: آخر تحديث

فليحة حسن: الى الغابة

53
48
43

تلاحقني الغرفة بنظراتها مثل زوجة أب تصطنع المحبة 

تولد الوحدة من مسام الجدران

تنساب 

تتكتلَ فوق هدوء الشبابيك 

كحديثٍ رائب 

تقاسمني هدوء الصباح

اشكرُ غيابكَ بشدة 

فقد اهداني فرصة اثخنُ فيها جلد قصائدي

 وأنسى الغاية المثلى لوجود قلبي 

مثلما نسيتْ الدجاجةُ إن لها جناحين 

لا شمس هنا 

ولا عيناكَ لأقتبس منهما حفنة دفء

والغرفة تلاحقني بنظراتها المريبة 

مثل زوجة أب تصطنع محبة زائفة 

الوحدة الآن تغطي الجدران 

تُزاحمني الجلوس على الكرسي 

تدسُّ لزوجة اظافرها بقهوتي 

تغطي الوقت مثل بقايا مشاجرة عنيفة 

النهار مجعدٌ 

والهواء مشبع بفقدان الأمل 

 وكل الذي ادخرتهُ من همسٍكَ لمثل هذه اللحظات 

انفقتهُ في غيابكَ السابق!

 لا خيار لي 

فالغرفة تلاحقني بنظراتها القاتلة 

مثل زوجة أب شوّهتها الغيرة 

والوحدة تواصل تدّفقها من كل  ما حولي 

أنهضُ  مثل وشاية ثقيلة 

أرتدي معطفي 

واخرجُ لتعكيرِ مزاج البرد!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات