• تشويه تجربة عبدالرحمن منيف تندرج تحت مظلة كارهي بلاد النفط .
• المثقف العربي مشكلته ليست فقط مع السلطة .. بل مع المجتمع والسلطة الدينية كذلك .
• هذه قصة زوجتي في مسيرة قيادة المرأة عام 90 م .
• المجتمعات العربية تحلم بالحرية فقط لكن الممارسة شيء اخر يختلف عن الحلم .
• حان الوقت لإنتخاب أعضاء مجلس الشورى
• تكافؤ النسب قضية لاتستحق النقاش في هذا الوقت .
• الدولة العثمانية قطعا ً لم تكن خلافة بل كانت استعمار تركي عثماني.
• فصل زيجات عن طريق المحكمة بسبب عدم تكافؤ النسب فضيحة أخلاقية
أحمد الحناكي.. كاتب سعودي يومي في صحيفة الحياة، جريء في كتاباته ويهتم بمشاكل الشارع السعودي والعربي، له ميول ناصرية.. ويقول ومن الذي لايحب عبدالناصر، يؤسفه الصراع مابين المثقفين والاصطياد في الماء العكر والإستعداء في بينهم، يرى ان مسمى الخلاف الإسلامية العثمانية هي كذبة فالذي كان هو استعمار حقيقي للبلاد ونهب لثرواتها، يدافع عن الأديب عبدالرحمن منيف ويصف من يهاجمه بأنه يعز عليه أن يكون هذا الأديب العظيم ابنا ً للصحراء. ايلاف التقت بالحناكي وكان معه هذا الحوار الصريح جدا ً.
- في مقالك" مرة اخرى عبدالرحمن منيف " دافعت عن الروائي عبدالرحمن منيف واتهامه بالسرقة من الباحث فالح عبدالجبار برايك سبب مثل هذه الاحاديث عن الروائي عبدالرحمن منيف؟
عبدالرحمن منيف روائي كبير وبعيدا عن كونه لم يعيش في المملكة فهو سعودي، وبرأيي ان الجنسية لا تنتزع بمجرد اختيار جنسية اخرى فعائلة منيف موجودة بالسعودية وبالتالي لا تنزع هذا الرابط الذي يجمع بينه وبين السعوديين عموما.
لا انكر اننا في اعماقنا نفخر بمنيف واعماله الادبية ونحرص على التذكير باصوله، وفي نفس الوقت تبرز اصوات اخرى لا تريده او لا تريد انتسابه لنا اما ان تكون من عندنا وهم اما تيار ديني ينفر من علمانيته او خارجية ممن يعز عليهم ان يكون عبدالرحمن منيف من هذه الصحراء. ويراودني شكوك بان محاولة تشويه تجربة منيف الابداعية تندرج تحت مظلة كارهي بلاد النفط.
بالنسبة لمقال فالح عبدالجبار فقد كتب كثيرون وانا منهم منافحين عن هذا الاتهام الشنيع الذي لم يورد فيه عبدالجبار اي قرينة تسنده عدا ما قاله هو او الشخص صاحب المذكرات التي اتهم منيف بانه استخدمها دون نسبتها اليه. كان مقال عبدالجبار ( حتى لو كان مثقفا كبيرا ) مهلهلا وباهتا فمهما كانت براعتك لا تستطيع ان تتبنى قضية خاسرة فمن سيتهم روائيا كبيرا كتب قبل الرواية المعنية وكتب بعدها بانه اقتبس دون الرجوع للمصدر ؟ فضلا عن الاتهام حدث بعد 25 سنة من الرواية في حين ان المتهم قد رحل عن دنيانا قبل 13 عاما.
- تقول أن " القمع ساوى بين المسحوقين والضحايا ايا كانت اختلافاتهم الايدلوجية بخاصة المثقفين ممن يرفضون العنف في الأساس"، برايك بعد هل ما زال القمع موجود بعبع على المثقف العربي عموما؟
القمع وما ادراك ما القمع، هو كما ذكرت من قبل ساوى بين الجميع أيا ً كانت اختلافاتهم الايدلوجية او الفكرية والمثقفين جزء منهم. بل ان المثقف على مدار التاريخ يتعرض لاضطهاد خاص به، الكثير منا قرأ عن جوبلز الوزير في عهد هتلر والذي له كلمة مشهورة هي كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي.
هذا الرعب من المثقف وفي عهد دكتاتور كادولف هتلر انعكس على المثقف سلبيا او بالاصح جعل منه سلاح ذو حدين سواء كمخلص للسلطة او مطبل لها، وبالطبع ليس كل مخلص مطبل وليس كل مطبل مخلص من ناحية او معارض لكل توجهاتها وان كان بتطرف احيانا من ناحية اخرى وعلى هذا الاساس نشا القمع المذكور ليوجه احيانا للمثفقف تحديدا اكثر من اي شخص اخر. على ان المثقف العربي ليست مشكلته مع السلطة السياسية فقط بل مع السلطة الدينية والسلطة الاجتماعية وسم على اثرها ما شئت
من يصدق ان مفكرا مصريا كبيرا مثل نصر حامد ابوزيد تضطهده القوى الظلامية وتضطره للجوؤ الى هولندا لانهم حكموا عليه بتطليقه من زوجته رغما عنهما بسبب اتهامهم له بالالحاد ؟ طبعا كانت السلطة السياسية محايدة انذاك (عهد حسني مبارك ) ليس قناعة بهذا الحكم ولكن لان ابوزيد لم يكن محسوبا على بلاط قصر عابدين ككثير غيره، رغما عن انه بالمقابل لم يكن رجلا سياسيا او معارضا
قبل ابوزيد اعدم جعفر النميري المفكر السوداني محمود طه بتهمة الردة عام 1985 ولا يحتاج المرء كثيرا ليعرف ان الحكم كان سياسيا فالنميري تمنطق بالدين تحالفا مع تجار الدين حرصا على البقاء في السلطة. وكان للمثقف عموما تنافرا وتباعدا مع السلطات وكون احياتن ثنائيات شهيرة مثل هيكل مع عبدالناصر او كما ذكرنا جوبلز مع هتلر وكذلك ماركيز مع كاسترو رغما عن اختلاف جنسياتهم.
