: آخر تحديث

السعودية في خدمة الحجاج

10
7
6

ماذا لو طلبنا من أي مواطن عربي سبق له الحج قبل 50 أو 40 عاماً أو أقل من ذلك أن يحج هذا العام، ثم طلبنا منه أن يقارن بين حجه الأول وهذا الحج، ترى ماذا سيقول؟ وهل ستسعفه المساحة الممنوحة له بأن يقول ويشرح كل جزئيات هذه المقارنة؟ وهل سيكون مُلماً بكل تفاصيل ما رأت عينه؟ في تصوري سيكون الجواب (لا)، ومن الطبيعي جداً لن ينجح بوصف الفرق بين أول حج له وثاني حج.

ما أريد أن أصل له من هذا المثال هو صورة تقريبية لما يحدث في موسم الحج منذ سنوات طويلة ومراحل التطور الكبير الذي تشهدها المملكة، وخاصة فيما يخص مكة المكرمة والمدينة المنورة، ففي كل موسم حج نشعر بحالة من الرضا العام من كل ضيوف الرحمن، ونجد نجاحاً منقطع النظير على كافة المستويات في موسم الحج. حالة الاهتمام التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين لكل حاج، وحجم الاهتمام بتأدية هذه الفريضة لن تشهدها في أي مكان في العالم، فالمكان محدود جغرافياً، والأعداد كبيرة جداً تحتاج تضافر جهود من جميع القطاعات، وهذا بالفعل ما يحدث في كل موسم، فالحاج الذي يأتي لأداء فريضته يشعر بالارتياح والسهولة في التنقل والاهتمام من كل فرد يعمل على خدمة الحجيج، وتلك المقاطع التي تنتشر في كل موسم لم تكن مفبركة أو مفتعلة، بل مشاهد عفوية وصور حقيقية لقيمة ما يحدث في الحج ومدى رضا ضيوف الرحمن عن كل ما يقدم لهم.

من الطبيعي، وكما يحدث في كل موسم، سيكون هناك تميز لحج هذا العام عن الأعوام السابقة من ناحية الخطط الموضوعة والاستعدادات الكبيرة بمنظومة خدمية تكاملية تجعل موسم الحج يخرج في أفضل حالاته إن شاء الله. فما يُميز الحج في كل موسم هو أن الخطط الموضوعة يتم فيها تلافي أي أخطاء سابقة إن وُجدت، ودائماً العمل على تطوير ما سبق، وبالتالي المشهد بشكله الخاص والعام يكون من أفضل إلى أفضل. لسنا دائماً في حاجة إلى عرض هذا الأمر من اهتمام وتضحية وصدق في العمل، لكن مع ذلك يجب أن يعي كل مغرض وحاسد، ومن في قلبه غل على السعودية العظمى، أننا كدولة وقيادة وشعب نفعل ذلك من أجل أن نقوم بواجباتنا تجاه الله أولاً، ثم تجاه ضيوف الرحمن. إن وُجد من يُنصفنا ويضعنا في مكاننا الذي نستحق، فهذا وفاء وصدق مشاعر منه، وإن وُجد من يحاول إثارة الفتن والتقليل من عملنا، فلن يكون له تأثير على أي مستوى، فالشمس لا تُحجب بغربال، والصورة واضحة أمام الجميع، ولا تحتاج إلى أي توضيح. ستبقى السعودية أرض الخير والسلام تقوم بواجباتها تجاه ضيوف الرحمن، ولن يجدوا من أبناء هذه الدولة العظيمة إلا كل حفاوة وترحيب. هذا هو تاريخنا، ومستقبلنا إلى الأفضل بحول الله وقوته.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.