بعثرَتْ أوراقيَ الرّيحُ، فلَمْ يبقَ لديّْ
ورقٌ أكتُبُ أشعاري عليهْ
خلَّفَتْ لِي الرّيحُ أقلاميَ ثكلى
جفَّتِ الأحبارُ فيها
فبكت بينَ يديّ
لستُ أدري
كيفَ أكْتُـبْ
دونَ أوراقٍ وحبرِ؟
قالتِ الأحرفُ دعنا نتنفّسْ
و اَقرأ الأشعارَ كيْ نَسْمَعها
خُطَّها
فوق مياهِ النهرِ، كيْ ننهلَ منها
صفوَها
بعدَ أنْ حقّقَتَ ما تاقتْ له الأحرفُ،
هبّت زوبعةْ
ابتلعتْ أصواتَ شِعري
أغرقتْ في الماءِ
كلَّ الكَلِماتْ
غمرتْ روحي بأمواجِ القلقْ
ظلّت الأقلامُ ظمأى
أتضحَ المضمرُ لي، شيئاً فشيئا
حينَ يبقى قلمي دونَ ورقْ
يُصبِحُ الحُلْمُ متاهاتِ أَرَقْ