-ككاتب ومثقف رايك بدور المثقف في المجتمع وماهي المسافه مابينه وبين السلطة؟
المثقف في المجتمع والسلطة هو امتدادتا لسؤالك السابق الذي اوضحنا فيه اهميته القصوى، الحاكم حتى لو كان دكتاتورا مستبدا يريد ان ينجح في مهمته وبرايي ان دور المثقف يبرز هاهنا لربما كان وسيطا جيدا بين اعلى الهرم واسفله خاصة ان الحاكم لا يخشى من المثقف على سلطته بل يخشى تاثيره ويريد كسبه الى جانبه واعتقد انه من المهم حدا ان يكون هناك كثير من المثقفين في دائرة الحاكم فالمثقف عادة يميل للحلول الانسانية والسلم اكثر من غيره.
-في الازمة الخليجية مؤخرا ً كانت هناك العديد من الاراء التي تحدثت عن الازمة البعض هاجم الاسلوب الإعلامي والبعض هاجم وانتقد سكوت بعض الكتاب والمثقفين رايك بالحدث عموما
بصراحة يعصرني الالم كلما حدثت مشكلة او ازمة او خلاف بين بلدين عربيين فما بالك بين المملكة وقطر وهم دول خليجية يجمعهما روابط كثيرة ؟ وكان مؤسفا ان يصل الامر الى تدخلات خارجية لا تهمها مصلحة الخليج بقدر ما تريد الاستفادة من هذا الخلاف وايقاد سعيره. المؤكد ان اسلوب البعض من الاعلاميين من الطرفين لم يكن لائقا خاصة ان القيادة في البلدين لم تعلق على ما حدث عدا عن الخلاف ومحاولة الحلول وفي الاخير لا اتفهم اصرار البعض من الكتاب او الاعلاميين التهجم على كتاب اخرين لم يكتبون فهذا ليس عمل الكاتب وهنا نعود لموضوع الحرية والقناعة.
-في مقالك "من يملك الحرية" تحدثت انه لا احد يملك الحرية الكاملة. السؤال هل الحرية غاية او وسيلة وهل تصلح مجتمعاتنا لذلك
اتصور انها وسيلة اكثر من كونها غاية فالهدف الحقيقي هو العدالة والمساواة. اجمالا، الحرية ليست مقايضة، يعني لا استطيع حرمان زوجتي او اختي او ابنتي من حريتها في تصرفاتها او سلوكياتها لان شخصا اخر بالمقابل يرفض منح قريباته هذه الحرية. نحن في المملكة نربط الحرية بمفهومها الاجتماعي بينما الحرية اشمل واعم فهناك حرية سياسية او دينية او اقتصادية او فكرية او شخصية
هل المجتمع قابل او متقبل للحرية ؟ دعني انتقل بك الى قصة اخرى عندما تشاهد الافلام الامريكية عن الهنود او افلام اوروبية عن عهود ماضية تصعق للمارسات والانتهاكات، لكن اسلافهم اليوم حضاريين وينافحون عن حقوقهم وحرياتهم فما الذي يميزهم عنا يا ترى ؟
في الغرب كانت خطوط الحداثة والتطور بكل انواعه متوازية فهناك ثورة اجتماعية كما نهضة عمرانية ترادقها طفرة تعليمية واختراعات حديثة بينما نحن نتقدم بمجالات ونخشى الخوض في مجالات خرى
المجتمعات العربية وليست الخليجية فقط تحلم بالحرية فقط لكن الممارسة شيء اخر والاسباب كثيرة منها العائق الديني الذي صنعه المتطرفين، وبشكل نسبي تعيش الشعوب العربية فترة قاحلة من حرياتها اذا قارنتها بالعهود السابقة. وكثير من المسائل الخلافية تم عليها مناظرات في العصور الوسطى وما قبله هي الان من التابو المحرم.
-كان لك مقال عن فخري باشا القائد العثماني برايك الدولة العثمانية هل كانت خلافة اسلامية او استعمار عثماني؟
بكل قناعة كان استعمار وغزو عثماني، فنحن في الجزيرة العربية ( قبل توحيد المملكة ) لم نكن مرتدين عن الاسلام او احدى دول الجوار لاستانبول، ناهيك ان المسلمين في غزوهم للاندلس تركوا اثارا طيبة وخاصة بالبداية وطبعا لا اقارن فالظروف اختلفت والمسلمين الاوائل كانوا يريدون نشر الاسلام في كل بقاع الارض بينما العثمانيين استعماريين مثلهم مثل اي مستعمر انجليزي او فرنسي او ايطالي او برتغالي او روسي او امريكي او كما يحدث حاليا من احتلال لدولة فلسطين.
