أنقرة: أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والأمم المتحدة السبت تمديد الاتفاقية الدولية بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية المبرمة في تموز/يوليو 2022 لتخفيف أزمة الغذاء العالمية الناجمة عن غزو روسيا لأوكرانيا.
رحّبت كييف على الفور بالتمديد قائلة إنه تم التفاوض على مدة 120 يوماً. لكن الرئيس التركي والأمم المتحدة لم يعلنا عن فترة زمنية، في حين قالت روسيا إنها وافقت على تمديد الاتفاقية 60 يوماً فقط.
وقال إردوغان في خطاب متلفز "بعد محادثات مع الجانبَين، ضمنا تمديد الاتفاقية التي كان يُفترض أن تنتهي في 19 آذار/مارس".
وسبق أن أعربت أنقرة عن رغبتها في أن يكون التمديد لمدة 120 يوماً، فيما أصرت روسيا على رغبتها في أن تكون الفترة 60 يومًا فقط.
من جهته، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان "تم تمديد مبادرة حبوب البحر الأسود المبرمة في اسطنبول في 22 تموز/يوليو 2022... نعرب عن امتناننا للحكومة التركية للدعم الدبلوماسي والعملاني".
ورحّب وزير البنى التحتية الأوكرانية أولكسندر كوبراكوف بالإعلان، مشيرًا إلى أن الاتفاق مُدّد لفترة 120 يومًا.
وكتب على تويتر "مُدّدت مبادرة حبوب البحر الأسود لفترة 120 يومًا. نشكر (الأمين العام للأمم المتحدة) أنطونيو غوتيريش والأمم المتحدة والرئيس رجب طيب اردوغان ووزير (الدفاع التركي) خلوصي آكار بالإضافة إلى جميع شركائنا، لالتزامهم بالاتفاق".
وأضاف في منشور على فيسبوك "يكمن التحدي الرئيسي في تسريع عمليات تفتيش السفن في تركيا. سيسمح ذلك للعالم بالحصول على المزيد من المنتجات الزراعية الأوكرانية. كما نواصل العمل لإضافة موانئ في منطقة ميكولايف إلى مبادرة الحبوب وتوسيع نطاق البضائع".
لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت في تصريحات نقلتها وكالة أنباء انترفاكس السبت، "نرى تقارير من أطراف في +اتفاقية الحبوب+ تفيد بتمديد الاتفاق لمدة 120 يوماً. قلنا مراراً... إن الجانب الروسي أخطر جميع أطراف الاتفاقية بأنه يمددها لمدة 60 يوماً".
وشدد إردوغان على أن "هذه الاتفاقية لها أهمية بالغة لإمدادات الغذاء العالمية"، مضيفاً "أشكر روسيا وأوكرانيا اللتين لم تدخرا جهداً من أجل تمديد جديد، كما أشكر الأمين العام للأمم المتحدة".
مطالب روسية
في تموز/يوليو 2022، وقعت أوكرانيا وروسيا برعاية تركيا والأمم المتحدة مبادرة حبوب البحر الأسود التي خفّفت أزمة الغذاء العالمية الناتجة عن الحرب في أوكرانيا من خلال السماح بتصدير ما يقرب من 25 مليون طن من الذرة والقمح وحبوب أخرى.
ووفق بنودها، كان من المقرر أن تمدّد الاتفاقية تلقائيا لنفس الفترة ( 120 يوما) ما لم يخطر أحد الطرفين الآخر بنيته في إنهائها أو تعديلها".
وتم تمديدها في تشرين الثاني/نوفمبر لمدة 120 يوماً حتى السبت 18 آذار/مارس الساعة 23,59 بتوقيت اسطنبول (20,59 ت غ).
لكن في 13 آذار/مارس، أشارت روسيا إلى أنها قبلت فقط تمديدها 60 يومًا على خلفية عدم رضاها عن تطبيق اتفاقية ثانية تهدف لتسهيل صادرات الأسمدة الروسية.
نظرياً، لا تندرج صادرات الأسمدة الضرورية للزراعة العالمية في لوائح العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على روسيا منذ بداية الحرب، لكن تصديرها مجمد عملياً.
تريد موسكو إحراز تقدم ملموس على صعيد الدفوعات المصرفية ولوجستيات النقل والتأمين وتوريد الأمونيا عبر خط أنابيب "تولياتي-أوديسا".
وقالت الأمم المتحدة إنها ستبذل قصارى جهدها لإنقاذ آلية الحبوب التي ساعدت في الحد من الارتفاع الحاد في الأسعار منذ بدء غزو أوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022.
وكانت تركيا التي تستضيف مركز التنسيق المشترك لاتفاق تنظيم مراقبة السفن، أشارت الجمعة إلى أنها لا تزال تأمل في تمديد الاتفاق لمدة 120 يوما.