: آخر تحديث

"أم الإمارات".. قصة فخر تتجدد

1
1
1

في سماء العطاء الإنساني، تتلألأ نجوم قليلة ببريق يخطف الأبصار والقلوب، ومن بين هذه النجوم، تبرز شمس العطاء التي لا تغيب، ونبع الحكمة والإلهام، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، "أم الإمارات". إنها شخصية استثنائية، وقائدة فذة، ورمز وطني وإنساني، تجاوزت إسهاماتها حدود دولة الإمارات العربية المتحدة لتعم بخيرها الإنسانية جمعاء. ولم تكن زيارتها الأخيرة إلى الجمهورية التركية، وما توجها من تكريم رفيع بمنحها "وسام الجمهورية" من قبل فخامة الرئيس التركي، إلا دليلاً ساطعاً جديداً على التقدير العالمي المتجدد الذي تحظى به سموها. هذا التقدير الخارجي، في حقيقته، هو انعكاس طبيعي للمحبة العميقة والمكانة الرفيعة التي تحتلها "أم الإمارات" في قلوب شعبها، وفي وجدان كل من عرفها أو لامس أثر عطائها الفياض.

لقد شهدت زيارة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك إلى تركيا تتويجاً استثنائياً لمسيرتها الإنسانية الحافلة، حيث منحها فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "وسام الجمهورية"، وهو من أرفع الأوسمة في البلاد ويتمتع بثقل دبلوماسي كبير. ويأتي هذا التكريم، الذي يجعل من سموها أول شخصية نسائية تنال هذا الوسام المرموق وواحدة من تسع شخصيات بارزة فقط حول العالم حظيت به، تقديراً لجهودها الرائدة في دعم قضايا المرأة والأسرة والطفولة، ودورها الإنساني والمجتمعي البارز على المستويين الإقليمي والدولي. وقد أشاد فخامة الرئيس أردوغان، خلال مراسم التكريم التي جرت بقصر دولمة بهتشة بحضور السيدة الأولى أمينة أردوغان، بإسهامات سموها الإنسانية الرائدة ومسيرتها الحافلة، مؤكداً على عمق الروابط الأخوية والصداقة المتينة التي أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، والتي تشهد اليوم نمواً وازدهاراً.

من جانبها، تقدمت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بخالص الشكر والتقدير للرئيس التركي، مؤكدة أن هذا التكريم يعكس عمق العلاقات بين البلدين، واعتبرته وساماً لكل امرأة تساهم في بناء وطنها وتعزيز مكانته، وفي العمل الإنساني والمجتمعي. هذا التكريم الرفيع يجسد الاحتفاء العالمي بمبادرات "أم الإمارات" الرائدة ومشاريعها التنموية والإنسانية التي بنت مجتمعات أكثر تماسكاً وازدهاراً.

وقد أكد سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، أن زيارة "أم الإمارات" لتركيا وتكريمها الرفيع جسدت المكانة الرفيعة التي وصلت إليها المرأة الإماراتية في ساحات العمل الإنساني والاجتماعي. وأشار سموه إلى أن هذه الزيارة كانت فرصة لتعزيز جسور التعاون مع تركيا في مجالات رعاية الطفولة والتنمية الأسرية، وترسيخ قيم العطاء والتضامن الإنساني، التي لطالما كانت سموها عنواناً لها، مضيفاً أن "الجهود المتواصلة التي تبذلها "أم الإمارات" على الصعيدين المحلي والدولي، تمثل مصدر إلهام للأجيال، ونموذجاً مضيئاً في تمكين الأسرة والمرأة وتعزيز دورها في المجتمع."

ولم تقتصر أصداء الزيارة على هذا التكريم السامي، بل شملت أيضاً جوانب إنسانية أخرى، أبرزها زيارة سموها لمجمع الشيخ زايد لرعاية الأطفال في إسطنبول، حيث اطلعت على مشروع إعادة تطوير المجمع بقيمة 40 مليون درهم، والذي يهدف لتقديم خدمات رعاية متخصصة للأطفال.

هذه الزيارة، وما تضمنته من تفاعل إنساني مع الأطفال والقائمين على المجمع، تؤكد أن "أم الإمارات" هي بحق "سفيرة الإنسانية والسلام"، وقوة ناعمة تعزز مكانة الإمارات عالمياً.

