يخوض الشعب الإيراني منذ قرابة أربعة عقود ونصف نضالاً شرساً ضد نظام الملالي الذي يمثل الفاشية الدينية الحاكمة في إيران بهدف إسقاط هذا النظام الظالم بقوة وإرادة الشعب ومقاومته المنظمة ممثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق، ويسعى الشعب ومقاومته من خلال هذا النضال إلى إقامة جمهورية ديمقراطية خالية من السلاح النووي تقوم على فصل الدين عن السلطة، المساواة بين الرجل والمرأة، مبدأ الحكم الذاتي للقوميات واحترام الحريات العامة والحقوق الثقافية والعقائدية لكافة مكونات الشعب الإيراني، وإلغاء عقوبة الإعدام كحلٍ أوحد لإنهاء عقود من الاضطهاد.
منطلق رفض المقاومة الإيرانية لفكرة التسلح النووي، وعدم رغبة الشعب الإيراني في دفع ثمن أي حماقات جديدة عسكرية جديدة كشفت المقاومة الإيرانية في آب (أغسطس) 2002 عن البرنامج النووي السري لنظام الملالي الذي كاد النظام العالمي أن يتستر عليه ويغض النظر عنه شأنه شأن ما كان منه مع نظام الملالي منذ بدء حكمه إلى اليوم، وبرنامج ولي الفقيه النووي هو مشروع غير وطني يهدف إلى صنع قنبلة نووية بعيدًا عن أنظار العالم، وهذا الإفصاح الذي جاء لحماية الشعب قد أثار انتباه المجتمع الدولي، وفي الوقت ذاته فضح أيضًا سياسة المهادنة الغربية التي عززت جرأة النظام على ذلك.
قبل أكثر من عقدين أكدت مريم رجوي أمام البرلمان الأوروبي أن الحل يكمن في "الخيار الثالث": تغيير النظام بقوة الشعب والمقاومة رافضة المساومات أو التدخلات العسكرية.. ويدعو هذا الخيار إلى دعم المقاومة المشروعة التي ظُلمت بإدراجها في القوائم السوداء حتى أُزيلت منها في 2009 و2012، وعلى مدار أكثر من أربعة عقود أثبتت المقاومة استحالة إصلاح هذا النظام الذي يرتكز على الإعدامات والتعذيب والقمع داخل إيران، مع نشر الإرهاب والحروب في المنطقة والسعي لامتلاك السلاح النووي؛ هذا وقد أعدم النظام منذ آب (أغسطس) 2024 أكثر من 1350 سجينًا، وفي 2025 وصلت الإعدامات إلى حوالي 650، أي أكثر من ضعفي العام السابق مما يكشف عن وحشية النظام.. خاصة استهدافه للنساء والسجناء السياسيين بمن فيهم أعضاء مجاهدي خلق.
جوهر الأزمة في إيران هو صراع الشعب والمقاومة ضد الاستبداد الديني، ومجازر الثمانينيات بما في ذلك "جريمة الإبادة الجماعية" سنة 1988 التي تبرز دموية نظام الملالي ووحشيته، وفي 2024 حاكم النظام غيابيًا منظمة مجاهدي خلق و104 من أعضائها لترهيب الشباب الثائر وتسهيل قيام عناصره بعمليات إرهابية خارجية ضد المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق.
في سياق مواصلة الشعب الإيراني ومقاومته للنضال ضد الفاشية الدينية شهدت إيران منذ 2017 انتفاضات عارمة.. ففي 2017-2018 هتف المتظاهرون "إصلاحي – أصولي.. انتهت القصة"، رافضين أوهام الإصلاح، وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 قُتل 1500 شخص في قمع دموي، لكن الشباب الثائر في صمودهم دمروا أكثر من 900 مركز قمعي.. أما انتفاضة 2022 التي كانت بقيادة النساء فقد كانت ثورة ضد أربعة عقود من الظلم، وفي العام الإيراني 1403 سُجلت 3092 احتجاجًا و3077 عملية مقاومة، مع 39,000 فعل رمزي مما يعكس زخم التحدي الشعبي.
يقدم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية رؤية لإيران ديمقراطية، وخطة مريم رجوي العشرية (2006) تضمن مستقبلًا أفضل لإيران والمنطقة بعد سقوط النظام، وقد حظيت بدعم 4000 برلماني عالمي، وسيُشكل مجلسًا تأسيسيًا خلال ستة أشهر عبر انتخابات حرة، وقد طالبت السيدة رجوي في البرلمان الأوروبي والكونغرس الأميركي بالاعتراف بحق المقاومة، ودعت إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب كخطوة للمضي نحو الخيار الثالث: لا حرب ولا مهادنة.. بل تغيير ديمقراطي على يد الشعب الإيراني الذي لا يزال متمسكًا بشعاره الثابت "لا للشاه ولا للملا" مناضلًا من أجل قيام جمهورية ديمقراطية تحقق السلام والاستقرار لإيران وللمنطقة.