرصة الحوار عبر السينما والتعبير عن أنفسهم بطريقة إبداعية".

أما الفنان مارسيل خليفة، فتساءل في كلمته عن جدوى الفن في زمن الدمار، قائلاً: "هل من مكان اليوم للسينما وللشعر وللموسيقى وسط هذا المشهد المرعب من الدمار؟"، ليجيب بأن "كل حلم وكل قصيدة وكل فيلم هو شمس تعيد لنا الحب والكرامة والحرية، وتشعرنا بالانتصار على الموت، وتدفعنا لنقول إن هناك أملا في هذا الزمن". 

ووجه مارسيل خليفة التحية إلى غزة والضفة والجنوب ولبنان، مختتما حديثه بترديد كلمات أغنيته "منتصب القامة أمشي".

قدمت الحفل المديرة الفنية للمهرجان وفاء مراس، وعرض في افتتاح الدورة السادسة الفيلم الوثائقي "ناجي العلي" للمخرج قاسم عبد، وهو العمل الذي يتتبع المسيرة الحياتية والفنية لرسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، منذ ولادته في منطقة الجليل وحتى اغتياله على يد مجهول في لندن في يوليو عام 1987.

كما يتناول العمل القوى التي شكّلت شخصيته كفنان، والذي واجه خلال حياته العديد من التحديات والمصاعب مثل المضايقات والحصار والتهجير والمنفى والإرهاب، ويبرز كيف أصبحت تجاربه وأعماله الفنية مرآة تعكس معاناة وآمال ملايين الفلسطينيين في الشتات.

تضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة كلاً من، المخرجة الأفلام الوثائقية الهولندية سونيا هيرمان دولز، والشاعر والمخرج السعودي أحمد الملا والناقد العراقي قيس قاسم.

أما لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة، فتضم كل من المخرج العراقي المخرج قاسم عبد والمخرج والمنتج حنا عطا الله مؤسس منظمة فيلم لاب: فلسطين، والكاتبة الهولندية المغربية شافينا بن دحمان.

ويهدف مهرجان هولندا لأفلام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (Holland MENA Film Festival) إلى الاحتفاء بأصوات وإبداعات سينمائيي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما في ذلك إبداعات أبناء الشتات العربي والمغاربي في أوروبا، وذلك من خلال عروض الأفلام والنقاشات وورش العمل، ساعيًا إلى فتح نوافذ جديدة للحوار حول قضايا الهوية والحرية والمنفى والعدالة والتنوع الثقافي.
كما يسعى المهرجان إلى عرض أفلام سينمائية مستقلة تعبّر عن واقع المنطقة بعيداً عن الصور النمطية، وتمكين صناع الأفلام من خلق حوار حي بين الثقافات من خلال فن السينما، وبالاعتماد على اتفاقيات دولية مثل اتفاقية اليونسكو لعام 2005، والدعم الهولندي الثابت للتعددية الثقافية وحرية التعبير، يعمل المهرجان على تقديم أفلام من المنطقة تلامس قضايا معاصرة، وربط صُنّاع الأفلام بشبكات الإنتاج والتوزيع الأوروبية، وخلق مساحات للحوار والنقد مع الجمهور، إضافة إلى إشراك المؤسسات الثقافية والتعليمية لدعم جيل جديد من المبدعين.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه