: آخر تحديث
موقفاً عدوانيًا من الشمال تجاه الجنوب

التوترات بين الكوريتين تنعكس على المطاعم في الصين

31
34
26

بكين: سيتعين على الكوريين الجنوبيين الذين كانوا يأملون تذوق أطباق كورية شمالية في الصين، تغيير قائمة طعامهم، لأن المطاعم التي افتتحتها بيونغ يانغ على الأراضي الصينية لم يعد مسموحاً لها تقديمها، وسط توترات بين الكوريتين.

وقد فُصلت الكوريتان منذ عام 1953 عبر واحدة من أكثر الحدود عسكرة في العالم، ومذاك ينظر المجتمعان إلى بعضهما البعض بحذر شديد، باستثناء فترات نادرة من الدفء في العلاقات بينهما.

فالشمال الشيوعي، المعزول دبلوماسياً، هو من أفقر بلدان العالم، فيما كوريا الجنوبية الرأسمالية المزدهرة تُصنف من أكثر البلدان تطوراً.

ويعيش شطرا شبه الجزيرة الكورية في عزلة، ما يجعل من المستحيل على الجنوبيين السفر بحرية إلى الشمال، والعكس صحيح.

بالنسبة للكوريين الجنوبيين، كانت إحدى الفرص النادرة للتواصل مع جيرانهم الشماليين تتمثل في زيارة أحد المطاعم الكثيرة التي افتتحتها بيونغ يانغ في الخارج.

أما لكوريا الشمالية، التي ترزح تحت وطأة عقوبات دولية خانقة، تمثل هذه المؤسسات مصدراً هاماً للأموال.

تقدّم قائمة الطعام بشكل عام أطباقاً كورية شمالية نموذجية مثل حساء نودلز بيونغ يانغ البارد أو فطائر الكيمتشي.

وأثناء العشاء، تقوم النادلات، اللاتي يتم اختيارهن بعناية من بين النخبة في البلاد، بالعزف على آلة موسيقية أو الرقص على خشبة المسرح أمام الزبائن.

لكن بات الأمر مشروطاً من الآن فصاعدا... وهو ألا يكون هؤلاء من كوريا الجنوبية.

"نكرههم"
وترفض ستة مطاعم كورية شمالية على الأقل تقديم هذه المأكولات، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس في الصين.

وقال موظف صيني في مطعم ريوغيونغ في داندونغ، وهي مدينة على الحدود مع كوريا الشمالية ونقطة الدخول الرئيسية إلى البلاد "دخلت هذه القاعدة حيز التنفيذ هذا العام".

وتحدث الموظف طالباً عدم كشف اسمه، عن "قواعد من سفارة كوريا الشمالية" تنص على أنه "لا يُسمح لأي مطعم في داندونغ بخدمة الكوريين الجنوبيين".

ولم تستجب سفارة كوريا الشمالية في بكين لمحاولات وكالة فرانس برس للحصول على تعليق منها.

ومع ذلك، يبدو أن الحظر لا يُطبق في كل مكان، إذ يبدو أن المؤسسات التي شملتها الدراسة في شنغهاي وتشانغتشون (شمال شرق البلاد) وهانوي في فيتنام المجاورة لا تطبقها.

والعلاقات بين الكوريتين الشمالية والجنوبية فاترة في أحسن الأحوال، بل وحتى عدائية في بعض الأحيان.

"نكرههم!"... عبارة هتفت بها نادلة كورية شمالية أجريت معها مقابلة في شنيانغ، وهي مدينة كبيرة في شمال شرق الصين حيث تتعايش الشركات التي افتتحها مواطنون من الكوريتين على بعد أمتار قليلة من بعضها البعض.

وقالت "إذا أحضرتم صديقاً كورياً جنوبياً، فلن نقبله. نحن لا نحبهم ولن نخدمهم".

وقال كوري جنوبي، فضّل عدم ذكر اسمه، إنه طُرد من مطعم في داندونغ عندما سمعه الموظفون يتحدث بلهجته مع صديق.

"موقف عدواني"
يقول هذا الموظف الحكومي السابق "كانت النبرة عدائية للغاية"، و"شعرت بالإحباط الشديد وعدم الارتياح، وبالشفقة عليهم".

وقد حدث مثل هذا الحظر في الماضي، في مراحل كانت خلالها العلاقات بين الكوريتين في أدنى مستوياتها.

لكنها عادة ما تنطبق فقط على المطاعم التي تديرها بيونغ يانغ مباشرة، وليس على المطاعم التي يكون موظفوها كوريين شماليين فقط.

ويقول هونغ مين من المعهد الكوري للوحدة الوطنية لوكالة فرانس برس إن "الحظر يعكس موقفاً عدوانيًا (من الشمال) تجاه الجنوب".

ويضيف من سيول "هذا يدل على أن الشمال يعتبر كوريا الجنوبية دولة معادية وليست دولة يمكن أن تتعاون معها".

والعلاقات بين الكوريتين في أدنى مستوياتها منذ سنوات، والجهود الدبلوماسية بينهما في طريق مسدود. وما زال البلدان من الناحية الفنية في حالة حرب، لأن الهدنة، وليس معاهدة السلام، هي التي أنهت الصراع المسلح الذي دام ثلاث سنوات.

في الأسبوع الماضي، نظمت كوريا الجنوبية أول عرض عسكري كبير لها منذ عشر سنوات بمشاركة أميركية غير مسبوقة، وهو استعراض للقوة يستهدف جارتها الشمالية فيما التوترات ذروتها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد