- 1 -
ذاتَ فجرْ
خرجَ الشّاعرُ للبحرِ كئيباً
سائلاً عن زورقٍ قَدْ شاهَدَهْ
يومَ أمسْ
باحثاً عن حُلُمٍ قَدْ فَقَدَهْ
ذاتَ يومْ
لَمْ يجدْ في البحرِ قاربْ
كان لونُ البحرِ أسودْ،
و السّماءْ
لم تعُدْ زرقاءَ، صارتْ
غابةً لونيّةً مضطربةْ
كان لا يُبصِرُ شيئاً من رؤاه الغاربةْ
لا يرى غيرَ النجومِ الهاربةْ
- 2 -
ذاتَ ليلْ
جمعَ النورُ بقاياهُ
و أغفى
مُتعَباً بين يديها
هامساً في أُذُنَيها:
عندما حلّ الظلامْ
صرتِ مرآةً لروحي.
بَزَغَ الفجرُ فقالْ:
سوفَ أمضي و أعودْ
عندما يأتي المساءْ
هربَ الوقتُ سريعاً
مرّتِ الأيّامُ و الأشهرُ
مرّت سنواتْ
و هو ما عاد إليها
- 3 -
ذاتَ وقتْ
صرخَ الصمتُ: اِطلِقوا أصواتَكُمْ
هتَفَ البعضُ، وغنّى البعضُ، والبعضُ اِنْفَرَدْ
فاختفى الصمتُ سريعاً
صرخوا: أين شَرَدْ؟
لَمْ يُجاوبْهُمْ أحَدْ
اِختلطَ الحابلُ بالنابلِ، صار الصوتُ أصواتاً،
بلا حصْرٍ و عدّْ
رجعَ الصمتُ حزيناً، و هو يبكي، و يصيحْ:
اِحترموا أصواتَكُمْ
لَمْ يُصيخوا السّمعَ صاروا
مِبْضعاً ينكأ آلامَ جريحْ
طارتِ الأصواتُ في الريحِ، وطاروا