إيلاف من لندن: لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة مساعدة، بل أصبح المحرك الرئيسي لاستراتيجيات رأس المال في قطاع العقارات العالمي، حيث تقود التكنولوجيا والاستدامة موجة جديدة من الاستثمارات، أبرزها الشراكة المتنامية بين بريطانيا ودول الخليج.
هذه الرؤية كانت الرسالة الأبرز في "معرض ذا ديستريكت" ببرشلونة الأسبوع الماضي، أحد أكثر مؤتمرات العقارات ديناميكية في أوروبا، حيث اجتمع قادة الصناعة لمناقشة مستقبل القطاع.
شراكة بريطانية خليجية
وفي جلسة نقاشية حول اتجاهات الاستثمار في تكنولوجيا الطاقة، سلطت زينب الخيرو، المديرة التنفيذية للغرفة التجارية العالمية في لندن، الضوء على هذا التحول، قائلة: "نشهد تحولاً قوياً، حيث تستفيد دول الخليج من الذكاء الاصطناعي والبيانات لتحسين تطوير المدن الجديدة، بينما توفر الأطر البريطانية الناضجة للامتثال البيئي والتمويل الأخضر العمود الفقري لهذه المبادرات". وأضافت أن هذه الشراكة "تضع معياراً لكيفية عمل الأنظمة العقارية المستقبلية".
ما الذي تغير في استراتيجيات الاستثمار؟
الرسالة التي ترددت في أروقة المؤتمر كانت واضحة: التكنولوجيا هي الآن المحرك الأساسي لرأس المال. فمنصات الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبؤية تغير كيفية تحديد المستثمرين للقيمة وقياس الأثر البيئي. وأوضحت الخيرو أن "الذكاء الاصطناعي لن يجعل المباني أكثر ذكاءً فحسب، بل سيجعل أنظمة الاستثمار بأكملها أكثر شفافية ومرونة وتوافقاً مع الربحية والكوكب".
وقد شهد المعرض نمواً لافتاً، وهو ما علق عليه مديره، جوسيب خورخي، قائلاً إن "الحدث يواصل نموه عاماً بعد عام، مما يعكس تعطش الصناعة للابتكار والحلول المستدامة".
وعززت "الغرفة التجارية العالمية في برشلونة" من هذا الزخم عبر شراكتها في الحدث، حيث قالت مديرتها التنفيذية، يوكا ناكاسوني، إنه "كان من دواعي سروري رؤية هذا المجتمع العالمي المتنوع يجتمع معاً".
وفي ختام مشاركتها، أكدت الخيرو أن الصناعة تدخل عقداً حاسماً من التحول، وأن "أولئك الذين يتبنون الاستدامة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي سيقودون الحوار، أما من لا يفعلون، فيخاطرون بالتخلف عن الركب".