إيلاف من برلين: أفلام عديدة مشاركة في عروض المسابقة الرسمية للدورة الثالثة والسبعين من مهرجان برلين السينمائي الدولي "البرليناله"، منها فيلم (حيوات سابقة).
حيوات سابقة يحصد المزيد من المعجبين
وعرض الأحد فيلم "حيوات سابقة- Past Lives" أكثر الأفلام المرتقبة من قبل جمهور المهرجان، حيث كان قد حصد إشادات واسعة بعد عرضه للمرة الأولى في مهرجان صندانس السينمائي، وقد توقع بعض النقاد بأنه سيكون الأفضل لعام 2023، وقد نجح في حصد المزيد من الإشادات بعد عرضه أمس في المهرجان.
قصة مقتبسه من حياة المخرجة
الفيلم للمخرجة سيلين سونج، ومقتبس من قصة حياتها، حيث إنها تركت بلدها كوريا إلى أميريكا مع والديها، لتفترق عن صديق طفولتها، ويلتقيان مرة أخرى بعد سنوات عن طريق الإنترنت وتأخذ القصة منحنى آخر.
فالقصة التي تدور حول "نورا" التي جسدت شخصيتها الفنانة الأميركية جريتا لي، بعد ١٢ عاما من الهجرة تصبح كاتبة في نيويورك، وتتزوج من مواطن أميركي، بينما درس هاي سونغ الهندسة في سيول. ولم يتكلم الاثنان منذ رحيل نورا عن موطنها، ولكن بمجرد أن يلتقيا في العالم الافتراضي يعودان طفلان، لازالت أرواحهما متعلقة ببعضها.
مزيج من الأفكار والمشاعر
الفيلم لا يقف في سرده عند الجانب الرومانسي فقط، والتعقيدات التي تحدث في المشاعر بعد لقائهما، خاصة أن نورا متزوجة، إنما تقدم المخرجة الفكر الكوري العقائدي In-Yun الذي يؤمن بأن كل منا نتاج لحيواته السابقة، بمشاعره، بأفكاره، بكل ما هو عليه اليوم.
الفيلم قدم أيضا مزيجا من الأفكار حول الهجرة والحب والقدر والثقافات المختلفة، وتلاقيها، كما قدم ملامح هادئة ورقيقة للحب بين اثنين راشدين أعادتهما الذكريات لشخصياتهما الطفولية البريئة.
المخرجة سيلين سونج: العمل يتحدث عن الغربة بمفهومها الأوسع
وفي الحوار الصحفي الذي حضره نجوم العمل، والمخرجة، قالت سيلين سونج، إن العمل يدور حول الغربة بمفهومها الأوسع، فالغربة ليس فقط بترك مدينتك التي نشأت فيها ولكن أيضا ترك حبك الأول، وحياتك السابقة، لافتة إلى إيمانها بأننا جميعا نتاج لتلك الحيوات التي نعيشها.
وعن ذكرياتها المرتبطة بذلك الأمر قالت إنها غيرت اسمها بمجرد سفرها إلى أميركا، ليتناسب مع حياتها الجديدة، في محاولة منها وأسرتها للاندماج أكثر في المجتمع الجديد عليهم.
وعن قصة الفيلم، قالت إنها حاولت الحديث عن مثلث الحب الذي يتكون من الصديقان وزوج الفتاة بتحضر ونضج كبير، فظهر ثلاثتهم خلال الأحداث بشكل ناضج ومحترم، والأهم ظهرت العلاقات متحضرة، ولم تنساق لعلاقات سيئة لكي تحافظ على رسالتها.
جريتا لي: البطلة لها شخصيتين مختلفتين
وعن العمل قالت جريتا لي بطلة الفيلم إن أكثر ما يميزه من وجهة نظرها هو أن المخرجة قدمت فيه ملامح من حياتها الشخصية وذكرياتها، ما أضفى عليه مشاعر خاصة جعلت المشاهد يتعلق به.
وعن شخصية "نورا" التي قدمتها، قالت إنها ذات شخصيتين، وذلك أمر مرهق، لأن لكلتا الشخصيتين تفاصيل وصفات خاصة يجب مزجها لتظهر طبيعية.
المخرجة رفضت لقاء الأبطال قبل التصوير
كما أكد بطل الفيلم "تي يو" أن المخرجة منعتهم من لقاء بعضهم قبل التصوير تماما، مما جعلهم يكتشفون زوايا شخصياتهم، بل وأنفسهم خلال التصوير وبعده،مؤكدا أن قرارها كان صائبا وأضفى مصداقية على العمل، لأن المشاعر كانت حقيقية.
وأيده الممثل جون ماجرو حيث يرى أن للفيلم تعقيداته الخاصة، ولكل شخصية من مثلث البطولة لها أسرارها وتعقيداتها، وكان لابد أن تنكشف للبقية، استعدادا للمشهد الذي يجمعهم وتنكشف فيه تلك الشخصيات أمام بعضها.