في السعودية، كل شيء تغير. عمل جبار لا يمكن تخيله، أفكار كبيرة وُجدت في فترة زمنية قصيرة على أرض الواقع، الأحلام المستحيلة أصبحت واقعاً. كل شيء كنا نتمناه ونتحدث عنه قبل عشرين عاماً نعيشه اليوم حقيقة، ونشعر بأن السعودية مملكة الخيال التي في إطارها العام صورة من صور الجمال الخلّاب. نحن اليوم نضع العالم أمام تفاصيل دقيقة جداً عنوانها العريض: العمل.
لم نكن نشاهد من سنوات مضت هذا الحضور الأجنبي في دولتنا، ولم نكن نشعر أن هناك من يرغب في زيارة المملكة، بل لم نشعر في يوم من الأيام وأثناء سفرنا وترحالنا إلا أن هناك أناساً كثيرين لا يعرفون السعودية ولا في أي مكان على هذه الأرض تقع.
المشهد اليوم مختلف تماماً، والناس في كل دول العالم حين يعلمون أنك سائح قادم من السعودية، تظهر الابتسامة وتشعر بنظرات كلها إعجاب. من نقل هذه الدولة العظيمة من حياة إلى حياة مختلفة؟ من سعى بكل ما يملك من أجل أن يصنع لهذا البلد مكانة لا يضاهيها مكانة؟ من فعل المستحيل لكي تصبح السعودية أرضاً للسلام والازدهار والتقدم؟ من قال لشعبه: أنتم مثل جبل طويق؟
البداية الحقيقية كانت من عرّاب الرؤية الأمير محمد بن سلمان، الرجل الذي آمن بكل شيء يوجد على هذه الأرض، ذلّل كل الصعاب، وقدم كل شيء. رفض فكرة المستحيل، وصنع من الخيال واقعاً ملموساً. انظروا إلى مدينة نيوم، تجولوا في شوارع وأحياء الرياض، أمعنوا النظر في مصايف المملكة، راقبوا تحركاته السياسية والاقتصادية والاستثمارية.
العمل اليوم عظيم، والتحرك كبير، والسعودية لن تتوقف بقادتها وشعبها وكل إمكانياتها عند حد معين. هناك أهداف عظيمة ننشدها في المستقبل، لن يمنعنا عنها أحد، ولن نكون أمامها عاجزين. طالما أن القائد عظيم، فالأهداف عظيمة، والعمل كبير.
لسنا اليوم في حالة تفكير بقدر ما نحن في لحظة عمل. ليس مستحيلاً، وإن كان مستحيلاً، صنعنا منه واقعاً نعيشه. السعودية اليوم على كافة المستويات تعيش النضج الحقيقي في أسلوب التفكير والعمل والإنجاز.
أزمات الحروب التي نشبت مؤخراً تعاملت معها السعودية بحكمة وعقل، واستفادة من مكانتها على مستوى العالم لحل الأزمة وجعل المنطقة تتجنب ويلات الحروب. العالم كله تعامل مع بيانات الخارجية السعودية بكثير من الود والتفاعل والدعم. هذا الأمر لا يعني أن السعودية تريد السلام فقط، بل هي تذهب إلى مستقبل يجب أن يكون أكثر استقراراً، حتى تعيش المنطقة في أمن وتنمية وإنجازات.
قلة من هذا العالم لا يدركون قيمة السلم والسلام، بالرغم من أن كثيراً منهم عاشوا ويلات الحروب. المملكة اليوم هي رائدة السلام في العالم، ويعنيها كثيراً أن يبقى العالم في سلام، وهذا الهدف يتوافق مع حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يؤكد في كل خطاباته على السلام.
الكل اليوم يميل نحو توجهات السعودية في المنطقة، وهي توجهات سلمية تعزز روح التنمية والاستقرار والمضي نحو مستقبل مزدهر.