تركيا ومنذ القدم يغشاها طموح كبير ومطامع كبيرة وفضلا عن قضمها لاسكندرونة السورية احتلت جزء من قبرص وهاهي الان تتدخل بسوريا وتفرض سياسة الامر الواقع بحكم انها تريد تامين حدودها
فخري باشا بطل عند الاتراك ولا الوم اردوغان عندما يغضب لكن هذا اشبه بالاسلاميين عندما يغضبون من الهجوم على سيد قطب او اسامة ابن لادن، يعني بكل بساطة من يدنس شبرا من ترابنا قسرا لا اعتبره الا مستعمرا، ماذا عمل العثمانيون بحصار الدرعية وحصار الرس ؟ وماذا صنعوا بعبدالله بن سعود وسحلهم لجثته في شوارع اسطنبول ؟
-في مقالك" تسويف جديد في الشورى" تحدثت عن اعمال مجلس الشورى الكل يعرف ان مجلس الشورى جهة ليست تنفيذية رايك بدور مجلس الشورى عموما في القرارات وفي المجتمع؟
نعم كتبت عن التسويف في مجلس الشورى، وليست هي المرة الاولى ولن تكون الاخيرة وبرأيي ان هذا المجلس احد المكاسب التي لا يجب انكارها ولو تتبعت اعماله منذ البداية للاحظت ان هناك تغييرا نوعيا في كيفية الادارة والقرارات وطرح المواضيع والخروج قليلا عن النص.
من يعتقد ان مجلس الشورى عبارة عن مبنى كبير يجتمع فيه اعضاءه لتجاذب اطراف الحديث مصورا اياه انه صورة باهتة للشورى او الديموقراطية يظلم المجلس كثيرا. يجب ان نقر ان هناك صلاحيات محدودة له فضلا عن ان الاختلافات الكثيرة بين اعضاءه ظاهرة طبيعية تحدث حتى في الدول العريقة ديموقراطيا. الفارق ان البرلمانات في الدول الاخرى يصل اعضاؤها عن طريق انتخابات ولديها صلاحيات كبيرة وبالتالي تخضع لاحقا لمسائلة من الناخبين الذين قد يغيرون ارائهم في انتخاب العضو بناء على ادائه.
بالنسبة لنا الاعضاء وصلوا بالتعيين وبالتالي معظمهم يطمح لاعادة تمديد لفترة اخرى فتخيل كيف يفكر هؤلاء الطامحين ؟ من وجهة نظره يرى ان الحكومة هي من عينه وليس اصوات الجماهير اذا فلا خوف عليه الا من الذي عينه، لكنه من جهة اخرى يدرك ان من عينه يريد اداء يشجعه على ذلك التمديد
السؤال هو كيف يتم تقييم الاعضاء من قبل الدولة ؟ الا يعتقد العضو انه وفي ظل هذه ثورة الاتصالات والاعلام الجديد فانه سيتعرض لاختبار من خلالهم ؟ ربما نعم وربما لا فبعض الاعضاء الذين غادروا الشورى كانوا يستحقون التمديد وبعض من استمر لا نفهم سبب الاصرار عليه.
في الاخير ما اقوله مجرد تخمينات وتوقعات قابلة للخطأ اكثر من الصح، غير انني اتمنى كما كثيرون ان يكون المجلس منتخبا بشروط معينة وكذلك ما هو اهم من ذلك منحه صلاحيات اكبر ومنها ان يكون تنفيذيا ايضا.
هناك عدة توصيات تم اقتراحها من اعضاء بالجلس وتم رفضها سواء من داخل المجلس او بعد رفعها وبعد فترة زمنية تصدر قرارت الدولة بتبني والموافقة على هذه التوصيات وهذا يجعل المجلس احيانا يبدو وكانه ضد متطلبات المجتمع.
-لك مقالات عديدة تتكلم عن الجانب المصري والوضع السياسي في مصر كمتابع ما توقعاتك للشان المصري خصوصا ونحن على ابواب انتخاب السيسي فترة رئاسية ثانية ؟
صحيح فمن الذي لا يهتم بالشأن المصري ؟ مصر بالنسبة لكل الدول العربية قاطبة تمثل ثقلا تاريخيا وقوميا ومنذ ان وعينا على دنيانا ونحن نشهد اشقائنا المصرين في مجالات الصحة والتعليم والهندسة بخبراتهم فضلا عن مهن العمالة الاخرى وبالتالي كان هناك رابط كبير لا يمكن تجاهله مهما حدث بين البلدين
كنت طفلا في اواخر الابتدائية عند حدوث حرب اكتوبر عام 1973م وكم كانت السعادة تغمرني بالانتصارات رغما عن صغر سني النسبي وربما كان ذلك نتيجة لاخي واصدفائه الذين كانوا يحتفلون ببهجة كما لو انهم يشهدون مباراة لكأس العالم ومنتخبهم منتصرا
بالنسبة لموضوع الانتخابات والشان المصري لا اخفيك فانا لا اعول على ما يدعى ديموقراطبة في اي بلد عربي وبالتالي كل ما يحدث امور شكلية لكن وبصراحة لا اظن ان الوضع سيكون افضل لو ان الرئيس محمد مرسي قد استمر فقد ثبت قطعا فشل اي ايدلوجية دينية مهما كانت لانهم يفكرون في عقلية ما قبل قرون وهذا ينطبق على ايران لمن يعتقد ان التطرف يخص الجانب السني فقط.
