: آخر تحديث

{وللرجال عليهنَّ درجة}*

34
29
33
مواضيع ذات صلة

لا أدري كيفَ لا ترى النساءُ أن صياحَ الرجلِ عليها إرهاب!؟

إنَّه عنفٌ يوازي اللطَّمَ على الوجه، وكلّ كلماتِ الشّتمِ والسِّباب!

حينَ لا يُعجبُه ملح الطَّعام، أو أنَّ الحوار يُحاصره، يبدأ بالصُّراخ.

أن يصعدَ تلكَ الدرجةَ الممنوحة له من الخالق للإنفاق،

 لا يعني أنها رخصة كي يصبح فرعون عصره وأنَّ عرشَه فوق الهضاب!

 ولا يعني أنّه السجّان وفي زنده معلقةٌ سلسةُ مفاتيح كلِّ الأبواب

لكِ صندوق كنوزٍ مفتاحه بيدِكِ تُخبئينَ فيه تفاصيل أحلامٍ، وأنَّكِ أميرةُ الضَّباب

وأي محاولةٍ منه للنبشِ في ذلك الدفين* عنوةً، هو بمثابةِ الاغتصاب

الذي أصبحَ كالوباء يتفشى بين الناس من رئيس القبيلة إلى صاحب الحنجرة الصدَّاح

إنها صرخات نساءٍ وقعنَ أسيرات العنف من المكسيك إلى البِنجاب.

**

الكلُّ متساوٍ في الصعودِ على تلكَ الدرجةِ بالمعروف، بحسبَ تفضيلِ الخِطاب 

نعم’ هو يعملُ ويعاركُ الدنيا ’هناكَ’ وكأنه، يرعى في شريعةِ الغاب

ولكنكِ تُحضرينَ له الدنيا في حضنٍ دافئٍ حيث ينعمُ بالأمن ويرتاح

نعمٌ’ هو لكِ السَّندُ، إن كان ذاكَ ’القوي الأمين’ والصاحبُ ومنه ’الاستنساخ’

ولكن ذراعيكِ والقلب له السكنُ، والسكينةُ فأنتِ ’الودودُ الوَلودُ’ وأمُّ الأفراخ 

يظنُ أنّه المحقُّ دائماً! وإن لم يكن ذلك، فالالتفافُ إذن, وتدويرُ الأوساخ

ولكنكِ لستِ النعجةَ التي تخافُ ملكَ الغابةِ، وحُسن صِدق الجواب!                                                                                  

من أعطاهُ حقَّ تبرير غضَبه بأن يَسفحَ منكِ الوريد ويفصِلَ الخِضابْ!؟

كأن يُحمِّلك مغبة صيامِه ونزقه، وأن تحلَّ عليك لعنتهُ والعقاب!؟

تتفهمينَ حيناً وأحياناً أخرى وأحيان، بأنه مرهقٌ، والرَّحمةُ عينُ الصواب

أما حينَ يُصبحُ كالدِّيكِ الصيّاح كلَّ صباح، فقد أصبحَ فاقدَ الأهلية والأعصاب

فتتحايلينَ على نفسكِ بأن لا بأس، فكلُّ ما تخشينَه أنتِ هو: الأهل والأصحاب.

انفلاته هذا، غيرةٌ منكِ لا عليكِ، حين تُلامسينَ الأكتاف، وحسبَ جليلِ الكتاب

أو ربما هو لا يقوى تحِملِ أي ضعفٍ أو نقصٍ يُصيبُه، أو أنَّه لم يعدْ محطةَ الإعجاب

فلا بدَّ له إذن من الهروب والتخفي وراء حباله الصوتية، ولا بدَّ له من تقمُصِ دور السفاح

**

تتصرفينَ وكأنه لم يدفع ثمنكِ بذلكَ المَهرُ مرةً، فالنقمةُ عليكِ لأن رأيكِ مغايرٌ للسيدِ البواب

 التفوقُ بينكما تداخلٌ وتناغمُ المشابِك وليس عضلاتٍ تنبضُ بالغضبِ والصياح

 لا تتمَاهي وتتَحَللي في أحدْ، وحافِظي عليكِ نضِرَةً وحاضِرة، وإنْ حانَ وقت الانسلاخْ

فلا تدفعي العمرَ وتطيلي انتظاراً عقيماً لتذبُلي، واختاري أنتِ وقتَ الانسحابْ

لأنه سوف يواصلُ الصعودَ فوق تلكَ الدرجات إلى أن يصلَ فوق ’السحاب’

وحينها ستدركينَ أنكِ ابتلعتِ صوتَكِ وحسرةَ الزمانِ، وكلَّ الأسياخ

افتحي عيونَكِ والعقلَ وتمتعي بكل ما وهبكِ إياها من نعمٍ ربُّ الأرباب..

 

__________________________________

*{وللرجال عليهن درجة} من الآية 228/ البقرة


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات