جرجيس (تونس): تظاهر مئات من سكان مدينة جرجيس بجنوب شرق تونس الأربعاء لمطالبة السلطات بالبحث عن مهاجرين مفقودين ونددوا أيضا بدفن تونسيين في مقابر مهاجرين.
وأشعل المحتجون في شارع رئيسي وسط مدينة جرجيس الساحلية اطارات مطاطية وألقوا الحجارة لسد الطريق أمام الشرطة مرددين "الشعب يريد أولادنا المفقودين"، وفقا لمراسل فرانس برس.
وفقد مركب مهاجرين منذ أكثر من أسبوعين وانتشل بحارة الاثنين ثماني جثث يعتقد انها لتونسيين في انتظار نتائج تحليل الحامض النووي، على ما أفاد الهلال الأحمر في وقت سابق.
وتطالب عائلات المفقودين السلطات بتكثيف عمليات البحث عن المفقودين كما تندد بدفن السلطات المحلية في وقت سابق جثثا تؤكد انها لتونسيين في مقبرة مخصصة للمهاجرين في المنطقة.
وتضم جرجيس مقبرة تدفن فيها جثث مهاجرين غالبيتهم من جنسيات افريقيا جنوب الصحراء.
وقالت الناشطة في منظمات المجتمع المدني مبروكة الضاوي لفرانس برس "السلطات لا حياة لمن تنادي، منعوا البحارة من البحث عن المفقودين".
وتابعت "دفنوا ابناءنا في مقبرة الغرباء، استحوا من انفسكم أيها المسؤولون".
وتجد السلطات التونسية صعوبات في عمليات اعتراض المهاجرين او انقاذهم بسبب نقص المعدات.
مع تحسّن الأحوال الجوية في تونس تتزايد وتيرة محاولات الهجرة غير النظامية انطلاقاً من السواحل التونسية والليبية نحو إيطاليا وتنتهي أحيانا بحوادث غرق.
ونددت "الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان" بما اعتبرته "عدم تسخير السلطات للامكانيات اللازمة للقيام بعمليات الانقاذ والبحث بالسرعة المطلوبة"، وطالبت بفتح تحقيق في عملية دفن لجثث مهاجرين تونسيين في مقبرة بدون اشهار هوياتها.
أعلنت وزارة الدفاع التونسية الثلاثاء أنها انقذت نحو مئتي مهاجر نهاية الأسبوع الفائت غالبيتهم من التونسيين خلال تسع عمليات تدخل على سواحل البلاد.
تشهد تونس أزمة سياسية واقتصادية حادة إذ يزداد الفقر في أوساط سكانها البالغ عددهم نحو 12 مليون نسمة.
وتكشف أحدث الأرقام الرسمية اعتراض أكثر من 22500 مهاجر قبالة السواحل التونسية منذ بداية العام الحالي، بينهم نحو 11 ألفًا من دول إفريقيا جنوب الصحراء.
ومطلع أيلول/سبتمبر الفائت، لقي 12 تونسيا حتفهم اثر غرق مركبهم قبالة السواحل الشرقية للبلاد.