اختتمت في لومي أعمال القمة الأفريقية للصناعة المالية "أفريكا فاينانشل أنديوستري ساميت 2022".(AFRICA FINANCIAL INDUSTRY SUMMIT)
وهي حدث دولي يهدف للنهوض بقطاعٍ عصري ومبتكر وشمولي للخدمات المالية في أفريقيا، ويتركز النقاش فيه على موضوع "استدامة القطاع المالي ورقمنته في عصر الاضطرابات" .
رئيس الجمهورية الطوغولية، فور إسوزيما غناسينغبي متحدثاً في القمة
وحضر الجلسة الافتتاحية رئيس الجمهورية الطوغولية، فور إسوزيما غناسينغبي، والوزير الأول الطوغولي فيكتوار توميغا دوغبي، وعدد من الوزراء الأفارقة، ومحافظي البنوك، وممثلي مؤسسات مالية من بينها المغرب الذي تمثل بحضور محمد الكتاني المدير العام للتجاري وفا –بنك، وأمين بوعبيد المدير العام لبنك أوف أفريكا، إلى جانب شخصيات ومؤسسات مؤثرة في القطاع المالي الأفريقي تنتمي لعدة بلدان في القارة السمراء.
وتهدف القمة إلى بناء منظومة متينة للصناعة المالية، تكون في خدمة الاقتصاد الحقيقي والتنمية المستدامة .
جانب من مقدمة الحضور
مشاركة فاعلة
وبعد القمة الأولى التي عقدت في 2021 افتراضيا والعديد من الندوات الافتراضية واللقاءات الخاصة، شارك في هذه القمة أكثر من 800 مسؤول عن البنوك وشركات التأمين والفاعلين في مجال الأداء عبر الهاتف المحمول وفي أسواق رؤوس الأموال وسلطات السوق المالية ووزراء الاقتصاد والمالية ومحافظو البنوك المركزية، وناقشوا مواضيع رئيسية تتعلق بمساعدة القطاع المالي على مواجهة تحديات التحولات التكنولوجية الكبرى والتقنين.
التجربة المغربية
وسلط المجتمعون في القمة الضوء على التجربة المغربية في مجال تمويل الانتقال الطاقي، من قبل المدير العام للتجاري وفا بنك، محمد الكتاني، خلال جلسة بعنوان "كوب 27: ما هي الدروس المستخلصة بالنسبة للمؤسسات المالية الأفريقية ؟".
وشرح الكتاني أن المغرب تمكن_ بفضل الرؤية الملكية في مجال الانتقال الطاقي_ من تحقيق هدفه المتمثل في مزيج الطاقة بنسبة 42 في المائة في سنة 2020.
أضاف: المملكة المغربية انتهجت مسارا جديدا في أفق عام 2030، يتمثل في مزيج طاقة بنسبة 52 في المائة.
وأشار إلى أن "رؤية المغرب ارتكزت على إطار مؤسساتي وتنظيمي لتوضيح الرؤية للمستثمرين الأجانب وبتمكين الفاعلين الماليين وبنوك التنمية وشركات التأمين من تعبئة الأموال اللازمة لدعم هذه الدينامية".
ولفت إلى أنه "بفضل قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص والإطار المؤسساتي الذي يضمن الحماية القانونية للمستثمرين الدوليين، تمكنا من تعبئة أموال بالعملة المحلية والأجنبية لدعم دينامية بناء القدرات في ما يتعلق بالطاقات المتجددة ".
وإذ أكد على نجاح "هذه التجربة" قال: اليوم تعد مزرعة الطاقة الريحية بالمغرب الأولى من حيث سعة الإنتاج على مستوى القارة الأفريقية، بينما تعد محطة الطاقة الشمسية أول محطة لإنتاج الطاقة الشمسية يتم تشغيلها بفضل تعبئة أموال محلية".
وتابع: "لقد تمكنا كبنك تجاري من تعبئة أموال على المدى الطويل"، مؤكدا أنه بفضل التحالف مع صندوق الأمم المتحدة للمناخ الأخضر، أصبح "التجاري وفا بنك" أول بنك في القارة الأفريقية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتم اعتماده لتعبئة مثل هذه الأموال.
وختم الكتاني داعيا إلى تكييف مقاربة الانتقال الطاقي في إفريقيا مع خصوصيات كل دولة ، مشيرا إلى أن القاسم المشترك يتمثل في الحكامة المؤسسية واستقرار الإطار القانوني وكذا الإطار الضريبي والرفع من مهارات الموارد البشرية.
نقاشات
وناقش المشاركون عدة مواضيع ركزت على سبل تحول القطاع المالي الأفريقي في زمن الأزمات الكبرى، والخدمات المالية عبر الهاتف المحمول والأبناك، والشراكات في مجال التأمين، وإعادة اصلاح المالية الفلاحية من أجل مواجهة انعدام الأمن الغذائي، وترابط الأسواق المالية، وانتهاز فرص نمو الموارد المالية وغيرها من المواضيع الساخنة الآنية والمستقبلية.
مشاركون فاعلون من مختلف الدول الأفريقية
وعلى مدى يومين نظمت ورشات ولقاءات وموائد مستديرة ضمت رواد الصناعة الأفريقية من أجل المساهمة في الاقلاع الاقتصادي للقارة من خلال تطوير صناعة مالية تنافسية مبتكرة ومندمجة ومستدامة .
ومن خلال هذا الحدث، اقترحت "القمة" على القطاعين العام والخاص مناقشة سبل تمكين الصناعة المالية في أفريقيا من التأقلم مع التقلبات الاقتصادية الحالية الكبرى والاستفادة من انشاء منطقة التبادل الحرّ القارية الأفريقية لتطوير أدائها .
يُذكر أن القمة الأفريقية للصناعة المالية التي تأسست في العام 2021 من قبل مجموعة "جون أفريك ميديا" بدعم من مجموعة البنك العالمي، تُعتبَر منظمة شقيقة لـ"أفريكا سيو فوروم" المنصة الرئيسية للقطاع الخاص الأفريقي.