اتوقع بشكل عام ان تحدث تطورات افضل في الشان الداخلي المصري فمنذ ان اشتعلت شرارة يناير ربيع 2011 انقلبت الامور وخرج القمقم من زجاجته وهذا الغضب الذي يقوده الشباب لا يستطيع احد ايقافه الا بالاصلاحات
نعم الرئيس محمد السيسي يتميز بكونه تبنى الراية المقاومة للمد الاسلاموي في مصر لكن الامر لن يستغرق طويلا ففي البداية كانت المقارنة بين السيسي والمتطرفين لكن لاحقا لربما يتغير الامر برمته
على انني المس حقيقة ان هناك نمو اقتصادي حسب ما نقرأه واذا تاكدت الانباء فالمراهنة على النظام الحالي ستجدي ثمارها فلا اهم لدى اي بلد في العالم من تعافي الاقتصاد.
-هناك من يرى ان عبدالناصر وثورة العسكر هي من جعلت مصر تتراجع كثيرا في جميع المستويات رأيك خاصة وأنت معروفك بحبك للرئيس جمال عبدالناصر؟
رحل الرئيس جمال عبدالناصر وانا طفلا صغيرا، غير ان هناك صفحات في التاريخ لا يمكن طمسها من قبل خلفه او من كارهيه. من الطبيعي ان احب جمال عبدالناصر كما احب كاسترو او مانديلا او عمر المختار او غاندي او هوتشي منه او عبدالكريم الخطابي او عبدالقادر الجزائري وطبعا الملك عبدالعزيز فكل من قاد ثورة ناجحة او احدث تغييرا سياسيا لابناء شعبه او وحد بلاد شاسعة الاطراف يجب ان تحبه
محاربوا عبدالناصر كانوا فئتين الاخوان المسلمين وعشاق التطبيع وبعيدا عن تفاوت كرههم لناصر من منتهى الا موضوعية الى منطق معقول في رفضه الا انهم برايي مخطئين بحقه تماما لماذ؟
بالنسبة للاخوان لم يغفروا له انه اول من تنبه الى خطورتهم فقلم اطافرهم معدما الارهابيين منهم كسيد قطب ومن معه وساعده في ذلك تلك الشعبية الجارفة من المصريين، ناهيك ان محاولة تلفيق الاشاعات والاساءات لعبدالناصر لم تنجح لانه كما يعرف الجميع شخص متدين ونزيه باعتراف امريكا التي لم تستطيع ان تشتريه باموالها.
الاخوان يقولون ان موقفهم من عبدالناصر كونه طاغية وانه دمر مصر وما اليه من اتهامات لكن هذه الاتهامات لا تتفق مع مهادنتهم للسادات ومبارك وتعاملهم اثناء تمثيليلة جعفر التنميري عندما طبق الشريعة الاسلامية فجاة او قادسية صدام عندما اصبح صدام متدينا او ضياء الحق الرئيس الباكستاني الذي انقلب على دوالفقار علي بوتو واعدمه رغما ان بوتو كان محبوبا وقدم الكثير لبلاده.
عبدالناصر وببساطة عرف هدف الاخوان الرئيسي وهو ذلك الكرسي المتوهج وهم بذلك يقنعون انفسهم ان لا جديد في الامر فهكذا وصل معاوية وهكذا ثبت حكمه عبدالملك بن مروان وهكذا افنى العباسيون الاموييين
المطبعين يقولون ان الفلسطينيين والقوميين وعلى راسهم عبدالناصر انما يزايدون على القضية اذا ما الحل ايها السادة ؟ جلهم يرى ان تبيع الجمل بما حمل وتسلم نفسك لمقصلة الصهاينة في فلسطين والاب الروحي الامريكي وهذا لا يتاتى لان القضية هنا تضمحل تماما وتنتهي الى الابد.
نعم هناك من يرى ان ناصر دكتاتورا وهذا لا جدال فيه لكن من هو الديموقراطي ايها السادة ؟ احيلكم على مقال الباحث المصري عمرو صابح عنوانه ( تركة جمال عبد الناصر بالأرقام و الوثائق والأدلة أين ذهبت ؟ و كيف تبددت ؟ ) ليقرأه احفاد جيل عبدالناصر الذين كان له دورا كبيرا في تعليمهم بمجانية التعليم لكل المراحل الدراسية ويعرفون ماذا قدم لمصر.
-لك مقال بعنوان ليالي الحلمية تحدثت فيه عن المسلسل وتحدثت فيه عن الاهتمام بتفاصيل المسلسل وانه من اسباب التقارب ما بينك وبين زوجتك برايك في ظل بيئة شبه مانعة للتعارف ما بين الشاب والبنت كيف يمكن حل هذه الإشكالية في المجتمع السعودي؟
اعتبر نفسي محظوظا عندما تعرفت الى زوجتي في ظروف لا تحدث بسهولة في في ظل بيئة شبه مانعة كما وصفتها ( وبالذات ذلك الوقت ) فوجدان كانت الكبرى لدى والديها والتجربة جديدة عليهم لكن الاب الغالي الذي رحل مبكرا ويا للاسى والام الغالية كانوا في منتهى الشفافية والصراحة والوضوح وتعاملوا معي كابن لهم وما زلت وساعدونا في اجتياز اي نقطة خلاف وان كانت نادرة ولم يكن يفرق بين بناته واولاده عدا انه رباهم على الاستقلالية وكان صديقا وابا لهم ولي فيما بعد، ولا زالت روحه وانفاسه وذكرياته وضحكاته وطيبته طاغية على منزله ومنازل بناته واولاده رغم رحيله عنا قبل حوالي 15 عاما وليسمح لي الشاعر الكبير قاسم حداد ان اسرق تعبير له ( قاله عن الراحل الصديق صالح العزاز في تابينه ) : خسرناك يا ابا وجدان وربحتك الجنة.