في دولة الإمارات العربية المتحدة، اسم الشيخة فاطمة بنت مبارك مرادف للتقدم والنهضة، فهي "القلب النابض لمسيرة تمكين المرأة" و"مهندسة التنمية الاجتماعية" و"راعية الأجيال وصانعة المستقبل". لقد أدركت سموها منذ البدايات أن بناء الأوطان يبدأ ببناء الإنسان، وأن المرأة هي حجر الزاوية في هذا البناء. لذا، كرست جهودها لتمكين المرأة الإماراتية في كافة الميادين، ففتحت أمامها أبواب التعليم والعمل والمشاركة السياسية والمجتمعية، وأسست الاتحاد النسائي العام ليكون المظلة التي ترعى طموحاتها وتحقق تطلعاتها.

ولم يقتصر اهتمامها على المرأة، بل شمل الأسرة بأكملها، إيماناً منها بأن الأسرة المتماسكة هي نواة المجتمع القوي. فكانت مبادراتها في مجال رعاية الأمومة والطفولة، وتعزيز التماسك الأسري، بمثابة الأساس الذي بنيت عليه نهضة اجتماعية شاملة. إنها بحق "نصيرة الأسرة" وراعية قيمها النبيلة.

إن العلاقة التي تربط شعب الإمارات بسمو الشيخة فاطمة هي علاقة فريدة من نوعها، تتجاوز حدود الرسميات والبروتوكولات، إنها علاقة الابن بأمه، والتلميذ بمعلمه، والشعب بقائدته الملهمة، ينظر إليها الجميع كـ"أم الشيوخ" و"أم الإمارات"، وهي ألقاب لم تأتِ من فراغ، بل هي تعبير صادق عن محبة راسخة وتقدير لا يوصف لمكانتها في قلوبهم.

إن أفعالها الإنسانية ومواقفها النبيلة تلامس شغاف القلوب، وتزيد من رصيد محبتها يوماً بعد يوم، فهي "حبيبة الشعب" و"نور يضيء دروب الأجيال" و"رمز الحنان والعطاء اللامحدود". إنها القدوة الحسنة التي يستلهم منها الجميع قيم التضحية والإخلاص والعمل الدؤوب من أجل رفعة الوطن وخدمة الإنسانية.

إن إرث سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك هو إرث من نور وعطاء، يمتد أثره ليشمل الأجيال الحاضرة والقادمة. فمبادراتها ومؤسساتها أصبحت منارات للعلم والعمل والتنمية المستدامة، تخرج منها أجيال واعية ومثقفة وقادرة على تحمل المسؤولية والمساهمة في بناء المستقبل. إنها "مدرسة في القيادة والعطاء"، وبصماتها الإنسانية والثقافية والاجتماعية ستبقى خالدة على دروب الإنسانية، تلهم الأجيال القادمة للسير على خطاها، وترسخ في نفوسهم قيم العطاء والتسامح والتعايش السلمي.

إن تأثيرها الممتد لا يقتصر على ما قدمته من مشاريع ومبادرات، بل يتجلى أيضاً في الروح التي بثتها في المجتمع، روح الإيجابية والتفاؤل والإصرار على تحقيق المستحيل. لقد علمتنا "أم الإمارات" أن بالعزيمة والإرادة يمكن تحقيق المعجزات، وأن خدمة الإنسان هي أسمى الغايات.

لا يمكن للكلمات أن توفي سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك حقها، فهي قامة وطنية وإنسانية شامخة، وقصة نجاح وطن، ومصدر فخر أمة. إن التقدير العالمي الذي تحظى به سموها، والذي توج مؤخراً بوسام الجمهورية التركي، هو شهادة حية على عظمة إنجازاتها ونبل مقاصدها. وستبقى “أم الإمارات” رمزاً خالداً للمحبة والعطاء والإنسانية، ومنارة تضيء دروب الأجيال، وقصة فخر إماراتية وعالمية تتجدد مع كل إشراقة شمس، مؤكدة أن العطاء الإنساني الصادق لا يعرف حدوداً ولا يتوقف عند تقدير.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.