كان لي لحظة جميلة بالأمس القريب، التقيت فيها بقامة إعلامية سعودية نعتز ونفخر بها، له دور وباع وأثر، إنه الإعلامي القدير عبدالله المديفر. وهو غني عن التعريف، وللتذكير فقط نقول: هو صحافي استقصائي من طراز فريد، معروف بتمكنه وتميزه بإثرائه المعرفي للحوار، ويكفيه شهادة تشرفه بلقاء سمو ولي العهد الأمين في برنامج (في الصورة) الذي تبثه قناة روتانا، ليكون اللقاء شاهداً له على حضوره الجميل وقدرته الإعلامية على التعاطي مع ضيوف برنامجه باحترافية عالية وبما يليق بمكانتهم. وأغلب ضيوف برامجه من الأمراء والوزراء وقادة المجتمع وأصحاب الرأي.
والذي يميز "المديفر" أكثر كإعلامي، هو الجهد الذي يبذله في الإعداد لمادة اللقاء، وقراءته العميقة لأبعاد الأسئلة وأهمية طرحها، وحضوره الذهني العالي أثناء اللقاء يجعله يضيء جوانب الحوار ويختار مسارات الإجابات النافعة، وتظهر ثقافته جلياً وهي تثري اللقاء وتجعل الضيف يتحدث عن تجاربه وهو على يقين أن من يسمعه يفهمه بعمق.
ويكمن سر تميز "المديفر" في هدوئه وقوة طرحه، وقدرته على التفاعل مع ما يطرحه الضيف بما يتلاءم مع فهم المشاهد وشغفه. وهو يتعامل باحترافية مع مثلث المتطلب الإعلامي بين ما يريده الضيف، وما يريده المشاهد، وما يريده معدّ اللقاء. وسيبقى "المديفر" أيقونة في الإعلام السعودي، وقدوة لشباب الإعلام، ومنبعاً لطلاب الجامعات، وفخراً لكل مواطن ومهتم.
وفي وجهة نظري، لو تدرب على يديه بعض شباب الإعلام الجدد لأصبحوا كوادر إعلامية مصقولة المواهب يوماً ما.
والمملكة اليوم تزخر بأسماء كبيرة في حقل الإعلام ذات باع وخبرة وتجربة فريدة، ليس المجال هنا لحصرها، ولكن تلك الأسماء البارزة يمكنها أن تؤسس بيئة خلاقة تعزز صناعة الإعلام في المملكة. ويمكنها أن تنطلق بوجود تلك الخبرات والعديد من المعاهد ومراكز الدراسات المتخصصة، مع كل ما حققناه سابقاً نحو آفاق جديدة تواكب إنجازات رؤية المملكة 2030 وما بعدها. وما نراه من تميز من العديد من الإعلاميين السعوديين عربياً، هو دليل على وجود بيئة إعلامية متجددة وناجحة، ستحقق أفضل النتائج بإذن الله، لمواجهة الإعلام الدولي المنافس والمعادي بكفاءة وندية، وتقديم الصورة الأفضل التي تتطلع لها المملكة عالمياً، وتحقق تطلعات المسؤولين وأصحاب القرار.
وأخيراً، أعتقد أن عبدالله المديفر وعلي الظفيري ومن أمثالهم أسماء سعودية بارزة، يصعب سرد الأسماء كلها، من أفضل الإعلاميين العرب حتى الآن. ولا أستغرب أن يحظى المديفر يوماً ما بالتكريم الذي يليق به وبما قدمه، ويرضي محبيه.