المسلسل كان مرادفا للتعارف ثم العلاقة التي توجت بالزواج وعشقناه لدرجة اصبحنا فيها نتقمص دور علي وزهرة في حياتنا وهو يمثل عموما احلامنا للمستقبل الذي كنا نتطلع له. وسؤالك فعلا يتكرر ومثلك احتار احيانا عندما ارى تردد البعض بالزواج بسبب هذه الحواجز وبصراحة هناك امور لا حل لها الا بمبادرات فردية كان يكون الاب اوالام متفهمين لمسالة التعارف ويتيحون لزوج المستقبل وابنتهم فرصة اللقاءات والمكالمات بحدود معينة كما نعرف.
اذا اقتنع اهالي الفتاة ان الامر يعود في الاخير لمصحة ابنتهم فلن يمانعون لان معظم الزيجات الفاشلة تحدث كون الاثنان يتفاجان بشخصيات جديدة بعد الزواج لانه لم يتعرف او هي لم تتعرف عليه لقصر مدة التعارف
ربما تعرف ان الامور تغيرت الى حد ما الان في عصر الانترنت والجوال خاصة ان القضية ليست بالشكل الخارجي الذي قد يهم البعض بل في جوهر الانسان ونمط تفكيره والملحوظ ان هناك كثير من الشباب من الجنسين متاخرا في الزواج لهذه الاسباب فهو لا يريد او هي لا تريد زواجا معدا.
-في مقالك المزايدة على الوطنية كتبت :" اننا جميعا مطالبين بالالتزام بميثاق الشرف المهني وترك التصيد في الماء العكر ونمارس على الاقل نحن الاعلاميين حرية الراي في ما بيننا طالما اننا نناشد بها دوما بدلا من مهاترات وتايبات منبوذة ومرفوضة الحديث عن الوطنية والمزايدات حول هذا الموضوع كثيرة جدا" برايك ما الذي جعل الاعلاميين يعانون من التصيد والإستعداء فيما بينهم
سؤالك يوحي بانه ظاهرة وهو ليس كذلك وعادة في الاوساط الثقافية والاعلامية والفنية يكون هناك تنافس محمود يتخلله دون شك احداث حسد وغيرة غيراننا اجمالا لا نصل الى مرحلة العداء
واجابة على السؤال يجب ان نبحث عن حل كما وجده الغربيين دون تدخل من الحكومة وهو منح الحرية الكاملة للاعلامي دونما ربطها بمدى اطرائه للمسؤولين او عدم انتقادهم، دور الصحفي او الاعلامي عموما هو النقد اولا وثانيا وعاشرا وبعد ذلك لربما يبدي اعجابا او او ثناءا بتصرف من مسؤول، هل هذا ما يحدث عندنا ؟ لا طبعا
في المقال تحدثت عن محاولة البعض تاليب السلطات على زملاء لهم، ولحسن حظنا فالمملكة ليست كصدام سابقا الذي يبطش بمجرد الشك او وبالتالي هم لا يبالون بهذا النوع من المقالات او التقارير الكيدية، طبعا المحرضين لا يهدفون الضرر بالشخص بل يريدون ايضال اشارة الى الاعلى اننا نخاف على الوطن واننا مخلصين اكثر من غيرنا فلا تنسوننا من المقسوم.
لو كان المحرض يريد حقا اصلاحا لكتب مقالا يختلف فيه مع الاخر دون ان يتهم او يفترض سؤ النية وطبعا كان من المؤلم بالذات ان يلجا اي اعلامي لهذا الاسلوب المكارثي فالصحافة والاعلام عموما دون هامش حرية ستموت.
-هل تعتقد ان اسلوب العصا والجزرة يصلح مقياسا للتعامل السياسي مع الدول الاخرى ؟
الولايات المتحدة الامريكية تستخدم هذا الاسلوب بطريقة فجة فهي مثلا هددت صراحة ومن خلال مندوبتها في الامم المتحدة بان تسجل اسماء الدول التي ستصوت ضدها في قرارها نقل سفارتها في فلسطين المحتلة الى القدس. وهي بطبيعة الحال لديها عدة طرق في تنفيذ تهديداتها منها قطع المعونات المالية عن بعض الدول، او ايقاف تصدير الاسلحة العسكرية المتطورة لها او التلميح بعدم مساعدتها في حال تعرضت لهجوم عسكري او الايحاء لدولة مجاورة بالهجوم عليها او اثارة الاضطرابات في البلد المغضوب عليه او باطلاق الامبراطورية الاعلامية الاستخبارية لعمل بلبلة على البلد المعني.
على ان هذه القوة المخيفة لا زالت عاجزة على ان تخضع جزيرة صغيرة ككوبا مساحتها لا تتجاوز 1.11 بالمئة من مساحة امريكا. والامر ينطبق على علاقتها بالمكسيك وبعض الدول في امريكا الجنوبية والوسطى ناهيك عن دول بعيدة ككوريا الشمالية التي تمثل تحديا استفزازيا للكرامة الامريكية.
العصا والجزرة لم تقنع الفيتناميين اثناء كفاحهم ضد الغزو الامريكي وباءت جهود الامريكيين بالفشل الذريع بعد نضال فيتنامي مستميت خضع له الامريكيين قسرا وخرجوا اذلاء صاغرين. ومع كل هذا فللاسف الشديد نجح هنري كيسنجر في سياسة العصا والجزرة في الاتفاق الشهير بين العدو المحتل وبين انور السادات عقب حرب 73م.
