: آخر تحديث

قراءة أخرى لعلاقات الكويت مع العراق

8
6
5

السؤال الذي لا زال هو نفس السؤال منذ الغزو العراقي، وتحرير الكويت؛ ما الذي تغير في العلاقات مع العراق؟ الجواب: لم يتغير شيء سوى رتوش كمالية، وعبارات دبلوماسية رنانة في حين بقيت العلاقات إما متجمدة ومريضة أو متوترة!

السؤال هو نفس السؤال؛ هل تطورت الشراكة بين الكويت والعراق؟ نعم تطورت في تقديم مساعدات تنموية، لكن الشعب العراقي لا يدرك طبيعة هذه الشراكة وحجمها، بسبب غياب خطط إعلامية كويتية في التواصل الفعال مع شعب العراق وكافة مكونات المجتمع.

السؤال هو نفس السؤال منذ تحرير الكويت، وبعد سقوط نظام صدام حسين؛ هل العلاقات بين البلدين في أفضل حالاتها؟ الجواب: نعم بالمقارنة مع نظام صدام حسين، لكن الأجواء الشعبية لم تزل مشحونة، والنفوس مثقلة بالخديعة والتخوين في كلا البلدين!

كان بإمكان الكويت أن تبادر ببناء مكتبة وطنية عراقية تعبيراً عن حسن النوايا، في إعادة ترميم العلاقات مع العراق، عبر مخاطبة العقول في توثيق الإنتاج الفكري العراقي في المهجر، خصوصا أن نظام صدام حسين شرد المبدعين، والمفكرين، والفنانين، وترك المجتمع ميتاً.

وكان بإمكان بعض رموز المعارضة العراقية التي توالت على الحكم في العراق تقديم المصلحة الوطنية العراقية على المصالح الحزبية، والدينية، ويقطعوا دابر التدخل الإيراني في العراق، لكن الذي حصل غلبت المصالح الدينية، والولاءات لإيران، والمبالغات السياسية على مصلحة العراق الوطنية!

كان من الممكن إطلاق مشروع كويتي-عراقي مشترك على المستويات السياسية، والثقافية، والإعلامية لتضميد الجراح بعد الغزو العراقي، وتحرير الكويت، وسقوط طاغية بغداد صدام حسين، لكن انشغال النخب السياسية، والثقافية، والحكومات في كلا البلدين حال دون التضميد، والتسامي!

القراءة الأخرى للغزو العراقي، تفرض السؤال ذاته بعد تحرير الكويت؛ ما الذي استفادته الكويت من درس الغزو، والتفاف شعبي حول القيادة الشرعية، وبطولات وطنية في الداخل والخارج؟ الجواب: لا ندري، أو لا نستطيع تلمس الدروس!

فالضبابية في الكويت طغت على المشهد السياسي، والثقافي، والاقتصادي، وتعّثر مشروع إعادة بناء مفاهيم المواطنة، والانتماء، والإصلاح الشامل، والشراكة بين الشعب والحكومة في النهوض بالديمقراطية نحو أفاق واعدة، والمحافظة على المكتسبات السياسية!

أما القراءة الأخرى للعراق بعد سقوط نظام صدام حسين، فتكشف جراح السياسة العراقية، وتحالفاتها خلف مصالح حزبية أو دينية، وتحالفات علنية مع إيران المتوغلة في مفاصل العراق، مما دفع شخصيات وطنية إلى الهجرة مجدداً، وتفضيل الغربة الجديدة على العيش في الوطن!

لأن الوضع في العراق يسمح بالشكوك، والشحن العاطفي، وإهمال المستقبل المشترك للبلدين، عادت إلى الواجهة قضايا مثل تزوير التاريخ من البعض، والخلافات حول اتفاقية خور عبدالله من دون النظر في مدى استفادة إيران من هذه التعقيدات بما في ذلك ما يخص حقل الدرة أيضاً!

ولأن الكويت، مقصرة ثقافياً، وإعلامياً تجاه العراق، نجد أنفسنا محاطين بالأسئلة ذاتها منذ تحرير الكويت، وسقوط نظام صدام حسين، فيما أصبحت الأكاذيب، والأقاويل، والعداوة تتخذ وجوهاً، وأحضاناً متعددة!

أما آن الأوان لترميم العلاقات بين العراق والكويت، وتوجيهها نحو مستقبل مزدهر بالأمان، والاستقرار؟ الجواب: نعم، لكن الأطراف المحورية في العراق والكويت تأخرت في إعادة بناء العلاقات الثنائية، والإجابة على الاستفهامات المُلحة في وقت تتكاثر فيه علامات التعجب!

القراءة الأخرى لعلاقات الكويت مع العراق، تحتم قراءة فاحصة للاتفاقيات الدولية بين البلدين، وتقديم مصالح الشعبين والدولتين، على اهداف الهيمنة الإيرانية في العراق، والتصدي لسموم طهران السياسية تجاه الكويت والعراق.

كما تفرض القراءة الفاحصة تقييماً جدياً للقمة العربية في بغداد: من حضر؟ من قاطع؟ وما أفضل الدروس العملية، والحلول الواقعية من أجل تأسيس علاقات حيوية غير مسبوقة بين الكويت والعراق، ودول مجلس التعاون الخليجي على الأصعدة السياسية، والثقافية، والإعلامية، والاقتصادية. 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.