ثلاثة أعوام مرت على مقتل جينا (مهسا) أميني على يد السلطة وبدء احتجاجات واسعة في إيران. وفي الذكرى السنوية لهذا الحدث، شهدت مدينتا سقز وديواندره إضراباً شاملاً للتجار، مما يدل على استمرار ذكرى جينا أميني والمطالبة بالعدالة لها.
جينا أميني، الشابة من مدينة سقز في محافظة كردستان، اعتقلتها شرطة الأخلاق التابعة لقوات الشرطة في طهران يوم 13 أيلول (سبتمبر) 2022، وبعد ثلاثة أيام فارقت الحياة جراء الضرب المبرح في مستشفى كسرى بطهران. لقد أشعل موتها شرارة انتفاضة عارمة هزت إيران والعالم بأسره.
في الذكرى السنوية الثالثة للقتل الحكومي لمهسا، فرض النظام الإيراني إجراءات أمنية مشددة، حيث طوق بالكامل مقبرة آيتشي في مدينة سقز، التي تضم مرقد مهسا. وقد تم إغلاق مدخل المقبرة بوجود مكثف للقوات العسكرية والشرطة، مما جعل التنقل إليها أمراً مستحيلاً. وفي الوقت نفسه، أدت الدوريات التابعة لشرطة الدوريات والقوات القمعية الأخرى في المدينة، بالإضافة إلى تحليق المروحيات العسكرية، إلى خلق جو أمني مشدد للغاية.
إنَّ تصعيد الإجراءات الأمنية يأتي في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير لها أن مرتكبي قمع المتظاهرين بعد وفاة جينا أميني لا يزالون يتمتعون بالحصانة. وقد رفض النظام الإيراني إجراء تحقيقات مستقلة في هذا الموضوع. وتشير هذه المنظمة الدولية إلى عمليات الإعدام الأخيرة والضغوط على عائلات المتظاهرين كأدلة على استمرار القمع، ودعت الحكومات الأجنبية إلى اتخاذ إجراءات جادة لملاحقة المسؤولين عن القمع وتقديم الدعم للناجين.
واتهم تامي بيغوت، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، في الذكرى السنوية لقتل مهسا أميني، النظام الإيراني بارتكاب "جريمة ضد الإنسانية". وأكد في رسالة على استمرار الجهود لمحاسبة المسؤولين عن هذا القمع. هذه التصريحات جاءت رداً على الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان بعد مقتل جينا أميني، مما يؤكد أن ملف "القتل الحكومي" لمهسا أميني لا يزال مفتوحاً وأن المجتمع الدولي حساس تجاهه.
ماي ساتو: شجاعة جينا رمز عالمي لمكافحة التمييز
كتبت الدكتورة ماي ساتو، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في إيران، يوم الثلاثاء 16 أيلول (سبتمبر) 2025، في حسابها على منصة "إكس": "اليوم في 16 أيلول (سبتمبر) 2025: نحيي ذكرى مهسا-جينا أميني، المرأة الإيرانية الكردية التي أثر موتها قبل 3 سنوات في مثل هذا اليوم، وشجاعتها، على ملايين البشر وأشعلت شرارة حركة محورها حقوق المرأة وحرياتها. وكما كتبت عائلتها على قبرها يوم دفنها، فقد أصبح اسمها رمزاً منتشراً.
بعد 3 سنوات، لا تزال هناك قضايا كثيرة لم تُحل فيما يتعلق بإحقاق حقوق المرأة في ظل حكم الجمهورية الإسلامية، وهناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به لتحسين الوضع. وكما أشرت في تقريري لهذا العام إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لا تزال النساء الإيرانيات يواجهن قيوداً شديدة في مجال حقوقهن الأساسية.
لقد تم إقرار قانون الحجاب (قانون دعم الأسرة من خلال تعزيز ثقافة العفة والحجاب)، ولكنه لم يدخل حيز التنفيذ، مما يشير إلى الحذر والتردد داخل النظام. ومع ذلك، لا يزال الحجاب إلزامياً بموجب قانون العقوبات الإسلامي. وإلى جانب قواعد اللباس، تواجه النساء قيوداً وتمييزاً واسع النطاق في مجالات الصحة، والزواج، والميراث، والسفر، والعديد من الجوانب الأخرى في حياتهن.
في عام 2025، لا يزال يتم إعدام الرجال الذين شاركوا في احتجاجات 2022. وبالرغم من مرور 3 سنوات، لا تزال حقوق النساء والفتيات الإيرانيات ومناصريهن تتطلب اهتمامنا وإجراءاتنا المستمرة".
وفي الوقت نفسه، قام تجار سقز وديواندره، بالتزامن مع الذكرى السنوية للقتل الحكومي لجينا أميني، بالإضراب وأغلقوا محلاتهم ليذكروا بأن حركة مهسا مستمرة.
مريم رجوي: إرادة المقاومة لا يمكن إخمادها
كتبت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في مرحلة الانتقال، في رسالة لها بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة للشهيدة الخالدة مهسا (جينا) أميني في حسابها على "إكس": "منذ ثلاث سنوات في مثل هذه الساعات، استشهدت مهسا أميني (جينا)، ابنة الشعب الكردستاني البطل في إيران، على يد جلادي خامنئي، لتشعل نار انتفاضة في جميع أنحاء إيران، هزت أركان نظام الملالي المعادي للإنسانية والمناهض للمرأة. أبعث بالتحية لشهداء تلك الانتفاضة وجرحاها ومن تم إعدامهم بكرامة، من محسن شكاري ومهدي كرمي إلى كيان بيرفلك.
أقول لخامنئي وزمرته المجرمة مرة أخرى، إن هذه الوحشية والهمجية، لن تفعل شيئاً سوى أن تزيد من إرادة الشباب والمناضلين من النساء في هذا الوطن لإسقاط نظام ولاية الفقيه المشؤوم. إن المقاومة من أجل الحرية من طهران إلى كردستان ومن زاهدان إلى أصفهان، وشيراز، وجيلان، ومازندران، وخوزستان، وبوشهر، في كل شبر من هذا الوطن الأسير، لا يمكن إخمادها".