ما تعمله امريكا صعب ان تعمله غيرها بحكم القوة المالية والعسكرية والتكنولوجية غير ان السياسة عموما تنهج الى البراقماتية التي تجعل كل شيء ممكن. في الدول العربية الموضوع مختلف وطريقة العصا والجزرة حائرة لدى مستخدميها ان دعت الحاجة وبشكل ادق لا توجد خطوط سياسية ثابتة نبني عليها تطلعاتنا واهدافنا وثوابتنا.
المملكة ودول الخليج تلجأ كثيرا لاسلوب الجزرة وتنحو اكثر للاسلوب الدفاعي في التعامل مع القضايا السياسية عموما (طبعا هذا في الماضي القريب ) غير ان كل هذا لا يجدي نفعا في معظم الاحيان وقد لوحظت اثاره مع كل الدول التي تميزت علاقتها بالمملكة ولم تستمر كصدام حسين وانور السادات وعلي عبدالله صالح وبشار الاسد وبعض الاحزاب اللبنانية.
قد يعتقد البعض انني بهذا اميل الى سياسة العصا وهذا غير ممكن بالطبع فلا نحن امريكا بطبيعة الحال ولسنا بموقف الاستاذ الذي يتعامل مع تلاميذه فضلا عن رفضي الاخلاقي لسلوك رعاة البقر التي تطبقه السياسة الامريكية. وبتصوري ان استخدام الجزر ة والعصا قد ينجح مع الاكتفاء عند الضرورة في التعامل مع دولة معادية مجاورة وليس ابعد من ذلك ففيه تشتيت لجهودنا وبعثرة لمواردنا.
هل يعني ذلك التخلي عن قضايا كبرى تهمنا كالقضية الفلسطينية ؟ موضوع ففلسطين استثنائي فهي دولة عربية محتلة ونرتبط معها باواصر قومية وتاريخية هذا من من جهة ومن جهة اخرى فهي تتعامل مع غاصب ومحتل اجنبي وبالتالي يجب ان يكون موقفنا هو الدعم لمن يتفق عليه الفلسطينيين.
مصالحنا الوطنية لها الاولوية وهي الاهم، غير ان السياسة تتطلب منا التنازل احيانا والتعامل مع الواقع حتى لو كان مريرا ولو فكرنا قليلا بقرارات لنا قبل سنوات لربما ندمنا على اننا اتخذناها او تاخرنا في اتخاذها او تاخرنا في ايقافها. انها اشبه بسوق الاسهم فاتخاذ قرار بايقاف الخسارة افضل من الاستمرار بها على امل قد يبدو غامضا وغير مضمون.
-كون زوجتك الدكتورة وجدان السكران احد المشاركات في مسيرة السيدات اللاتي قادوا السيارات في 6 نوفمبر 1990م، ماذا تحمل من انطباعات وذكريات ومواقف عن الحدث؟
قبل المسيرة النسائية التي عملتها السيدات في 6 نوفمبر عام 90 م بايام قالت زوجتي ( وجدان عبدالله السكران ) ( كانت طالبة جامعية آنذاك ) ان هناك اجتماع في بيت السيدة ناديا العبدلي استكمالا للقاء سابق في منزل السيدة نورة الغانم وان الغرص الاسلسي هو الخروج بعدها في مسيرة سلمية تقود فيها النساء السيارات بعد ان يطلبون الاذن من امارة الرياض.
زوجتي قالت انها ستذهب بمعية صديقاتها الحميمات دنيا الصالح وريم الحبيشي، والاخيرة زميلة لها في السنة الاولى من قسم الخدمة الاجتماعية في جامعة الملك سعود وزوجة لصديقي العزيزمرضي الصالح وهو ايضا عم لدنيا وخلود الصالح اللاتي شاركن بالمسيرة.
لا اخفيكم شعرت بالقلق والتوتر لانني اعرف ان ردة الفعل لن تكون بتلك السهولة، وبصراحة لم نكن كلانا متخوفين من والدها الراحل او والدتها او عن ردة فعل عائلتي فكلانا نشأ في بيت عودنا فيه على الاستقلالية بالرأي وعدم التدخل بالخصوصيات فضلا عن ان قيادة المرأة للسيارة كانت مطلب اساسي لوالديها والامر ينطبق على عائلتي وتحديدا اخي الاكبر.
كنت اخشى من موقف هيئة الامر بالمعروف وهم كانوا على مدار العقود الثلاثة الاخيرة يشكلون مصدر رعب للمواطنين وعندما اقول رعب فانا اعنيها والسبب ليس من افرادها قاطبة لكن من ممارسات المتعاونين الذين عاىدة تتراوح اعمارهم بين الخامسة عشر الى 24 عاما ويريدون ان يتدخلون بخصوصيات اي شخص وبالذات النساء مستعملين اساليب التهديد والابتزاز والتزوير
كل شيء خطرببالي ولم استبعد ان يصلون الى مرحلة العنف والايذاء والسجن والاهانة فعارضت الامر ببداية الامر لكن اصرارها وبنقاش معها وصديقي مرضي وزوجته استسلمت لرغبتها متمنيا لها التوفيق.
