ترفع السعودية واليونان سقف التعاون نحو علاقات أوسع لمستقبل الاقتصاد والاستثمار بين الدولتين من خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى أثينا، التي ستعزّز أطر العلاقات الثنائية وتوطد التعاون بمختلف المجالات.
استثمارات مشتركة
ويتجه البلدان نحو حقبة من الاستثمارات المشتركة في السوقين الأوروبية والشرق أوسطية، أبرزها خطط يونانية للتزوّد بالهيدروجين السعودي الذي تترقب اليونان وارداته، بعد أن يجد طريقه للسوق الأوروبية.
وهو ما كشف عنه رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، الذي سبق له أن تمنى خلال "منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار 2021 بالرياض"، إيجاد السبل والطرق لإمدادات الهيدروجين السعودي للسوق الأوروبية، موضحاً أن اليونان تتمتع بإمكانات شحن هائلة، متطلعاً أن تلعب بلاده دوراً محورياً في الهيدروجين السعودي الذي يتطلب تصديره ابتكارات واستثمارات ضخمة.
وعليه، ستفتح هذه الزيارة أفق التعاون الاقتصادي في مجالات نوعية بفضل تسهيل التفاعل المستمر بين قطاعي الأعمال السعودي واليوناني، وتمكين الشراكات التجارية والاستثمارية المتاحة في إطار رؤية المملكة 2030 للارتقاء بحجم التبادلات التجارية والاستثمارية بين البلدين.
صندوق استثماري مشترك
ويبحث البلدان إمكانية إنشاء صندوق استثماري مشترك ودخول القطاع الخاص اليوناني بشراكة مباشرة مع القطاع الخاص السعودي في مجالات محطات تحلية المياه، ومياه الشرب، وخطوط نقل المياه، ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، وإمكانات الاستثمار في الصناعات الزراعية والغذائية والسمكية والحيوانية.
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يلتقي رئيس وزراء اليونان، ويشهدان توقيع وتبادل لعددٍ من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بحضور وفدي البلدين.
منتديات استثمار دورية
ولقد تم لهذه الغاية، تأسيس لجنة سعودية يونانية مشتركة، ومجلس الأعمال السعودي اليوناني الذي يعمل لترتيب عقد منتديات استثمار سعودية - يونانية دورية تجمع عدداً من كبار رجال الأعمال ورؤساء القطاع الخاص من البلدين، ومجلس اتحاد الغرف السعودية، واتحاد الشركات اليونانية.
وذلك سعياً لتبادل الخبرات في مجال التدريب والتعليم البحري، وتعزيز التعاون بين الإدارات البحرية في مجال بناء وصناعة السفن وتنظيم عمليات نقل الركاب بين البحار.
وكان رئيس الوزراء اليوناني قد استبق زيارة ولي العهد بتصريح قال فيه: نتطلع إلى زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز لليونان، ونعلق أهمية كبيرة على علاقتنا مع المملكة العربية السعودية، ومستقبل الاستثمارات السعودية في بلادنا".
الفالح
وتستثمر 14شركة يونانية في السوق السعودية في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة والسياحة.
وفي منتدى الاستثمار السعودي اليوناني، الذي عُقِدَ في مارس\آذار الماضي، قال وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، إن الاستراتيجية الوطنية للاستثمار ستمكن المستثمر المحلي والأجنبي من استغلال الفرص المتاحة، من خلال الأنشطة القطاعية، مشيراً إلى أن حجم الاستثمار المرشح حتى 2030، أي خلال الثماني سنوات المقبلة، سيكون 12.5 تريليون ريال (3.3 تريليون دولار)، ومفتوحة بالكامل للمستثمرين الأجانب.
وكانت أعمال منتدى مستقبل الاستثمار السعودي اليوناني، قد تضمنت جلسات ناقشت مستقبل الطاقة، وممكنات قطاعات الطاقة المتجددة، والنقل والخدمات اللوجيستية، ومستقبل قطاعات السياحة، والبناء، والابتكار، حيث اشتمل المنتدى على جلسات نقاشية بين مؤسسات القطاع الخاص من الجانبين لبحث فرص التعاون والشراكة والاطلاع على الفرص الاستثمارية الواعدة المتاحة في البلدين، وفقاً لوزارة الاستثمار السعودية.