: آخر تحديث

هذه هي أميركا!

2
2
2

إسرائيل كما أميركا لا تلتزم بالقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، ومبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ولا تعير اهتماماً لالتزاماتها بحسب ما وقعت عليه من اتفاقيات دولية، وأحدث ما بدر منها استهدافها يوم 9 أيلول (سبتمبر) الجاري بغارة جوية مباني سكنية في العاصمة القطرية الدوحة كان فيها قياديون من المكتب السياسي لحركة حماس برئاسة خليل إسماعيل إبراهيم الحية في اجتماع لمناقشة مقترح للرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار والمجازر الجماعية في غزة المنكوبة، مما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا.

وفي تصريح قال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إنَّ استضافة قيادة حماس في الدوحة كان بتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية وبطلب منها لأجل تسهيل التفاوض والتواصل، وبالرغم من ذلك عملت إسرائيل على تخريب المساعي. وأكد أنَّ التاريخ سيسجل هذه الحادثة، وعلى القوانين والأعراف الدولية أن تأخذها بعين الاعتبار.

وهنا نسأل كل من يهمه الأمر، ما دام استضافة قيادة حماس في الدوحة كان بتنسيق مع الولايات المتحدة، وبطلب منها لأجل تسهيل التفاوض، لماذا لم يحرك ترامب ساكناً ويمنع الضربة عندما اتصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو به وأخبره بالغارة الوشيكة على قادة حماس في الدوحة قبل نحو 50 دقيقة من الهجوم، بحسب تصريح مسؤولين إسرائيليين لموقع أكسيوس الأميركي، والذي كشف أنَّ البيت الأبيض كان على علم بالهجوم الذي وقع الثلاثاء قبل إطلاق الصواريخ على العاصمة القطرية الدوحة (حليف واشنطن حسب تصريح ترامب) والتي تضم "قاعدة العديد الجوية"(1)، وهي أكبر قاعدة للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط؟

لماذا لم تطلق المنظومات الدفاعية الأميركية صواريخ تعترض الصواريخ الهجومية الإسرائيلية المرصودة المتجهة نحو دولة (حليفة لواشنطن وعظيمة حسب ادعاء ترامب)، والتي تقدم للولايات المتحدة خدمات كثيرة كباقي الدول العربية والإسلامية الأخرى؟

لماذا تصدى دفاع القوات الأميركية الموجودة في قطر لصواريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية بنجاح في عملية أسمتها (بشائر الفتح) وفجرتها في سماء الدوحة في 23 حزيران (يونيو) 2025 رداً على الهجوم الأميركي الذي استهدف المنشآت النووية الإيرانية؟

أخيراً...

كان على الدول العربية والإسلامية في القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة أن تعيد النظر في العلاقة بالولايات المتحدة قبل إسرائيل، لأن الاعتداء كان بعلم مستر ترامب، لأسباب كثيرة منها الوجود العسكري الكبير للولايات المتحدة في قطر، فليس من المعقول أن تقوم إسرائيل بعملية عسكرية في العاصمة القطرية الدوحة ولم تُبلغ مستر ترامب مسبقاً بخطتها، إضافة إلى أن صمت الولايات المتحدة تحديداً على جرائم إسرائيل في غزة المنكوبة، واعتداءاتها السافرة في المنطقة قاد في المحصلة لتمادي إسرائيل واستهدافها الدوحة.

إنَّ استهداف الدوحة من قبل إسرائيل الحليف الوثيق للولايات المتحدة يذكرنا بمقولة محمد ضياء الحق الذي قال: إن من يتعامل مع أميركا كالذي يتاجر في الفحم، لا يناله من تجارته إلا سواد الوجه واليدين.


1) قاعدة العديد الجوية: تُعد هذه القاعدة الجوية أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط وتتسع لأكثر من 10 آلاف، وتبلغ مساحتها 24 هكتاراً، وتعتبر مقراً للقيادة العسكرية الأميركية الوسطى، والقيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية، والمركز المشترك للعمليات الجوية والفضائية وجناح المشاة 379 للبعثات الجوية، والمجموعة 319 الاستكشافية


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.