اجنتمعوا ذلك اليوم وقرروا ان ينطلقون في الثلاثاء من 6 نوفمبر بعد التجمع عند مواقف اسواق التميمي واتجهنا زوجتي وانا الى هناك وبعد ان نزلت شاهدت الرائعات وهن في سياراتهن ال14 بينما السائقين واقفين حائرين من ماذا ستعمل السيدات في السيارات وشاهدت الصديق الراحل صالح العزاز الذي التقط صورا من بعد للسيارات والنساء ثم غادر المكان.
كان صديقي مرضي الذي يعمل في احد البنوك هناك بعد ان احضر زوجته لذا ركبنا سويا بسيارته وتابعنا المسيرة متحفزين وعند الدورة الاولى حاول احد المتطفلين ان يضع سيارته امام موكب السيارات النسائية بهدف تعطيل نظامها التسلسلي لكنني اشرت له بحزم فظنني مسؤولا على ما يبدو وانسحب بسرعة، وكان طريفا ان يتناقش مرضي مع احد الاشخاص الي كان يراقب الموقف مثلنا لكنه لا يعرف ما الذي يحدث حيث علق من سيارته ما هذا ؟ مبديا استيائه فيما اجابه مرضي يجب ان نشجعهم فرد بكلمة تذمر او شتيمة وابتعد بسيارته
عندما اوقفت الشرطة السيارات كان وقت الفترة الثانية لعمل مرضي في البنك قد حان فتركني هناك وذهب لمكتبه وفي هذه الاثناء اتى رجال الهيئة بسياراتهم مندفعين وهم يزمجرون من الغضب وشتائمهم ولعناتهم تصب على السيدات لكن رجال الشرطة اوقفوهم بحزم كونهم كانوا متجهين نحو السيارات
تجمهر الناس حينها ثم اخذنا جميعا نتناقش فتلفظ شاب ملتحي بشتيمة لهن ورددت عليه بعنف وتكهرب الجو وكادت ان تصبح مشاجرة لولا ان فصل بيننا الناس
شاهد هناك الصديق العزيز منصور البكر الذي اتى كون اختيه الدكتورة فوزية البكر ومشاعل البكر وعمته سلطانة البكر من المشاركات وبالتالي ركبت معه السيارة وتابعنا المسيرة حتى توجهت لمركز شرطة العليا وكنا الوحيدين الموجودين في الحدث من اقرباء السيدات اللاتي قادن السيارات وعند وصولنا هناك فوجئنا باحد منسوبي الهيئة يتجه الينا ومعه جنود وقال ما الذي اتى بكما فقد لاحظت انكما تطاردان السيارات واتهمنا اننا نتحرش بالسيدات ثم اودعونا المركز بهذه التهمة وبصراحة لم نكن نستطيع ان نقول اننا اقرباء لهم لكي لا يتهموننا بالتحريض خاصة اننا لا نعلم ما هو المصير. حاولنا طوال الساعات الاولى من الليل ان نقنع مدير المركز باننا ابرياء فقال انني بانتظار تعليمات الهيئة فهم من قبض عليكم وعندما اتى رجل الهيئة قال له المدير ما رايك ان تسمح بخروجهم فقال هل انتم اصحاب الكابرس الاسود وعندما قلنا نعم قال وهو يتلمس ذقنه : لا تلك قصة اخرى
-وماكان موقف افراد الشرطة ذلك الوقت؟
المثير في الموضوع ان الجنود كانوا محتارين في جنسية هؤلاء السيدات اللاتي كن في المركز فمن قال انهن كويتيات اي قادمات بسبب الغزو العراقي ومن قال انهن من جنسيات عربية لكنهم لم يكن يتصورون انهن سعوديات، مع تفاعل الاحداث اخرج الشرطة رجال الهيئة بعد تعليمات من السلطات الامنية واتصلوا على اولياء الامور لكي ياتون للمركز وبعدها قال المدير دعوا اي شخص يكفلكم وساترككم تغادرون وكان لحسن ظننا الصديق العزيز الاستاذ عقل الباهلي قادما بالصدفة لمشاركة زوجته نورة الغانم واخواتها حصة ومها، فناديناه وكفلنا وخرجنا من غرفة المدير الى غرفة الكفلاء واولياء الامور امام دهشة الجنود الذين اصبحت الوانهم تتغير خجلا مع انهم لم يقولوا ما يعيب وفي حوالي الواحدة بعد منتصف الليل اتى الى المركز وكيل الامارة السابق عبدالله البليهد الذي تحدث بعتب عن تواجد المراسلين الاجانب غير ان الدكتور عبدالله المقوشي (زوجته الدكتورة الفت فودة ) والراحل الدكتور سعد الناهض (زوجته الدكتورة منيرة الناهض ) اوضحا للوكيل ان لا علاقة لهم بالمراسلين وانهم لا يعلمون بقدومهم وان الهدف فقط هو السماح للمرأة ان تقود سيارتها
بعد اجراءات وتعهدات بعدم قيادة السيارات مرة اخرى خرجنا مع وزوجاتنا في الساعة 3 بعد منصف الليل. تم فصل السيدات من اعمالهن وتم فصل الطالبات من الجامعة ( 4 طالبات بما فيهم زوجتي) وتم منع الجميع وكفلائهم من السفر لمدة عام. وبعد فصل دراسي صدر عفو عن الطالبات فقط وبعد 3 سنوات اثر مقابلة اربع من المشاركات مع الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز تم اعادة الجميع للعمل على ان يحتسب جميع اجورهم وامتيازاتهم التي لم يستلموها. وكما يعرف الجميع صدر قرار خادم الحرمين الملك سلمان بالسماح للمرأة بان تقود سيارتها في شهر يونيو 2018 ليكون قرارا تاريخيا لكل النساء وخاصة من قادت عام 90 ميلاديا.
