بعيداً عن الاجتهادات، والإمكانيات والقدرات، والخبرات والمهنية، ومهارات التفاعل، لا تتعجب عندما تضعك الأقدار أمام نماذج، يتبوؤون مناصب، أكبر من قدراتهم، ولا تتوافق مع عقلياتهم، ولكن بفضل علاقات شخصية وتناغم، أو كما يطلق عليها العلم (كيمياء العلاقات البشرية)، وجدوا أنفسهم في مواقع الوصول إليها، لا يمكن أن يخطر على بالهم، ولا تمر بهم حتى في الأحلام، ولكنها حياة مكتوبة.
هذه المقدمة مدخل لحادثة قد تصطدم بها، عندما تراقب المشهد، وتضعك الظروف بدون مقدمات، في سكة هذه النماذج المحظوظة من البشر، وكل منكم يدرك، حجم التفاصيل الدقيقة والعميقة، لما يدور في هذا الفلك، ويعرف الخلفيات وأبعادها، ولن تُفاجأ عندما تجد هذه الشخصيات الكرتونية، قد أصبحت من علية القوم.
صحيح أنك لا تحسد ولا تتذمر، وتغض الطرف عن مواقف كثيرة، وتتعامل معها، بكل أُلفة ومحبة، توافقاً مع بياض القلب وحسن النوايا، وقانون السماء في الأرزاق المقسومة، فضلاً عن قليل من التنازلات، وبحسب قاموسهم تفسر تضحيات، وأساليب وأشياء أخرى، بعضها لا تتوافق مع كل الأعراق البشرية.
يجيدها فصيل، لا يلتفت حوله، غير مكترث بما تلوكه الألسنة، وتراقبه العيون، وبدون رتوش ولا تجميل وتكلف، تتواصل أنت بفطرتك السليمة، ولم يطرأ على بالك أن نفراً من هؤلاء الرفاق، قد يعيشون الأدوار، وكذلك يمارسون المهام المصطنعة.
قد يخفضون علاقتهم بك من حيث الأهمية، من الدرجة الأولى إلى الدرجة الأدنى، وربما تتحول وفق مؤشر المصالح، من قائمة الزمالة، والرفاق المفضلين، إلى هامش التصنيف في التواصل، بجميع المرفقات والمواقف، لذلك واصل طريقك بدون انزعاج، وتعلم درساً جديداً في الحياة العملية، ولا تجعل ذلك يؤثر في نسبة الأصالة في دمك، حتى لا يتخثر شريان الإنسانية في حياتك، وسط عالم يعج بالتناقضات، وينحدر بدرجة مخيفة، نحو العصر الأخير.