: آخر تحديث

ديشان لفرانس برس: التعامل مع الجيل الجديد يتطلب "عدم التصنع أو التظاهر بالشباب"

2
2
3

Clairefontaine en Yvelines (فرنسا) (أ ف ب) أقرّ مدرب المنتخب الفرنسي لكرة القدم ديدييه ديشان في مقابلة مع وكالة فرانس برس بأنه اضطر إلى تعلم التكيف مع الجيل الجديد من اللاعبين الدوليين بدلا من فرض أفكاره عليهم لتفادي "التصنع" أو "التظاهر بالشباب".

ويتولى المدرب البالغ من العمر 56 عاما والفائز بكأس العالم كلاعب وقائد عام 1998 وكمدرب عام 2018، قيادة فرنسا منذ 2012، وقال إنه حتى خلال تلك الفترة، لاحظ تطورا في سلوك ومزاج اللاعبين الشباب.

وأوضح قبل مباراتي التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026 ضد أذربيجان الجمعة وأيسلندا الاثنين المقبل أن "اللاعبين أصبحوا أكثر ثقة بأنفسهم".

س: هل هناك فارق مقارنة باللاعبين الشباب المنضمين إلى المنتخب اليوم؟

ج: "نعم، اللاعبون أكثر ثقة بأنفسهم، ويتمتعون بثقة أكبر، ويعرفون بعضهم البعض لأنهم لعبوا جنبا إلى جنب في فترات سابقة، في أندية أو فئات عمرية مختلفة للمنتخبات. لا يزال البعض أكثر تحفظا وخجلا، لكن تحفظهم أقل. وهذا أمر جيد. في السابق، كان اللاعبون الشباب ينفذون ما يُطلب منهم فقط. أما اليوم، فهم أكثر راحة لأنهم أصبحوا مستعدين مبكرا، ويلعبون في سن مبكرة، وأصبحوا أكثر نضجا. كما أنهم يحترفون في الخارج في سن مبكرة جدا".

س: هل كان هناك تطور أيضا بين عام 2012، عندما توليت تدريب المنتخب، واليوم؟

ج: "بالتأكيد. الجيل السابق، جيل أوغو لوريس، أوليفييه جيرو، أو أنطوان غريزمان، حتى لو كانوا محترفين في الخارج، كانوا لا يزالون يتبنون بعضا من أسلوب العمل من العقد الماضي. في السابق، كنتَ في ناد، تلعب، أو لا تلعب، تدخل الملعب لخمس دقائق، أو نصف ساعة، لا تتكلم، وتتدرب. كنتَ سعيدا بالتواجد مع المحترفين. أما اليوم، فالأمر مختلف. الأمر أشبه بعالم الأعمال: يصل الشاب، مع قدرة على مقابلة رئيسه وإخباره برغبته في أخذ موقعه. قد يُنظر إلى ذلك على أنه تكبر، أو على أنه طموح. على أي حال، في عالم التدريب، الأمر مختلف بالضرورة".

س: اهتمامات الجيل الجديد تطورت أيضا...

ج: "لم أتصرف أبدا مثل قدماء المحاربين. ربما كانت بعض الأمور أفضل آنذاك، لكنني مقتنع أنها لن تُجدي نفعا اليوم. مثل حظر استخدام الهاتف المحمول، على سبيل المثال. كمدرب، أنا الضامن للقواعد الداخلية، ولكن لماذا نحرمهم من حريتهم؟ لإظهار سلطتنا؟ هذا غير منطقي. أحيانا يناسبني ذلك. عندما يواجه لاعب مشكلة في النادي، أو يخرج، أرسل له رسالة بين الشوطين فيرد. أنا سعيد جدا. الجيل الحالي من اللاعبين يتميزون باتصالات فائقة، فقد ولدوا ومعهم هاتف محمول. يتقنون كل شيء من الألف إلى الياء، مع وجود مخاطر بالطبع. المفتاح هو التكيف معهم. ولكن هناك مفهومان أساسيان: بيئة العيش وبيئة العمل. بيئة العمل هي نفسها للجميع، سواء للذين يأتون لأول مرة أو لقائدنا".

س: إذن، ألا تشعر بأنك بعيد عن الجيل الجديد؟ ج: "لا. لديّ ابن ساعدني أيضا في علاقتي بوسائل التواصل الاجتماعي، بلغة ومراجع مختلفة بعض الشيء. اختلاف ثقافتنا لا يخلق لي أي مشكلة. عندما يُغني اللاعب الجديد أغنية في أول عشاء له في كليرفونتين، لا أعرف الأغنية إطلاقا ولا أفهم كلماتها دائما. لكنها تلقى رواجا، طالما أن الآخرين يؤيدونها ويرددها الجميع في كل مرة تقريبا".

س: ما أكثر شيء تلاحظه في اللاعب الشاب الذي ينضم إلى المنتخب الوطني؟

ج: "أمنح اللاعب الشاب مساحة أكبر للخطأ لأنه يكتشف بيئة جديدة. إذا احتفظت به، فذلك لأنني اعتقد أن لديه القدرة على الوصول إلى القمة. ثم أنظر إلى قدرته على الشعور براحة أكبر. لا ينبغي أن يكون استدعاؤهم غاية في حد ذاته. عليهم التأكد من العودة. يجب دعمهم ليكتسبوا الثقة، لأن هناك أيضا ثقل القميص الذي يجب أن يتحملوه. لا أقوم بدعوة واحدة فقط، غالبا ما أستدعيهم لمعسكرات عدة. المهم بالنسبة لي هو التعرف على الشخص قبل التحدث إلى اللاعب، وخلفيته، وحتى حياته الشخصية، حتى أتمكن من التحدث إليه بدقة. هناك أيضا متابعة بين معسكرات التدريب وتبادل أطراف الحديث".

س: هل عدّلتَ أسلوب حديثك مع مرور السنين؟

ج: "أُفضّل أن تكون حواراتي قصيرة وموجزة، لأن الأحاديث الطويلة كانت تُرهقني أيضا عندما كنت لاعبا. لا أُريد أن أكون موسيقى تُسمع، أُفضّل أن يُنصت إليّ".

س: هل تُحدّثهم عن ماضيك كلاعب؟

ج: "لا، إنها ليست حياتهم، بل حياتي. ولن يلقى ذلك صدى لديهم. لقد علّمني ماضيّ ما لا ينبغي عليّ فعله. أنا أستمع إليهم، وأتعلم من تبادل أطراف الحديث معهم. أتكيّف، وهذا يقودني إلى التغيير. هل تغيّرتُ؟ لا أدري، لقد تطوّرتُ بالتأكيد. أنا أكثر هدوءًا، إنها طريقة عمل مختلفة. الأمر أشبه بتبادل الأدوار، لإخراج أفضل ما لدى كلٍّ منهم. بتكيّفك مع لاعبين يصغرونك سنا حتما، كونك تتقدم في السن، يُمكنك سد الفجوة بين أن تكون عجوزا أحمق أو أن تكون شابا مُصطنعًا".

مقابلة أجراها: إيمانويل بارانغيه وكيفان ناراغي


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في رياضة