-كتبت اكثر من مرة عن تكافؤ النسب منتقدا بشدة سواء في صحيفة الحياة وقبلها في موقع الكتروني فيما كان مقالك الاول في جريدة شمس قبل توقفها بسنوات، ما اسباب تركيزك على الموضوع؟
نشأنت في حلة القصمان، وكان معظم سكانها من ما يطلق عليهم خضيري. بالنسبة لي كان اقرب الناس لي انذاك منصور وهو اسود البشرة، واحمد وهو من القصيم، وكلاهما ممن يعتبره البعض اقل من ناحية التركيبة الاجتماعية وكذلك لي اصدقاء من ما يسمون القبيليين. والدتي الكفيفة تتساوى عندها الاشكال وبالتالي هي قريبة من اصدقائي واصدقاء اخي طالما كانوا طيبيبن اما التصنيفات الاخرى فلا تهمها بتاتا وهكذا ربتنا هذه السيدة العظيمة،اخي فهد وانا.
وبالتالي نشات بريئا رغما عني وعن مجتمع تتلبد به غيوم طائفية وعنصرية وقبلية ومناطقية واقليمية اعترف ان دور اخي فهد كبير في توجيه بوصلة حياتي فلم اشعر يوما بانني اعلى او اقل من شخص ما بسبب فوارق اجتماعية مصطنعة، وكان للاصدقاء القريبين جدا منه دورا كبيرا لا ينكر فقد تعلمت من تجاربهم وثقافاتهم ومبادئهم وارى في المحصلة انني انسان محظوظ بهم.
كل هذا انعكس على مفهومي للنسب وتكافؤه. ببساطة هو تفكير معيب ولا يستحق حتى النقاش، ودعوني اتحدث عن مثال معين مضحك ومبكي في نفس الوقت، يذهب محمد الذي يصنف قببيليا ليخبر والده انه سيتزوج من نورة المصنفة خضيريا فتثور ثائرة الاب والام والعم والاخ والعائلة والقبيلة ثم مع الضغوطات والبكاء والشتائم والانهيارات والتهديدات والقطيعة يخضع الابن اخيرا ويتراجع عن الزيجة. نفس هذا الشخص يخبر والده انه سيتزوج من باتريشا ذات الجنسية الامريكية، يمتعض الاب والام والعائلة لكنهم يرضخون بالاخير مع انك عندما تقارن بين نورة وباتريشا تلاحظ ما يلي بالنسبة للديانة فنورة مسلمة وباتريشا مسيجية، نورة سعودية وباتريشا امريكية، نورة محافظة وباتريشا متحررة، نورة تعرف ما الذي تحتاجه الام والاخت والعائلة والاب لكن باتريشا لا استعداد لديها لذلك.
يحاول البعض وبخجل ان يزعم ان الخضيري لديه عقدة من كونه اقل درجة من القبيلي وبالتالي فان هذا ينعكس على حياته وسلوكياته فيستحسن الا يختلط النسب، او ان الخضيري وبسبب قلة الضغوط الاجتماعية عليه كونه لا ينتسب لقبيلة لا يهتم بالقيم الاخلاقية قياسا بالقبيلة او اي مبرر يبحثون عنه لكي يسكت ضميره الذي يوبخه على تفاهة ما قاله، فهذا التحليل الغثائي هزيل لدرجة انه لا يستحق النقاش ومع هذا فنحن في المملكة على سبيل المثال (على اعتبار ان الظاهرة موجودة لدينا بكثرة لكن في الزواج فقط ) لا نعلم اساسا من هو القبيلي او الخضيري الا اذا تقدم احد للزواج واراد الاب منتفشا ان يسأل عن اصل هذا الشاب الذي يريد ان يتزوج من ابنته فالقبيلي المحافظ لا يريد زواجا لا يليق من وجهة نظره بعائلته وقبيلته، وما اعنيه انني اتفهم ان ترفض عائلة ما شخص ما لانه من دولة اخرى غربية وهناك بون شاسع في كل شيء ( مع العلم ان كل هذا لا قيمة له لو ان الفتاة تريده ) لكن ان ترفض شابا لطيفا تريده الفتاة ويعرفون اخلاقه لانه خضيري لهو امر مثير جدا للسخرية. المفارقة ان بعض العوائل لديهم ازواج لبناتهم يسقونهن صنوف العذاب من المعاملة السيئة والاحتقار بل والضرب فهل ياترى تغني شهادتهم القبيلية عن مثل ذلك الشاب الذي ستنام ابنتهم عنده كل يوم وهي قريرة العين ؟
ربما يجيب احدهم قائلا لن ازوج ابنتي الا لقبيلي اعرف اخلاقه لكن لن ازوجها لخضيري لكن هذا الرد يعطي دلالة على عنصرية نتنة في القرن ال21، ومن يحتج ان بناته لن يتزوجن لو زوج احداهن من خضيري اقول له لعل هذا المقياس يعطيك مؤشرا دقيقا على ان من سيتزوجها يبحث عن حب وقناعة وسعادة ولا عن خزعبلات لفظها الزمن.
وليت الامر اقتصر على ذلك انما فصل زيجات بسبب عدم تكافؤ النسب بعضهم لديه اطفال فضيحة اخلاقية لا تليق بنا خاصة ان الاسلام شجبها بشكل صريح وكل القيم الانسانية ترفض اي تمييز كان نوعه