: آخر تحديث

المغربي أبو البركات يوسف البربري الذي أدخل الإسلام إلى جزر المالديف

56
77
68

في مقال لها بإمضاء فاطمة شهيد، تعرض مجلة Le courrier de l’Atlas سيرة الرحالة الصوفي المغربي أبو البركات يوسف البربري الذي  أدخل الإسلام إلى جزر المالديف، مُحدثا بذلك تغييرا هائلا في تاريخ الجزر، وفي تقاليد وعادات سكانها الذين كانوا بوذيين.

حدث ذلك في القرن الثاني عشر ميلادية. وكان أبو البركات يوسف البربري تاجرًا ومتصوفًا غادر أغادير ليصل إلى جزر المالديف سنة1152. ومقيما عند عائلة، سمع حكاية غريبة ترعب جميع سكان الجزيرة بمختلف مراتبهم الاجتماعية. ففي كل شهر، كان ملك الجزر مُرغما على أن يهدي فتاة عذراء إلى وحش بحريّ مخيف يدعى "راناماري". فإن لم يفعل ذلك، يقوم ذلك الوحش بتدمير كل مدن وقرى الجزر. وخلال الحفل، تتقدم الفتاة المختارة من بيت على ضفة البحر مُرتدية ثياب عروس ليلة دخولها لتقضي الليلة هناك. وفي الصباح يأتي أهلها ليحملوا جثتها، ثم يقومون بحرقها. غير أن أبا البركات يوسف البربري سوف ينقذ عذراوات جزر المالديف من تلك الطقوس المرعبة.

وصادف أن كانت الفتاة التي اختار الملك التضحية بها، ابنة العائلة التي استضافت أبا البركات يوسف البربري. لذا قرر أن يذهب إلى البيت الذي على ضفة البحر نيابة عنها، مُتخلّصا من لحيته الكثة، ومتنكرا في ثوب عروس، لمواجهة الوحش.

وفي ذلك البيت الذي هو عبارة عن معبد، أمضى الليل في قراءة القرآن إلى أن طلع الفجر. وتقول الأسطورة إن الوحش البحري حال خروجه من الأمواج، أطلق صرخة عظمى من شدة الألم. حالما سمع  صوت أبي البركات يوسف البربري وهو يرتل آيات من الذكر الحكيم. ثم اختفى في البحر فلم يظهر بعد ذلك أبدا.

وعندما سمع أهالي الجزر بأن ذلك الرجل الغريب، القادم من بلاد بعيدة، انتصر على الوحش الذي كان يروعهم، ويفتك ببناتهم،  توجهوا إلى ملكهم  ليخبروه بذلك تغمرهم مشاعر السعادة والفرح، فاستقبلهم بحفاوة بالغة لم يتعودوا عليها أبدا. وبعد أن استمع إليهم، قرر الدخول إلى الإسلام، داعيًا إياهم إلى أن يقتدوا به، مختارًا اسما جديدا هو السلطان محمد بن عبد الحق.

ومنذ ذلك الوقت أصبح الإسلام الديانة الرسمية لجزر المالديف. ولا يُعرف التاريخ الذي فيه توفي أبو البركات يوسف إلاّ أنه مدفون في المسجد الكبير بعاصمة جزر المالديف. واحتفاءً بذكراه، تم بعث مؤسسة دينية وثقافية للاحتفاظ بتراثه الذي لعب دورًا كبيرًا في تغيير مسار تاريخ جزر المالديف...


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات